كاتب هذه السطور هو من المؤمنين بأن المدرسة هي وحدة التغيير والتطوير، ففي المدرسة يتم إنزال المناهج من السماء إلى الأرض، وفيها تظهر القيادة المدرسية التي تعمق لدى المعلمين ايمانهم بالرؤية التربوية للمدرسة وتشعلهم حماسا ليسهموا في ترجمتها إلى ممارسة حقيقية، وفي المدرسة يتم تأسيس البيئة والمناخ التعليمي الذي يفضي إلى تميز الطلاب سلوكا وإنجازا.
لكن هل المدرسة مؤهلة في الوقت الحاضر لتحقق الدور المتقدم المتوقع منها؟من غير المتوقع ان تظهر المدرسة متلألئة بمفردها وسط سماء مظلمة، وإذا حدث وظهرت بعض الإشراقات في المدرسة فإنها غالبا ما تنطفئ بفعل عوامل كثيرة ليس من بينها ضعف القيادة المدرسية.
إذا أردنا لأثر التغيير أن يكون فاعلاً ومتصفاً بالديمومة فيجب أن تغذيه وتتناغم معه كل الظروف المحيطة بالمدرسة.
فمثلاً، تزداد فرص حدوث التغيير التربوي المستهدف عندما يتم في إطار سياسي يطلق حرية الإبداع والتفكير لدى الناس ويدعم التوجهات التربوية الجديدة ويوفر لها قيادة صالحة ومناخا مناسباً من المساواة والعدالة والمحاسبة.
التغيير لا يمكن أن يتم ايضا في ظل استمرار نظم وهياكل إدارية ومالية بالية تقيد حركة التطوير، فكثيرا ما نادت المؤسسات التعليمية بضرورة إعادة النظر في بعض النظم الإدارية لتكون أكثر مرونة ولتستوعب مستجدات وتحديات المرحلة الجديدة.
* كلية المعلمين بالرياض
|