إن تشجيع العلم والمعرفة والأخذ بيد الشباب نحو آفاقه يعطي بعداً مهما في حياتهم الدراسية. ولقد اهتم الإسلام بالعلم والبر بالخير والبناء بكثير من السخاء والعطاء المثمر الخير تطبيقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» فلنا في تاريخنا الناصع أمثلة ونماذج.. وان احتفاءنا بالعلم واهتمامنا بالمعرفة دليل على الوعي ومواكبة للحضارة ومساهمة إيجابية فاعلة في ميادين التربية والثقافة.
ولقد أسعدني ا لحظ أن أشهد حفل جائزة الجميح للتفوق العلمي والدراسي خلال مهرجان ثقافي رفيع تم فيه تكريم مجموعة من شبابنا الطموح والمتفوقين في دراستهم وتحصيلهم العلمي.. ولقد كان الحضور كبيراً وجليلاً وحضره حشد كبير من العلماء والأدباء ورجال التربية والتعليم في مختلف مناطق المملكة فهو حفل ثقافي وموسم فكري وتربوي.
والجائزة بهذا تنطلق من دعائم حضارة بناها الأسلاف فهي تخصب العلم وتبلور الفكر، وعامل كبير في تشجيع المتفوقين وحفزهم إلى الأمام ووسيلة مثلى في تكريم العلم والمنتسبين إليه وتتجلى فيها معان كثيرة وأهداف عديدة نبيلة وغايات تربوية سامية وتدفع بالطاقات من شبابنا إلى مزيد من العطاء وبذل الجهد والصبر ومضاعفة النشاط والاهتمام بالتحصيل العلمي والإبداع الفكري والعلمي المثمر مما سيكون له أثره وفاعليته في حقل المواهب ومجالات المعرفة فهي عمل ناصع ومضيء لشبابنا وفكرة جيدة حققت الكثير من الإيجابيات على المستوى العلمي والثقافي.
إن اهتمام الأمم بتشجيع ساحات العلم وميادين المعرفة لدليل وعي وموضع فخر واعتزاز فالعلم مظهر من أبرز مظاهر حياة الأمة وعنوان على رقيها وتطورها وبه يقاس مدى تقدمها ونهوضها وبتضافر جهود المبدعين تصبح الآمال والطموحات الكبيرة واقعاً نعيشه.
ونحمد الله أن بلادنا اليوم أخذت مكاناً حضارياً رائداً في مجالات العلم وميادين المعرفة وضروب التربية والتعليم وان هذه الجائزة من شأنها أن تحفز الكثير من شبابنا على مزيد من العطاء والتحصيل العلمي والسعي في طريق المعرفة فلها دور إيجابي فعال في تنمية العقل والوجدان.
وفق الله العاملين المخلصين والحريصين على تشجيع العلم والمعرفة والثقافة في هذه البلاد العريقة الأصيلة منطلق العلم والمعرفة ومهد العروبة والإسلام وموئل الأدب والمجد والشعر ومهوى أفئدة العرب والمسلمين.. والله ولي التوفيق.
|