* جدة - واس:
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في قصر سموه بجدة أمس العلماء والمفكرين المشاركين في اللقاء الوطني للحوار الفكري الذي عقد في مكتبة الملك عبدالعزيزالعامة في الرياض خلال الفترة من 15 الى 18 / 4 / 1424هـ . وقدم المشاركون في اللقاء لسمو ولي العهد خلال الاستقبال الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ملخصا لما تناولوه في جلسات أعمال اللقاء الذي حفل بالمناقشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح حول محاوره التي كان من ابرزها تركيز العناية والتفكير في قضية الخطاب الإسلامي الداخلي والخارجي بما يؤكد تمسك المملكة بعقيدتها الاسلامية وصلاتها بعالمها الإسلامي ووحدتها الوطنية في اطار من الوسطية والاعتدال .
وقد تسلم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز البيان الختامي والتوصيات التي صدرت عن هذا اللقاء من معالي الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري فضيلة الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين.
وأعرب سمو ولي العهد عن شكره وتقديره للعلماء والمفكرين على دورهم الريادي في المحافظة على الوحدة الوطنية لهذه البلاد المبنية على العقيدة الاسلامية والثوابت الشرعية متمنيا سموه التوفيق والنجاح للجميع .
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية وصاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز وقد تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد.
وفيما يلي: نص البيان الختامي والتوصيات التي صدرت عن اللقاء الوطني للحوارالفكري .
البيان الختامي والتوصيات
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه . اما بعد ..
فاهتداء بقول الحق جلا وعلا {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان } وقوله جل وعلا{ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} وقوله سبحانه {واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعو فتفشلوا وتذهب ريحكم} وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة». الحديث .
وعملا بالمقتضى الشرعي في الاهتمام بشؤون الامة وكيانها فقد تأمل بعض المهتمين بهموم الوطن ومصلحته في التحديات والمخاطر التي تواجهها المملكة وما يمكن ان يسهم به رجال العلم والثقافة في خدمة وطنهم ومجتمعهم في ما يتعرض له من مشكلات وضغوط واقترحوا ترتيب لقاء وطني لحوار فكري تناقش فيه بعض قضايا الوطن من أجل تأصيل تمسكها بدينها وثوابتها الشرعية وتوثيق عرى الوحدة الوطنية وتمتين اواصر العلاقات بين افرادها وتوثيق صلتها بالعالم الإسلامي في إطارالوسطية والاعتدال .
وقد عرض الاقتراح على صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني فوافق -حفظه الله- عليه ووجه باتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذه . وقد اشترك في هذا اللقاء ثلة من اهل العلم الشرعي والفكر الإسلامي من اطياف فكرية متعددة وعقد اللقاء في رحاب مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض في المدة من 15 الى 18 / 4 / 1424هـ الموافق 15 الى 18 / 6 / 2003م وافتتح اللقاء بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني التي القاها نيابة عنه معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد .
وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الاساسية وهي:
المحور الاول: الوحدة الوطنية وأثر العلماء فيها. ويشتمل :
1/ تعريف الوحدة الوطنية واهمية الوحدة والاصول الشرعية التي تبنى عليها والدور الريادي للعلم والعلماء في المملكة العربية السعودية في ضمان الوحدة الوطنية .
2/ الغلو والتشدد والتوسع في سد الذرائع في مقابلة التحلل من الثوابت الشرعية واثر ذلك على المجتمع .
3/ التنوع الفكري بين شرائح المجتمع .
4/ حقوق المرأة وواجباتها ودورها في المجتمع .
5/ حرية التعبير .
6 / الفتوى المعاصرة وربطها بالواقع الاجتماعي واثر ذلك على الوحدة الوطنية وتماسك الداخل «فتوى الافراد مقابل فتوى المجامع والهيئات العلمية .. دراسة وتقويم ».
المحور الثاني العلاقات والمواثيق الدولية وأثر فهمها على الوحدة الوطنية ويشتمل على الموضوعات التالية:
العلاقات الدولية في الاسلام الدعوة في الداخل الدعوة في الدول الاسلامية وغير الإسلامية ..
1/ أهمية المصالح المشتركة في علاقات المملكة العربية السعودية بالدول الاخرى. 2/ التعامل مع غير المسلمين في ضوء الكتاب والسنة . 3/ الجهاد وأحكامه.
