الاعترافات التي أدلى بها جنود أمريكيون عن فظائع ارتكبوها في العراق تجعل الصورة أكثر قتامة إذا أضيفت إلى ما يجري حالياً من عمليات قتل وتظاهرات باتت تخرج يومياً وحالة من الفوضى العامة يصعب السيطرة عليها في غياب السلطة الوطنية..
الجنود الأمريكيون الذين تحدثوا إلى صحيفة بريطانية أقروا بأنهم كانوا يطلقون النار بدم بارد على المدنيين وأنهم كانوا يقتلون الجرحى ولا يأبهون للذين كانوا يحتضرون إلى جانب فتح نيرانهم على سيارات مدنية كانت تنقل نساء وأطفالاً..
انتشار هذه الأنباء في الأجواء المتوترة حالياً يزيد من المرارات الموجودة أصلاً ويعمِّق الهوَّة بين قوات الاحتلال والشعب العراقي كما أن العمليات العسكرية والمواجهات وما يبدو أنه نذر مقاومة للوجود العسكري الأجنبي كل ذلك يذكي حالة عدم الثقة..
تسارع الأحداث لا يترك مجالاً لالتقاط الأنفاس.. وهذا حال العراقيين منذ شهور، فبعد الاطاحة بصدام وقبله ظلت تلك البلاد في حال التوتر، ومن المؤكد أن العراقيين يحتاجون بشدة إلى قدر من الابتعاد عن هذا الركض والتوتر لكي يعيدوا النظر في كل شأنهم..
ومن جانبها فإن قوات الاحتلال تستطيع أن تسهم في اعادة الهدوء لو خففت من الأسلوب العسكري في معالجة مختلف الشؤون بما في ذلك الكف عن القرارات الإدارية المتعجلة التي أسفر جانب منها عن حرمان مئات الآلاف من الجنود العراقيين والموظفين من وظائفهم ورواتبهم بعد حل عدة وزارات.
إن مجرد وجود الاحتلال يكفي لتحريك مشاعر عدم الارتياح وإذا اضيفت ممارسات غير مواتية إلى ذلك فإن الانفجار يكون هو المتوقع ولهذا فإن العمل الحثيث نحو تشكيل حكومة وطنية انتقالية قد يكون أنسب خطوة لمواجهة الواقع الصعب الحالي ولاستشراف المستقبل بقدر من الأمل بالنسبة للعراقيين، فمثل هذه الحكومة ستهيئ الطريق نحو حكومة منتخبة يتطلع إليها كافة العراقيين.
|