من أجمل المرافق على الإطلاق في مدينة الرياض.. مطار الملك خالد الدولي.. تلك التحفة المعمارية الجميلة.. التي تستقبل القادم للعاصمة «الرياض» لتقول له: مرحباً بك في أجمل مطار في الشرق الأوسط.
* مطار ضخم رائع منظم.. كل شيء فيه جيد.. ولكن.. وعندما تأتي كلمة لكن.. قد يتبادر إلى ذهنك عدة مصائب.. لكنها مصيبة واحدة.. لازمت المطار منذ افتتاحه حتى اليوم.. لتذهب حلاوته وتُفسد روعته.
* المصيبة.. هي ذلك الطريق الذي يؤدي إلى المطار.. وهو أشبه «بالمرعب» لكل من يسلكه.. لأن عشرات الأنفس.. ماتت هناك.. أو أصيبت بإعاقة أو عجز او ضرر بالغ أو إصابة أو عاهة مستديمة.. بسبب هذا الطريق.
* كم من شاب في الخطوط السعودية.. أو في الجوازات أو الجمارك أو الارصاد الجوية أو قيادة أمن المطار أو أي جهة أخرى.. خرج للدوام صباحاً أو مساء ولم يعد إلا جثة هامدة.. أو ما زال راقداً في المستشفى لا يعرف أحداً، أو معوقاً في منزله أو في مستشفى.
** وكم من شخص عدمت سيارته ودخل في دوامة ديون..؟
** وكم من شخص يرتجف قلبه يومياً بسبب هذا الطريق المرعب.. الذي يشبه إرعابه «ملف ديراب» سابقاً.. و«طَلْْعَةْ الغاط» سابقاً و«سَبْعْ الْملافْ» سابقاً.. تلك الطرق التي خلَّفت مئات الضحايا.
** هذا الطريق.. كتبت عنه.. وكتب عنه عشرات الكتاب والصحفيين.. وكتب عنه موظفو المطار.. ولكن الأذن «صقها.. صمخا».
** لا يكاد يمر يوم دون أن يشهد هذا الطريق حادثاً أو حادثين أو أكثر..
* والطريق.. ليس في الربع الخالي أو الصمان لا يكاد يسلكه إلا القلة.. بل هو شريان مهم ورئيسي ولا مناص عنه.
** والطريق.. ليس ألف كيلومتر.. بل عشرون كيلومتراً.
** والطريق.. لا يمر بشعاب وجبال شاهقة.. ولا حتى ب
«دِحْدِيْرا» أو «طَلْعة».. بل أرض مستوية مثل «الْكَفْ» كما يقول العوام.
** والطريق.. لا يقطع عمائر أو مساكن أو أملاكاً.. أو مزارع أو حتى بيتاً طينياً.. بل كله.. ملك للجهة نفسها.
** إذاً.. لماذا لا يعدل الطريق وتُنهى المأساة؟
** المشكلة.. أن هذا الطريق «الأزمة» و«اللِّي يفشِّل» الكل يتبرأ منه.. والكل يقول «ماَ علَيّ منه» والكل يقول «مهوب تْبِعِيْ» وكأنه وُلد «داشراً» أو «لقيطاً» تبرأ منه والداه!!
** نحن إلى الآن.. لا نعرف الجهة المسؤولة عنه بالضبط.. ف «الطاسة ضايعة» في هذا المطار.
** وزارة المواصلات سابقاً «النقل حالياً» قالت بوضوح.. في خطاب رسمي: إنه طريق سيئ وخطير وغير نظامي.. وحددت مصادر الخطر فيه ووضعت الحل.. وهنا.. وللمرة الثالثة.. ننشر خطاب وزارة المواصلات.. وهذا نصه:
** إشارة إلى خطابكم رقم 146/148/4231104 وتاريخ 4/2/1423هـ، رداً على خطاب مدير خدمات السلامة بالمطار، بخصوص وقوع حوادث مرورية متكررة على الطريق داخل مطار الملك خالد الدولي بالرياض.. بسبب أعمدة الإضاءة وطلب سعادتكم الإفادة بمرئياتنا حيال وضعية الأعمدة ومدى مطابقتها لعوامل السلامة المعمول بها.
** ونفيد سعادتكم أنه بعد دراسة الأمر، فإن مواقع أعمدة الإنارة على طريق مطار الملك خالد الدولي بالرياض بوضعها الراهن.. تشكل خطورة على سلامة مستخدمي الطريق نظراً لقربها الشديد من الطريق حيث ان المسافة الخالية من العوائق الواجب تحقيقها من نهاية الازفلت حتى العائق.. حسب مواصفات الوزارة يجب الا تقل عن (9 ،9 أمتار) في حين أن المسافة الفعلية بين نهاية الازفلت والأعمدة المشار لها «85 ،0 متر» يعني «85 سم؟!» حسبما هو موضح في الصورة المرفقة.
** ولكي تتحقق السلامة المرورية بإذن الله تعالى على الطريق.. فلابد من وضع حماية لأعمدة الإنارة باستخدام حواجز خرسانية متصلة على طول الطريق وتبعد مسافة «50 ،0 متر» من حافة كتف الطريق.. أو تغيير نظام الإنارة وترحيل الأعمدة أو نقلها للجزيرة الوسطية وحمايتها.
** هذا هو خطاب وزارة المواصلات.. والخطاب واضح وصريح ولكن.. ما زال الحل مفقوداً أو متعذراً.. ولا تزال الأذن «صَمْخا» والعين «حَمْصا» فهل هذا الطريق «سبيل» لا يتبع أحداً؟!
** أو.. هل الجهة المسؤولة عنه.. تبرأت منه.. أو هي وهو الصحيح «رادِّةٍ» بالناس و«لا جابت خبر أحد؟!».
** هل نضع عليه لوحة إعلان ونقول: يا صاحب الطريق.. من أنت؟!! على غرار اللوحات التي توضع على بعض الاراضي البيضاء داخل الأحياء وعلى سور الجار.. ويكتب عليها «الأرض مطلوبة.. الرجاء الاتصال بهاتف.. أو جوال رقم....»!
** هل نكتب هذه اللوحة ونضعها على الطريق أو في صالات المطار «أكبر للفشيلة» ونقول: على صاحب الطريق.. الاعلان عن نفسه.. حتى نخاطبه ونتحاور معه.. ونفهم «فلسفته» حتى ننقذ البقية من شبابنا؟!
|