معلوم أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يعد عائقاً لمستوى انجاز الأعمال التي تتم ميدانياً وبشكل مكشوف تحت أشعة الشمس.
وفي جولة لنا رصدنا بعض الأعمال التي يقوم بها سعوديون وهي أعمال ميدانية بحتة ولعل فرق الاصلاح والتركيبات بشركة الاتصالات احدى أكثر الفرق الميدانية التي يعمل بها سعوديون.. أثناء جولتنا رصدنا مشاهد مفرحة للشباب السعودي تثبت أن الشاب السعودي حريص على تأدية عمله على الشكل المطلوب وبأصعب الظروف المناخية.. شاهدنا بعض الفنيين غير السعوديين وهم يستظلون بالمظلات المتحركة أثناء عملهم بصيانة بعض المقاسم في المقابل لم نجد سعودياً واحداً يهتم بوضع مظلة.. سألنا عدداً من هؤلاء الفنيين وجدنا في اجاباتهم أن ضغط العمل وكثرة التنقل من مكان إلى آخر لا يساعداهم بالاهتمام بمثل هذه الأمور فانجاز العمل بالوقت المحدد واصلاح أعطال المشتركين هما الهم الأول لهم.. يذكر أن بعضهم قد تعرض لمشكلات صحية فمنهم من أصيب بضربة شمس ومنهم من تلاحظ تأثير حرارة الشمس على جلوده التي مالت للسواد.. انهم الواجهة المشرقة لشركة الاتصالات وعندما سألناهم عن المزايا التي يحصلون عليها مقابل هذا الجهد الذي يبذل تحت حرارة الشمس التي قد تصل إلى الخمسين درجة مئوية.. أبدى هؤلاء الفنيون أنهم في قرارة أنفسهم لم يأخذوا ما يستحقونه فمستوياتهم الوظيفية من الدرجات الدنيا السابعة وان كل هذا الجهد والارهاق لم يؤخذ في الحسبان عند منحهم مستوياتهم الوظيفية ويعتقد بعضهم أن سبب ذلك أنهم ميدانيون ولا يعرفون المكاتب المكيفة التي حصل أصحابها على المستوى الأفضل.. وعلى الرغم من هذا الاحباط إلا أن ذلك لم يؤثر في اخلاصهم في عملهم.. لكن بوادر تسرب ربما ستلوح في هذا الجانب الفني الذي نتمنى أن يبقى في أعلى مستويات السعودة وهو ما تحرص عليه شركة الاتصالات التي يمكن أن تحافظ على مثل هذه النماذج الوطنية بمنحهم مزايا تناسب وما يتكبدونه من متاعب مختلفة منها ما هو صحي ومنها ما هو اجتماعي مثل عدم اثبات فترات العمل وكثرة التنقل بين الورديات مما له علاقة بالأسرة وارتباطاتها الاجتماعية. في الدول المتقدمة تقدر الشركات عمالها الميدانيين بشكل كبير وتعمل على تهيئة جميع الظروف المعنوية والمادية التي تجعلهم يتكبدون المصاعب للعمل باخلاص وتفانٍ لأنهم الواجهة الحقيقية التي يمكن من خلالها الحكم على نجاح الشركة في تعاملها مع عملائها وفي الوقت نفسه مع موظفيها..
|