أعلنت حكومتا مصر وإيران في الأسبوع الفائت عن حصول الاتفاق فيها بينهما على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد مرور عشر سنوات على انقطاعها وليس من شك في أن كل عربي ومسلم مخلص لامته ودينه يحرص على وجود الأواصر القوية والصلات المتينة بين الشعوب العربية والإسلامية كلها وقيام التعاون بين حكوماتها في سبيل الحفاظ على كيان أمتنا العربية واستمرار وجوده وازالة التمزق الذي دب في أوصالها، وتوثيقاً لرابطة الدين الإسلامي الحنيف الذي يجمع بين مئات الملايين من اتباعه في سائر بقاع الأرض.
وأن مثل هذا الحدث لا ينبغي أن يمر عفواً دون التعليق عليه والاشادة بأهميته كثمرة طيبة من ثمار الجهود الكبيرة والمساعي التي نهض بأعبائها صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز حين شمر عن ساعديه ورفع صوته بالنداء إلى العالم العربي والإسلامي بأن لا حياة فيهما ولا سعادة بغير الإسلام ولا نهضة بغير الرجوع إلى تعاليمه وأن لا استقرار لبلاد العرب ولا عودة لأرضها المقدسة وحقوقها المسلوبة إلا بالدعم الإسلامي ومناصرة البلدان الإسلامية للعرب الذين تجمعنا وإياهم الصلة الروحية المشتركة والدستور الإلهي الواحد الذي هو أقوى من جميع الروابط الأخرى بين الشعوب.
ومن ذا ينكر أهمية قيام العلاقات الحسنة بين بلد اسلامي عظيم كإيران وبلد عربي مسلم كمصر في مثل هذه الظروف التي صار فيها العرب والمسلمون أحوج ما يكونون إلى وحدة الكلمة ورأب الصدع..
ولقد سبق أن أشادت الأوسط العربية والإسلامية بالموقف الأخوي الرائع الذي اتخذته حكومة جلالة شاه إيران بشأن استقلال البحرين وتأييدها لرغبة الشعب في البحرين بالحصول على استقلاله وتخلصه من النفوذ الأجنبي بعد أن كانت سنين طويلة تطالب بضمها إليها إذ يتجلى هنا أثر التحسس بالمشاعر الإسلامية التي اتقدت جذوتها في المؤتمرات الإسلامية التي دعت إليها المملكة العربية السعودية وتولاها بالرعاية والمتابعة جلالة الفيصل العظيم فاستجابت إيران لرغبة الشعب العربي المسلم في البحرين مؤخراً كما سبق لها ذلك الموقف المشرف عندما عم استياء العالم الإسلامي واستنكاره للجريمة النكراء التي افتعلتها إسرائيل باحراق المسجد الأقصى الشريف.
وإننا في الوقت الذي نبارك فيه هذه الخطوة الرشيدة بين البلدين المسلمين نرجو من الله عزّ وجلّ أن يلهم سائر بلدان العرب والمسلمين المحجة والصواب ليسلكوا طريق التلاحم والتعاون بدلاً من الخصومة والتنابذ ويكونوا يداً واحدة على عدوهم فينتصروا بدلاً من أن تحبط أعمالهم ويهيموا في سبل الضلال.
|