|
|
منذ بدأت الهيمنة الغربية والصهيونية على البلاد العربية والإسلامية قبل مائتي عام وحتى الآن والتي سموها بالاستعمار وما هي من العمارة في شيء وإنما هي خراب ودمار واستغلال واستنزاف ثروات البلدان المحتلة من قبل دول الغرب والصهاينة، أقول منذ بدأت تلك الهيمنة وهم يُسَوِّقون لنا ألفاظاً جاهزة وعبارات مزرية، فعندما كانت بريطانيا هي المهيمنة على العالم - وهي جزيرة في غربي العالم القديم أطلقت علينا الشرق الأدنى، ونحن قلب الدنيا وفي كبد الأرض وسرتها فقبلنا العبارة وأخذنا نردد (الشرق الأدنى) وبدأنا نُعرِّف أنفسنا بأننا الشرق الأدنى! ولكن الأدنى لمن؟! إنه الشرق الأدنى للدولة العظمى بريطانيا، وأطلقت على ما عُرف بالشرق (الشرق الأقصى) فقبلنا العبارة ورددناها وقلنا (الشرق الأقصى) وهو ليس بالأقصى لنا وإنما الأقصى لبريطانيا ولكننا نسهم إسهاماً كبيراً في تسويق الكلمات والعبارات حتى تثبت وتقبل من قبل المجتمع، وتبدلت الأحوال فلم تعد بريطانيا هي المهيمنة على العالم بل أمريكا ولذلك بدأ تسويق عبارة جديدة تحل محل الشرق الأدنى وهي عبارة (الشرق الأوسط) فلم نعد الشرق الأدنى لأن الدولة العظمى نزحت غرباً فأصبح الشرق ثلاثة أنواع «شرق أدنى» لأمريكا وهو أوروبا و«شرق أوسط» وهو بلادنا و«شرق أقصى» فأصبحت الدنيا القديمة بأسرها شرقاً وسوَّقنا العبارة للغرب فأخذنا نردد (الشرق الأوسط) وأنشأنا الصحف والإذاعات باسم الشرق الأوسط، مع أننا في وسط الدنيا فمطلع الشمس شرق عنا ومغرب الشمس غرب عنا ولكننا نُسَوِّق مصطلحاً للغرب، وكما يُصدِّر لنا الغرب السيارات والأثاث ومصنوعاته المختلفة فهو يصدر العبارات، لقد كانت إسرائيل تطلق على عمل المجاهدين الفلسطينيين وعمل المناضلين على اختلاف توجهاتهم إرهاباً ورددت العبارة سنوات طويلة فلم يقبل العرب العبارة الاسرائيلية فسعت إسرائيل الى أن يكون تصدير الكلمة من أمريكا ولذلك خطط اليهود لأحداث 11 سبتمبر فدفعوا الأموال بوساطات بعيدة لتصل إلى منظمات إسلامية بطرق مشروعة في نظر تلك المنظمات، فاليهود خلف كل بلية على امتداد التاريخ فهم يتلونون بألوان مختلفة ويصلون إلى أغراضهم تحت أغطية مختلفة تسترهم وتستر ما يهدفون إليه، وقد نجحوا في إرهابهم بأيدي غيرهم، ونقلت وسائل الإعلام أحداث 11 سبتمبر، ورفع علم المصطلح «الإرهاب» من أمريكا وليس من إسرائيل فقبل في العالم كله ومنه بلدان المسلمين، لقد نجح اليهود في تسويق كلمة إرهاب حتى بدا للناس في كل مكان أن ما تعمله حماس والجهاد إنما هو إرهاب. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |