Saturday 21st june,2003 11223العدد السبت 21 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مساهمة حي الشاطىء في جدة تخترق سقف الـ156 مليون ريال في مزادها العلني مساهمة حي الشاطىء في جدة تخترق سقف الـ156 مليون ريال في مزادها العلني

* جدة - خالد الفاضلي:
دفع يوم الخميس الماضي في جدة مستثمرو العقار اكثر من 156 مليون ريال خلال 3 ساعات اثناء مزاد علني اقيم لبيع 45 قطعة سكنية مضمونة في 9 «بلوكات» تقع بالقرب من كورنيش جدة، فيما تراوح سعر المتر المربع بين 1415 و1200 ريال.
وسجلت جدة ولأول مرة نجاح اول مزاد علني يبيع قطع اراض سكنية اعتمادا على مقاييس المتر المربع، حينما باعت شركة «الاولى» للتطوير مخطط الشاطىء مساء امس الاول الخميس في مزاد علني تحت سقف قاعة ليلتي وبحضور «هوامير» عقار من جميع انحاء المملكة ويندرج «مخطط الشاطىء» ضمن موجة قوية من الاستثمارات بدأت في مدينة الرياض باسم «المساهمات العقارية» وتعتمد على مبدأ تكتل رؤوس اموال لشراء مساحات من الاراضي السكنية ثم تهيئتها، وبعد ذلك بيعها في مزادات علنية.
مرت عقارب الساعة السادسة على معصم 200 رجل تجمعوا تحت سقف قاعة ليلتي للاحتفالات وعيونهم ترمق بحذر شاشات تلفزيونية عملاقة منتشرة على جوانب القاعدة اضافة الى شاشات كمبيوترية عديدة منصوبة على الصفين الاولين من الطاولات وجميعها تعرض واجهة برنامج كمبيوتري مخصص للمزادات يساعد المستثمرين على معرفة سعر المتر ومساحة الارض، وكذلك اجمالي السعر بدقة وتوقيت متزامنين مع الحدث، وتم تجربته لأول مرة في جدة يوم امس الخميس.
اخذت الثريات الكبيرة ترسل ضوءها الهادئ على رجال يلتفون على طاولات تحمل اواني تحتوي «قهوة وتمر» بينما جيش من 30 نادلا يمرون على الجميع بزيهم الانيق وابتساماتهم الواسعة و«صوانيهم» المملوءة بحلويات واكواب عصير متعددة الالوان، ثم خفت النور قليلا وانخفضت اصوات الموجودين عندما بدأ صوت اجش يخرج من حنجرتي رجلين امسك كل منهما «بمكرفون» يرسل منه رسائل ترحيب لبعض الجالسين في الصفين الاولين، واستعراض محاسن «حي الشاطىء» من خصوصية الموقع الحالي الى ضمانات المستقبل البعيد، ومر وقت ليس بالقصير حتى انحنى جاري في الطاولة الاخيرة «بسام هاشم السيد» واخبرني بأن صاحبي الصوت الاجش يعملان في المزادات العقارية في مهنة «التحريج»، وان اسميهما خالد السماعيل «44 سنة» وجعفر عبد المحسن الامير ويشتهر بكنية «ابو رائد».
اجتهد خالد السماعيل وجعفر الامير في ارشاد الموجودين لخصائص كل قطعة ارض مع تكرار ان المزاد يعتمد على بيع المتر المربع، اضافة الى ارسال الى «ابو محمد»، «ابو فهد» و«ابو سعد» جيران الصف الاول الى ان توسط صدر القاعة رجل ابيض متوسط الجسد والعمر، يختفي جزء من وجهه خلف شعر اسود لامع قصير يتوزع بالتساوي على لحيته والعارضين، وله صوت هادىء بدأ بالترحيب بالضيوف والتعريف بنفسه على انه «عايض بن فرحان المبارك القحطاني» العضو المنتدب عن شركة «الاولى للتطوير»، جلس على طاولة بين ثلاثة رجال تتقدمهم وريقة صغيرة مكتوب عليها «اللجنة» ثم اختار قطعة ارض في منتصف المخطط ودق جرس بداية المزاد من 1050 ريال للمتر المربع، وبعدها انطلقت عاصفتان من حنجرتي خالد السماعيل وجعفر الامير استمرت لمدة 3 ساعات تخللها صلاة المغرب، بينما كانت شاشات التلفزيون والكمبيوتر تعرض الموجودون الى موقع القطعة، مساحتها، تصاعد سعر المتر المربع، والقيمة الاجمالية لآخر سعر.
انتهى المزاد بنسبة بيع 100% وملامح رضا وسعادة على وجه «عايض القحطاني» الواضحة من احتفاظه بابتسامة متواصلة لا يقطعها الا قبلات المهنئين او مكالمات سريعة يلتقطها من هاتفه الجوال، وفي احايين كثيرة كان يضع «السبحة» بين يديه ويدعكها بلطف، كما انه بعد منتصف المزاد بدأ يشارك «السماعيل والامير» في تكرار ارجوزة يقولانها كلما اوشكا على ترسية المزاد على احد الحضور «1415 ريال، من يزيد؟، نقول يستاهل؟ احد له خاطر؟، احد بيزيد؟، نبيع؟ حراج واحد. حراج اثنين، الله الله الله الله يبارك له، لكن القحطاني بدأ لماحا وقناصا في ادارة المزادات عندما استطاع مرتين على التوالي منع «السماعيل والامير» من الاستعجال في ترسية المزاد وطلب منهما الاستمرار في المناداة من اجل سعر اعلى، وكانت احداهما عندما طلب منهما الاستمرار في المناداة على بلوك رقم 7 حتى اوصل الى سعر 1415 ريال للمتر المربع بعدما اوشك احد المستثمرين خطفه بسعر اقل.
بدأ المزاد في بيع ارض منفردة «قطعتين»، ثم تحول لمرحلة بيع «البلوكات»، وبعدها عاد لبيع قطع مزدوجة على اطراف البلوكين الاخيرين للباحثين عن اراض على 3 شوارع، فيما كانت قوانين المزاد المعلنة تنص على ان يدفع المشتري 70% من القيمة في الحال «شيكاً او نقداً»، و30% عند «الافراغ» لدى كاتب العدل، كما احتوت استمارة المزاد اشارة قانونية موجهة للمساهمين في مخطط «حي الشاطىء» تشير الى انه في حالة عدم حضور المساهم او من ينوب عنه في المزاد لا يحق له الاعتراض على اجراءات البيع، وليس له حق الشفعة.
مرت 3 ساعات واتت 156 مليون ريال بمعدل 52 مليون ريال كل ساعة او 866 الف ريال كل دقيقة، في ايقاع متسارع وكأن السماء تمطر ملايين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved