* الرياض- سلطانة الشمري:
شاركت أكاديمية نايف بالتعاون مع وزارة الداخلية السعودية «انتربول الرياض» والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الانتربول» في تنظيم ندوة علمية موضوعها «توحيد معايير النقل الكتابي لأسماء الاعلام العربية: «الأبعاد الأمنية» خلال الفترة من 18- 20/3/1424هـ الموافق 19- 21/5/2003م بمقر الاكاديمية بالرياض.
على ضوء ذلك التقت «الجزيرة» بالدكتور علي بن فائز الجحني/ عميد مركز الدراسات والبحوث بالاكاديمية واجرت معه الحوار التالي:
* تعتبر هذه الندوة الأولى من نوعها فما اسباب انعقادها وفي هذه الفترة بالذات؟
- ناقش المجتمعون في هذه الندوة التي استمرت لمدة ثلاثة ايام كل المعايير المتعلقة بالنقل الكتابي لاسماء الاعلام العربية ووجدوا ان هناك اختلافاً، وجاءت هذه الندوة العلمية في وقتها، واستكتب فيها نخبة متميزة متخصصة في اللغة العربية وغيرها من التخصصات التي تفي في هذا الجانب وقد اعد لها إعداداً طيباً، وشكلت لها لجان، لجنة علمية ولجنة تنظيمية منذ وقت بالتعاون بين انتربول الرياض والانتربول الدولي واكاديمية نايف العربية للعلوم الامنية لدراسة موضوع توحيد معايير النقل الكتابي لاسماء الاعلام العربية والابعاد الامنية لازالة أي لبس أو اخطاء في الاسماء قد تحصل بين وقت وآخر، ونحن في المملكة خطونا خطوات كبيرة وجيدة فالجوازات طرحت تصوراً جيدا وكذلك انتربول الرياض به من العاملين المتخصصين الذين لهم تصور جيد ايضاً، وقد استمع المجتمعون كذلك لتجارب اخرى في الدول العربية، وتجارب دولية، وهي بداية جيدة لحل بعض المعضلات المتعلقة بموضوع الاسماء التي تكتب ولاتنطق وتنطق ولا تكتب.
* النقل الكتابي لاسماء الاعلام العربية لماذا اثار جدلاً واسعاً في الاوساط الامنية والاعلامية والقضائية على المستوى الدولي؟
- الاسماء تعتبر قديمة، ولدينا في اللغة العربية اسماء بعضها يكتب ولا ينطق وبعضها تنطق ولا تكتب مثل«طه» و«يس» وخلافها، وايضاً الكنى ك «ابو محمد» و«ابو زيد» وغير ذلك من الامثلة، وفي بعض الدول العربية ما يسمى بالاسماء المركبة فقد يتكون الاسم من اسمين وهذه فيها لبس واشكالية وخلط أيضا، وفي بعض الدول العربية تكتب اشياء عجيبة ففي دول المشرق يكتب خلاف ما يكتب في دول المغرب.. الخ، وحفاظاً على الانسان في الوطن العربي خاصة في حالة سفره لابد ان يزال ما يسبب اللبس، فقد يسافر شخص إلى دولة مثلا ويجد نفسه في موقف محرج بسبب هذا الاسم الذي لا يعرف هل هو المقصود بذاته ام لا، وكما هو معروف ان الانسان عندما يسافر إلى دولة اخرى فهو يعتبر غريبا والغريب لايجد من يدافع عنه وقد يتعرض للمساءلة وهو ليس من اهل السوابق، واضاف الدكتور علي: ان اللغة العربية لغة غنية وثرية ولو لجأنا إلى الفصحى لكفتنا كثيراً من الاشكاليات.
* ما هي المشكلات الامنية الناشئة عن تباين النقل الكتابي؟
- هناك نوع من الاشكالية، مثلاً عندما يكتب اسم شخص ولا يكون هو المقصود كما اسلفنا، وقد تكون الترجمة في بلدٍ ما ضعيفة أو خلاف ذلك فينصرف الاسم المقصود الى خلافه وربما يطالب هذا الشخص بشيء معين فيقع في مشكلات هو في غنى عنها، وهذا موجود في العالم كله حتى في اللغة الانجليزية، وهذه الندوة خطوة أولى لتوحيد ورومنة الاسماء بمعنى ان تكتب بطريقة معينة باستخدام الحاسب الآلي.
