يسعى الأمريكيون بكافة السبل إلى عدم ذكر أو تداول اسم صدام حسين، ولذلك فإنهم لايخوضون فيما يجري من قصص عن مقتله، أو تهريبه إلى خارج العراق.. أو حتى إلقاء القبض عليه كما ورد في صحيفة «صدى الوطن» العراقية التي يعتبرها المتخصصون في مواقع «النت» نافذة العراق الصحفية، فهذه الصحيفة تبث على الشبكة العنكبوتية، ويقبل مستعملو الانترنت أخبارها التي غالباً ماتصدق إلا أن الخبر الذي بثته يوم الخميس «قبل أمس» عن اعتقال صدام حسين يتضمن حيثيات ويعطي بعض المصداقية إلا أن الخبر يظل مشكوكاً فيه حتى يؤكده الأمريكيون أو ينفوه، أو تظهر جهة عراقية مطلعة لتوضيح الأمر.
صحيفة صدى الوطن الإلكترونية، كما نشرنا خبرها أمس الجمعة، تقول، إن أحد أفراد القوات الأمريكية، «وكالعادة لم يذكر اسمه» كشف بأن عملية المداهمة لمنزلين في ريف تكريت يوم الأربعاء والتي أسفرت عن اعتقال السكرتير الخاص، والمرافق الدائم لصدام حسين، الفريق عبدحمود التكريتي، اسفرت أيضاً عن القبض على صدام حسين وابنه قصي في نفس العملية وفي نفس المنزل الذي قبض فيه على عبد التكريتي.
هذه الرواية بقدر ما تحمل من نقاط منطقية تشوبها نقاط سلبية تقلل من مصداقيتها.
فالنقاط المنطقية، حسب التصاق الفريق عبدحمود التكريتي بصدام حسين طوال السنين الماضية تجعل من الصعب التفريق بين الرجلين، ف«عبد» كان يرافق صدام إلى أي مكان يتوجه له ولايتركه إلا أن يذهب إلى فراشه حيث يحرص أن ينام نصف مغمض العينين على بعد أمتار قليلة إذ إن عبدحمود كان مرافقاً عسكرياً ورئيس حماية صدام، وسكرتيره والشخص الذي يتلقى منه صدام تقارير الوزراء، وشكاوي المواطنين، وطلباتهم، حتى عائلة صدام وابنيه تمر طلباتهم عبر عبدحمود الذي كان في عهد صدام يلغي أحكاماً ويمنح «الشرهات» بل ويدخل الآخرين السجون.. ويأمر بتنفيذ أحكام الإعدام والتصفية، طبعاً باسم الرئيس..!! ولهذا فالقبض عليه لابد من أن يقترن بالقبض على الرئيس نفسه وابنه الملتصق بوالده يتوافق مع المنطق كما يقولون..!!
اما النقاط السلبية، التي تضعف رواية «صدى الوطن» فإن القبض على صدام حسين وابنه قصي لايمكن أن يتم دون أن يقيم الأمريكيون احتفالية لابد من أن تستمر أياماً وأياماً.. خاصة وأنهم يتلقون كل يوم ضربات وهجمات من العراقيين الرافضين لبقائهم، كما أن الرئيس بوش وإدارته بأمس الحاجة إلى خبر كالقبض على صدام حسين لوقف سيل الانتقادات الموجهة لهم سواء في واشنطن أو لندن.
ثم إن القبض على صدام حسين وابنه قصي لايمكن أن يتم عبر عملية صغيرة كالتي حصلت في ريف تكريت.. فالقبض على عبدحمود التكريتي لابد من أنه تم بعد معلومات عن وجوده وبالتالي تمت عملية القبض عليه، ولو كان الأمريكيون يعرفون مسبقاً أنهم أمام صيد ثمين يتمثل بالقبض على صدام وقصي وعبد حمود لجندت فرقة عسكرية كاملة.. وكان يمكن أن تحصل معركة رهيبة لأن صدام لابد وأن يحظى بحراسة شديدة وأعوان كثيرين.
كل هذه الأسباب تجعل من خبر القبض على صدام خبراً مشكوكاً فيه حتى يؤكده الأمريكيون أو ينفوه.
|