وبعد مناقشات ومحاورات سادتها روح الأخوة والرغبة الصادقة في تأصيل مناهج العمل في المملكة فيما طرح من موضوعات على الأسس الشرعية والثوابت الاسلامية الراسخة خلص الملتقون الى التوصية بما يلي:
1/ اعتبار خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني -حفظه الله- وثيقة رئيسة للقاء يسترشد اطراف الحوار بما اكدته من معان وافكار وما تضمنته من مضامين مهمة منها:
الوعي بما يحدق بالوطن من اخطار وهجمات شرسة تمس عقيدته ووحدته الوطنية والتنبه الى ما تحدثه عوامل التنافر والشقاق بأشكاله القبلية او الاقليمية او الفكرية من هدم لعرى التماسك والترابط واواصر بناء العلاقات الاخوية في ظل الوطن الواحد .. ادراك ان الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار وتوجيهه الوجهة السليمة التي تخدم اهداف المملكة وثوابتها وقيمها الشرعية.
الاخذ في الاعتبار الواقع المعاصر والتقدم التقني في الاتصالات وتداول المعلومات بسرعة دون موانع او عوائق مما يحتم ضرورة وضع اساليب جديدة لحماية الدين والوطن والمواطن.
تركيز العناية والتفكير في قضية الخطاب الإسلامي الداخلي والخارجي بما يؤكد تمسك المملكة بعقيدتها الاسلامية وصلاتها بعالمها الإسلامي ووحدتها الوطنية في إطار من الوسطية والاعتدال. السير في كل ما سبق داخل مضمار الحوار العلمي الموضوعي الهادئ البعيد عن التنافر ووحشة القلوب واساءة الظن .
2/ التوصية بتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن والعودة الصادقة الى الله سبحانه وتعالى والانكسار بين يديه لأن مايصيب الامة من نوازل انما هوبسبب بعدها عن الله سبحانه وتعالى وبعدها عن كتابه ومنهاج رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في القول والعمل ويوصون أنفسهم وطلبة العلم من اساتذة الجامعات وائمة المساجد وخطبائها بإعطاء هذا الجانب ما يستحق من العناية والنصح والارشاد والتوجيه مستخدمين في ذلك جميع وساال التبليغ المتاحة من وساال إعلامية مرئية او مسموعة او مقروءة وتطور الخطاب الدعوى بما يستجيب لحاجات النفس البشرية والمجتمع .
3 / التطوير العملي لفكرة هذا اللقاء وتوسيع دائرة المشاركة فيه ليشمل جميع المستويات ويعالج مختلف الموضوعات وذلك بإنشاء مركز للحوار الوطني يعنى بتنظيم اللقاءات واعداد البحوث والدراسات في هذا المجال ويرغب المشاركون الى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تبني هذا المركز .
4 / المحافظة على الوحدة الوطنية لهذه البلاد المبنية على العقيدة الاسلامية الصحيحة وعلى الثوابت الشرعية التي تستمد منها الدولة نظامها ويستمد منها المجتمع هويته وتعميق معاني البيعة والسمع والطاعة بالمعروف تحقيقا للجماعة ومنعا من الافتراق والتشتت واستتبابا للامن بكل معانيه المادية والمعنوية.
5/ التوكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهومها وأسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنة وبخاصة في مجال الوحدة الوطنية واجتماع الكلمة وفي التعامل بين المسلمين وبين المسلمين وغيرهم والاخذ بالنصوص الشرعية مجتمعة غير مجزأة وتوضيح مقاصدالشريعة الواردة في تلك النصوص .
6 / ان من أقوى دعائم الوحدة الوطنية الاهتمام بمعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن والتوازن في توزيع برامج التنمية بين مناطق المملكة والاهتمام بالمناطق الريفية بهدف استكمالها للخدمات الاساسية ومعالجة ضعف الاداء في الاجهزة الحكومية خاصة ذات العلاقة بالشأن العام .
7 / الاستمرار في تطوير عناصر العملية التربوية بما يحقق مواكبة العصر وتعزيزالوحدة الوطنية وبما ينمي في نفوس الطلاب صفة التقوى والاستعداد للبذل والتضحية وتقديم المصلحة العامة وبما يضمن حماية الهوية الاسلامية للمواطن ووعيه بها وحمايتها من أي مؤثر سلبي .
8 / مراعاة قضايا الشباب في خطط التنمية وبرامجها وبذل المزيد من الاهتمام بهم والمعالجة الشاملة لكافة المشكلات التي يواجهونها .
