*مكة المكرمة - حمد الأحمدي:
استنكر عدد من العلماء والمشايخ في مكة المكرمة العمل الإجرامي الذي قام به عدد من الارهابيين في حي الخالدية بمكة المكرمة مساء يوم السبت الماضي مؤكدين بأنه عمل إجرامي يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومع حرمة مكة المكرمة بلد الله الأمين.
ضعاف النفوس
حيث تحدث في البداية معالي رئيس مجلس الشورى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد مستنكراً وبشدة هذا العمل الاجرامي في بلد الله الحرام والذي لا يصدر من إنسان مسلم عاقل بل هم اناس من ضعاف النفوس جعلوا الإسلام مطيه لتحقيق مآرب مشبوهة ولم يدفعهم للتخريب سوى خراب الذمم وافساد الضمائر وما حدث هو استطالة صارخة للنيل من دماء المؤمنين ومن قدسية حرم الله والنيل من دماء المؤمنين أعظم عند الله من حرمة الكعبة المشرفة فواجب كل مسلم ان يسهم في المحافظة على الجو الآمن الذي تعيشه مكة المكرمة من أجل المحافظة على هذا الجو الآمن والطمأنينة في هذا البلد المقدس من أجل الطائفين والقائمين والركع السجود ومن أجل المقيمين والوافدين وأضاف لقد خاطب الله أهل الإيمان وناداهم بنداء الإيمان لتجنب انتهاك حرمة شعائر البيت الحرام زمانا ومكاناً وقد نهى الله عز وجل عن مجرد الجدال تعظيماً لحرمة المكان والشعائر.
اهتزاز المشاعر
وقال فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب الحرم المكي الشريف: لقد هزت المشاعر بالفواجع وغضت المضاجع بالمواجع في مسلسل الاجرام القائم ومخططه الاثم القاصم ضد بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله فإن أشده وقعاً وأخطر سمه نقعاً ما حصل في مكة المكرمة شرفها الله مؤخراً من محاولة إرهابية فاشلة بحمد الله وان العجب والدهش لا ينقضيان من إنحدار هذه الفئة وارتكابها في غيابات سحيقة من الكيد والغلظة ومحادة سافرة لله سبحانه وتعالى ولحرمه المقدس ومجاوريه الآمنين وقد اثرهم إلى ذلك من صلف وعنجهية جنوحهم الفكري وتطامسهم الفطري حتى تسوروا أعلى الحرمات واستبطنوا الكيد في اعظم القدسات والتي بها أقسم الحق وقال:{وهذا البلد الامين}وقال {ومن دخله كان امنا}
فئة باغية
ويقول معالي الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام: يقول الله عز وجل في كتابه الكريم {واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا} حيث حرم الله سبحانه وتعالى الاعتداء على النفس.
وفي حرم الله الآمن الذي تكون الحرمة فيه اشد فكيف يروع المؤمنون ويقتل الابرياء.
وقد أكد الله عز وجل على تحريم ذلك في قوله عز من قائل {ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنة واعد له عذاب عظيما} فالمرء عندما يشاهد ما تفعله هذه الفئة الباغية والمجرمة بجوار بيت الله الحرام يصاب بالذهول من اعتداء على الحرمات وترويع الآمنين الأمر الذي يرفضه الشرع والعقل وينبذه كل مسلم عاقل وهذه الاعمال الاجرامية أعمال غريبة ودخيلة على مجتمعنا المشهود له بالتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذا يجب على أفراد الأمة الالتفاف حول بعضهم البعض والطاعة لولي الأمر لأن هذا هو الجدار المنيع أمام كل فكر ضال ومنحرف والواجب ايضا على الجميع أن يكونوا رجال أمن والتعاون مع الجهات الأمنية المختصة التي تؤدي واجبها على أكمل وجه والعمل معها على استتباب الأمن في هذه البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها.
ترويع الآمنين
ويقول فضيلة الشيخ جابر بن محمد مدخلي الأمين العام للتوعية الإسلامية في الحج بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد: لا شك أن إزهاق النفوس البريئة وترويع الأمنين والعبث بأمن البلاد والعباد والسعي في الارض بالفساد بأي وسيلة كانت وكذلك الانحراف عن جادة الحق والصواب والشذوذ الفكري والعقدي وكراهية العلماء وشق عصا الطاعة والخروج عن ولاة الأمر ومنهج أهل السنة والجماعة واثارة الفتنة والفوضى والتقمص بلباس الدين لتحقيق الاغراض السيئة والأهداف الممقوتة كل هذه الأمور يرفضها الإسلام رفضاً قاطعاً لان الإسلام دين السلام والمحبة والوئام والتوحيد والوحدة ودعوته مبنية على الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ولان الأمن من أهم مقومات الحياة وسعادة المجتمع ورفاهية المواطن وسلامة البنية الاقتصادية والترابط الاجتماعي وحرية الحركة والتنقل وتحقيق مصالح العباد، فقد أوجبت الشريعة الإسلامية حمايته وقررت أقصى العقوبات على قطَّاع الطرق والمفسدين في الارض ونص على ذلك قول الله عز وجل {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم}ان هؤلاء الذين اقدموا على فعلتهم الشنيعة في مكة المكرمة البلد الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً راح ضحيته عدد من رجال الأمن والمواطنين الابرياء.
وقد سعوا في الارض فساداً واستحقوا بذلك غضب الله وشدة عقابه وصدق الله العظيم القائل {ومن يرد في بالحاد بظلم نذقه من عذاب} والواجب على جميع المواطنين مع الدولة لمحاربة مثل هذه الأعمال.
أعمال إجرامية
وتحدث فضيلة الشيخ حسن بن علي الحجاجي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة مستنكراً هذه الأعمال الشنيعة ومؤكداً ان هذا العمل الاجرامي يتنافى مع كل التعاليم الإسلامية والقيم والمبادئ الاخلاقية التي لا تصدر من إنسان مسلم عاقل وقال ان ما اقدمت عليه هذه الفئة الباغية لهو جرم بل اجرام كبير لا يقره دين سماوي ولا عقل بشري وقال ان هؤلاء المجرمين سينالون جزاءهم وعقابهم الرادع ومهما حاولوا ان ينالوا من هذا البلد الآمن فالله عز وجل سيحمي هذه البلاد الطاهرة من كيد المجرمين وكل ما قاموا به هدفه التأثير على أمن هذا البلد مهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع المعمورة ولن يتمكنوا من ذلك لأن أمرهم قد انشكف وسينكشف أكثر وأكثر وأن للبيت رباً يحميه وان رجال الأمن في هذه البلاد يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا حتى أصبحنا محسودين عليه لاننا مضرب المثل في الاستقرار الأمني بفضل الرعاية الكريمة والدعم اللامحدود لرجال الأمن من قبل حكومتنا الرشيدة أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو نائبه حفظهم الله.
|