* حين ترعى الدولة قنوات الحوار وتحضرها.. وتشجع عليها.. فإن لاثمة أفكاراً يمكن أن تنمو وتكبر في غفلة منا..! حين نعتاد طرح أفكارنا.. واختلافاتنا.. فإننا حتماً سنكون أكثر قدرة على تمحيص الحق واتباعه..
والاقتناع به وترك ما لا يحمل صفة الجودة والصالح العام!
* حين يجد أرباب الفكر وعلماؤه متسعاً وفضاء لكي يقولوا مالديهم.. ويصلون من خلال المناقشات والجدل الواعي البعيد عن وجود بعض المتسطحين الذين يحيلون الحوارات والمناقشات الفكرية إلى ما هو أشبه بمباراة كرة قدم نهائية لا بد أن يوجد فيها منتصر ومهزوم!!
فإن مناخ الحوار يفضي ولا شك الى تقارب رؤى.. وابعاد لضغائن قد توتر العلاقات بين الأفراد ثم تقود الى المجاميع.
وإذا كانت الدولة بمؤسساتها وأفرادها قد اختاروا جميعاً البدء في مرحلة جديدة تعتمد أولاً وأخيراً على رحابة الصدر ورفع سقف حرية التعبير ليدلي كل بأفكاره وآرائه وفي النهاية لا يبقى إلا ما ينفع الناس أما الزبد فيذهب جفاءً..
وسيكثر الزبد في البداية وستعلو أسهمه حيناً.. لكن في النهاية لن يمكث في الأرض إلا ما هو خير..
وحين يطرح الجميع فكرهم ورؤاهم فإن في هذا كشفاً لأي تغيرات أو تحولات اجتماعية أو فكرية يستطيع المصلحون تفادي تفاقهما وتوجيهها الوجهة الحسنة وإعلاء شأن الجيد منها وتفنيد الخطأ وإقناع أصحابها بذلك..
* إن للحريات الفكرية والتعبير عنها مميزات كبرى طالما أنها تدور في فلك المعتقد الديني وثوابته المنصوص عليها شرعاً والمجمع عليها.
وسلبياتها تتبدى في أنك ستسمع الكثير مما يختلف عن قناعاتك وأفكارك.
وفي البداية.. ستذهلك مفاجآت لم تكن تتوقعها.. لكنك مع الدرية والممارسة على الاختلاف وتقبل الفكر ونقده ستشعر أنك أكثر قدرة على التمييز وستختار وجهتك عن قناعة بصائبيتها وليس لأنها مملاة عليك وهنا سيكون لك الحق أن تفخر..
* إن الحياة تحولات.. والحوار الفكري.. هو تحول مهم وجدير بالدعم والتشجيع لأنه سيجعل كل الأفكار مطروحة وقابلة للأخذ والرد.. وسيتسع صدر الجميع لمجرد طرحها.. وستتقارب وجهات النظر فيما يخدم الصالح العام والخير يبقى..
والزبد ذاهب حتى لو تضخمت فقاعاته!!!
|