* ها هم الخوارج الجدد؛ ينسلون من بين أسرهم الطيبة؛ ويمرقون من أوساط مجتمعهم الخير؛ فيتكتلون ويتحزبون ويخططون. يكدسون الأسلحة ويجمعون المتفجرات؛ ويعمدون إلى قتل الأنفس؛ وتدمير الممتلكات، وترويع الآمنين.. ثم يزعمون انهم بذلك يستشهدون..!
* أي شهادة في سبيل الله هذه؛ التي تأتي ملطخة بدماء بريئة زكية حرمها الله؛ وحذر من قتلها؛ بل أعلن سبحانه وتعالى؛ غضبه ولعنته على قاتلها؛ وتوعده بالخلود في النار؛.. ؟! قال تعالى: {وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وّغّضٌبّ اللهٍ عّلّيًهٌ وّلّعّنّهٍ وّأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا} (النساء 93).
* اذا كان هناك من مؤامرة تحاك ضد الإسلام والمسلمين في هذا الزمان؛ فهي هذه الأفعال القبيحة المشينة؛ التي يأتي بها إرهابيون خوارج؛ محسوبون على دين الإسلام؛ لأنهم من أهله؛ لا يتورعون عن ارتكاب المحرمات كبيرة أو صغيرة؛ فيضعضعون كياناته؛ ويزعزعون بناياته؛ ويؤذون أقلياته، ويؤلمون أكثرياته، وهذه هي أم المؤامرات في هذا العصر؛ لأنها تصب في خدمة أعداء الدين الحقيقيين، وتخدم نوايا ومخططات مريدي إيذاء المسلمين، فهل نتنبه لهذا الخطر الداهم قبل استفحاله؛ فنجفف منابع دخله؛ ونوقف مصادر دعمه؛ ونضرب بيد من حديد؛ على أدوات تحريكه؛ فنجعل فيها تدميره وتثبيره..؟
* فعلها الخوارج الجدد هنا وهناك، فعلوها في داخل بلادنا لتفريقنا وإيلامنا؛ وفعلوها خارج بلادنا لإيذائنا؛ ولتخريب علائقنا مع غيرنا من الدول والشعوب.. هكذا في نظرهم القاصر.
* مارسوا إرهابهم في الخبر، وفي الرياض، وفي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ثم أخيراً بجوار بيت الله الحرام..!!
* ومارسوا إرهابهم قبلاً في نيويورك وواشنطن؛ وفي عدن وبالي وموسكو؛ وفي عواصم ومدن إفريقية وأوروبية كثيرة.. إرهاب بخطاب الإسلام؛ وبثوب الإسلام، وهذا الإسلام بريء مما يدعون؛ وبعيد عما يزعمون، وهم كذلك؛ فئة ضالة، لا تمثل الإسلام؛ ولا تنطق باسم المسلمين؛ حتى وإن نجحت بعض الوقت في اختطافه؛ وشوشت على بعض الناس خطابه.
* إن الطريق إلى القدس؛ حتماً لا يمر بالرياض؛ ولا يمر بالمدينة المنورة أو مكة المكرمة؛ وإن من يدافع عن فلسطين بصدق وإخلاص؛ لا يهاجم الرياض؛ ولا يضرب الأراضي المقدسة؛ التي هي قبلة المسلمين، ومهوى الأفئدة..!
* لقد انتهت اللعبة يا سادة؛ فانكشفت النوايا الخبيئة الخبيثة؛ وتعرت الوجوه الكالحة؛ فلا زيوف بعد اليوم تنفع؛ ولا دعاوى تفيد أو تدفع.
* من أين أتى هؤلاء الخوارج..؟ وكيف جاءوا..؟!
* لقد تدرجوا في مخططاتهم الخبيثة خاصة في هذه البلاد؛ لضربها وتمزيقها على مراحل أربع. أولى هذه المراحل؛ كانت بالعبث في المسلمات الدينية والاجتماعية والوطنية. وثانيتها؛ كانت في تخريب النفوس؛ بالتشويش والتشكيك ثم التفريق. وثالثتها؛ كانت تسعى إلى الإيذاء المعنوي والمادي؛ بكل المعارضين لمخططاتهم على طريقة: (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).. أما الرابعة؛ فكانت هي القاصمة التي وصلت بهم إلى المحرقة؛ فقد ولغوا في الدماء كما رأينا؛ فانكشف أمرهم، وأمرهم دائماً في وبال إن شاء الله.