توصيات الندوة
* هل توصلتم من خلال هذه الندوة لمعيار موحد للنقل الكتابي في الدول العربية؟
- فعلاً توصلنا إلى توصيات منها الطلب من الاجهزة العربية المعنية والمختصة كالجوازات والاجهزة ذات العلاقة كتابة اسماء الاعلام باللغة العربية الفصحى مع الالتزام بتشكيل الحروف وهذا يقلل من الاشكاليات ودعوة الاجهزة والمؤسسات العربية المعنية الى بناء قاعدة بيانات تحتوي على الاسماء العربية مكتوبة بالحرفين العربي والروماني، وبناء نظام حاسوبي لرومنة الاسماء العربية والاستفادة من تجارب الدول والمؤسسات الاخرى في هذا المجال ودعوة اكاديمية نايف الى تنظيم دورات تدريبية للعاملين في الاجهزة الامنية العربية المختصة على استخدام قواعد بيانات اسماء الاعلام العربية ورومنتها بمعنى ان يكون هناك حروف او ان تكون هناك اشياء متقاربة يسهل على الانسان استيعابها، والطلب من الجهات الرسمية العربية التقيد بكتابة الاسم متسلسلاً من الاسم الاول الى الاب ثم الجد فاللقب وكتابته رباعياً وعدم الاكتفاء بأقل من ذلك ووضع ابن او بنت او ولد بين كل اسم والذي يليه وذلك للتفريق بين الاسماء المركبة وهذا هو بيت القصيد.
كما تم التوصل في هذه الندوة الى نماذج واسماء وهي بداية جيدة ربما يتبعها ندوات اخرى في هذا المجال حتى تزال كثير من الاشكاليات لان كثيراً من الدول العربية لا تلتزم بهذا الشيء وهذا من الاساليب الاساسية وليست الحل الوحيد والتي ستسهل الى حد كبير في ازالة اللبس والغموض من التقارب بين الاسماء التي تكون متقاربة حتى في مخارج الحروف وفي البلد الواحد ايضا لاختلاف اللهجات، كذلك اسماء التعريف «ال القمرية- وال الشمسية» فيها ايضاً جدل كبير، ووضع بهذا الشأن نموذج سيعمم وستكون هناك بعد فترة دراسة لامكانية الاستفادة من هذا النموذج.
* كيف ستخدم هذه الندوة اللغة العربية وتراثها الزاخر؟
- اللغة العربية لغة ثمينة ولغة يجب الاهتمام بها من منطلقات اساسية لان اعداء الدين الإسلامي يحاولون النيل من الدين الإسلامي والنيل من اللغة العربية حتى اذا ما استطاعوا خلخلة هذا الجانب بالتالي لايفهم العرب لغتهم الصحيحة وبالتالي لا يستطيعون فهم تراثهم ولا دينهم ولا كتابهم.
* هل ما يمر به العالم من احداث سياسية وراء انعقاد مثل هذه الندوة وفي هذا الوقت بالذات؟
- أي شيء يعمل على راحة المواطن السعودي ويخدم امنه واستقراره وفي حالة سفره واقامته لاشك ان هناك من يسعى لتهيئة هذه الاسباب والعمل على تذليل الصعوبات التي قد تطرأ في حالة سفره، ولاشك ان هذه الندوة تخدم مقاصد كبيرة جداً امنية وتعليمية وفكرية، وهي تصب في الاخير في صالح المواطن وتخفف عليه من بعض المتاعب التي قد يجدها، ايضاً التزام الدقة نحو بلورة دقة التعامل حتى لا يسهل على اولئك الذين يصطادون في الماء العكر ان يتلبسوا او يزيفوا في الاسماء.
وفي ختام تصريحة قال الدكتور علي الجحني: ان توحيد معايير النقل الكتابي لاسماء الاعلام العربية تعتبر خطوة جيدة نتمنى ان تتبعها خطوات اخرى.
الشيخ عبدالله اليحيى وكيل العدل
|