9 / على وساال الإعلام مراعاة الاسهام في تعضيد الوحدة الوطنية وعدم المساس بالثوابت التي قامت عليها واحترام العلماء والامر بالمعروف والنهي عن المنكروالدعوة الى الله بالحسنى .
10 / الاستمرار في عملية الإصلاح بكافة جوانبه وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية يعزز الوحدة الوطنية ويعمق مشاعر الانتماء .
11 / الاسلام دين وسط في العقيدة والأحكام الشرعية لا يقبل الغلو والتشدد كما لا يقبل التحلل من الثوابت الشرعية ويفرق بين التشدد والغلو والتمسك بالسنة والالتزام بها .
12 / قاعدة سد الذرائع من القواعد التي شهد لها الشرع بالاعتبار وهذه القاعدة ينبغى إعمالها بتوسط واعتدال فلا يهمل اعمالها ولا يتوسع في استخدامها بمايؤدي الى التضييق والتشدد فيما يكون في دائرة المباحات .
13/ أهمية الحوار وسيلة للتعبير عن الرأي واسلوب للحياة وتأطيره لتحقيق التعايش من خلال منهجية شاملة تلتزم بالاصول والضوابط الشرعية .
14 / الاختلاف والتنوع الفكري سنة كونية وحقيقة تاريخية لذا لايمكن الغاؤه وتجاوزه وان ما يخفف من آثاره الضارة اعتماد منهج القرآن الكريم في الحكم على الآراء والاشياء والاشخاص بتحري الحقيقة والموضوعية والعدل والتعايش مع هذا الاختلاف وضبطه والتفريق بين الثوابت والاجتهادات في مجال التنوع والاختلاف وتحديد مرجعيته بالكتاب والسنة .
15 / العمل على معالجة القضايا والمشكلات والمظالم والممارسات والتقاليد المخالفة لاحكام الشريعة الاسلامية التي تواجه المرأة في العصر الحاضر وابراز الصورة الحقيقية لها في الاسلام والعمل على وجودها في الوطن نموذجا للمرأة المسلمة وتوسيع دائرة مشاركتها فيما يخدم قضايا المراة المسلمة .
16 / ضمان حرية التعبير عما يراه المسلم حقا وفق الضوابط الشرعية المعتبرة بما لا يتعارض مع محاسبة من يمس الثوابت الشرعية او المصالح المتفق عليها او حريات الآخرين .
17 / للفتوى مكانة سامية ومهمة عظيمة في المجتمع المسلم ولذا تتأكد حاجتها الى مواكبة العصر والتواصل مع مختلف المجامع الفقهية وتفعيل الاجتهاد والاستفادة من المختصين في العلوم الاخرى . وتاسيس مراكز للدراسات والبحوث العلمية المساندة للفتوى وتكوين لجان للفتوى في مختلف مناطق المملكة .
18 / ضرورة الوعي بالظروف الإقليمية والدولية ومراعاتها واتباع المصالح القائمة على العدل في تاسيس العلاقات الدولية والاستفادة من الطاقات العلمية والفكرية في تأصيل العلاقات الدولية على منهج الاسلام وطرح المبادرات التي تبين حلول الاسلام للمشكلات العالمية .
19/ الجهاد ذروة سنام الاسلام وقد بينت الشريعة احكامه واسسه ومبادئه والحاجة قائمة الى ربط تلك الاحكام بالواقع واعلان الجهاد منوط بولي الامر ويجب العمل على توضيح احكام الجهاد حتى لايساء فهمه ولابد ان يفرق بين الجهاد الحق والافساد في الارض .
20 / يؤكد المجتمعون على ان مقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين حق مشروع ويؤيدون بهذا الخصوص جهود المملكة العربية السعودية في نصرة الشعب الفلسطيني نحو استرداد حقوقه المسلوبة ودفع العدوان ورفع الظلم عنه.
21 / ان مما يتألم له المشاركون في هذا اللقاء الاعتداءات الاثمة على المسلمين من المواطنين والمقيمين وغيرهم من المستأمنين ويقررون ان ذلك محاربة لله ورسوله وافساد في الارض وان الاسلام بريء من تلك الافعال الاجرامية .
22 / يتقدم المشاركون بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على دعوته الى هذا اللقاء ورعايته له ويرغبون الى رئيس اللقاء رفع برقية شكر وتقدير الى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الامين وسمو النائب الثاني . وصلى الله وسلم
|