* في المرحلة الأولى من مخططاتهم؛ التي بدأت منذ أكثر من ثلاثين عاماً؛ رأينا كيف اجتهد بعضهم في ترويج ثقافة الصياح والصراخ؛ عبر مكبرات الصوت، وأشرطة الكاسيت؛ وهي ظاهرة بدأت بتسجيلات الشيخ كشك، وتلاها دعاة حكواتيون؛ يرددون قصصاً مختلقة، وتحذيرات مفتعلة، وفي هذه المرحلة؛ سادت أفكار تتصف بالتكريه في الآخر؛ والتيئيس من الواقع، والتبئيس في الحياة، والحث على التغيير، والترغيب في عمل حركي لا يستثني أحداً..!
* لقد مثلت هذه المرحلة؛ انطلاقة حقيقية لفلسفات حركية ثورية؛ تخفت في لبس دينية، وموهت على الغير بمظاهر تقوية، فاستطاعت بذلك؛ التغلغل والوصول الى أعماق المجتمع، فعملت فيه بهدوء تفتيتاً وتفكيكاً؛ حتى انحرفت أنظار، وزاغت أبصار، ودبت الشكوك في النفوس..!
* وعندما نجح العابثون في استمالة عوام وأنصاف متعلمين، شرعوا في تخريب نفوسهم؛ عن طريق غرس فكر الخروج؛ بتكفير الحكام وتفسيق المحكومين، وهذه مرحلة خطيرة للغاية؛ لأنها واتت القتال في أفغانستان؛ الذي أفرز فيما بعد؛ قواعد تأهيلية وقتالية لمن ذهب إلى هناك.. أو عاد إلى هنا بأوهام وأحلام كبيرة..! وكانت الأهداف واضحة، فتجلت في حوادث سبتمبر 2001م؛ وما أعقبها حتى يوم الناس هذا.
* كنا مجموعة من الناس؛ نتابع صور العملية الأمنية الناجحة ضد فلول الخوارج في حي الخالدية بمكة.. حتى إذا انتهى التقرير المصور؛ قال واحد من الآباء من كبار السن متسائلاً: مَنْ ساعد هؤلاء القتلة..؟ مَنْ اوصلهم إلى هذا المكان..؟ مَنْ أسكنهم ونقلهم وباع لهم واشترى منهم؛ وزودهم بالمال والسلاح والطعام والشراب؛ حتى مكنهم من هذا الإجرام..؟!!
* من أفتى لهم؛ وأيدهم..؟! ومن سماهم شهداء ومجاهدين..؟ ومن رآهم أو علم بهم فسكت..؟!!
* إنها جملة من أسئلة حائرة؛ تنثال اليوم بحجم الحدث؛ تبحث عن إجابات ما زالت تختبىء بين السطور..! ما دور المواطن فيما وقع..؟ بل ماذا مارس من دور متوجب عليه في هذه المرحلة..؟!
* هل نحن مضطرون في كل مناسبة؛ أن نقول للمواطن العزيز في داخلنا: أيها المواطن العزيز؛ يجب أن تتعظ فتتيقظ؛ وأن تتنبه على الدوام؛ حتى لا تؤتى من مأمن..؟!!
* قال آخر وهو محق فيما قال مثل الذي سبقه كنا في فترة غزو العراق؛ في (قنوت) دائم في صلواتنا طيلة شهر كامل..! لماذا انقبضت حناجرنا اليوم؛ وجمد الكلام على شفاهنا؛ وبلادنا تمر بأزمة مع الإرهاب، والخوارج القتلة؛ يتقصدونها بالإيذاء ليل نهار..؟!
* ألا تستحق بلادنا منا اليوم، ما استحقه العراق منا بالأمس..؟!
* لماذا نبخل بالدعاء لوطننا، أن يحفظه الله وينصره على من عاداه، وأن يثبت دولته، ويعز حكومته، ويحمي مواطنيه، ويجنبهم كيد الكائدين الذين استغلوا الدين؛ وهم الأعداء لكل ملة ودين..!
* ولماذا نضن بالدعاء على أعدائنا من المارقين والخارجين؛ المتربصين بنا في كل وقت وحين..؟!
* أسأل هنا.. فمن يملك الإجابة..؟!
fax:027361552
|