Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«اللقب» يتشرف بمحمد عبده وليس العكس «اللقب» يتشرف بمحمد عبده وليس العكس

تعقيباً على موضوع محمد عبده ليس مطرب العرب في صفحة «شواطئ»..
هناك الكثير من القضايا والأمور التي يجوز الاختلاف فيها وعليها لأنها تحتمل الصواب والخطأ.. ووجهات النظر المتعددة حتى نصل إلى الحقيقة.. والاختلاف في هذه الأشياء لا يفسد للود قضية.. ولكن في الجانب الآخر هنا قضايا لا يمكن الاختلاف عليها أبداً لأنها من الأشياء البديهية والمسلّم بها ولا يختلف عليها اثنان والاختلاف في مثل هذه الأشياء يفسد للود ألف قضية وقضية.. ومن الأشياء التي لا يمكن الاختلاف عليها أبداً لأنها من الأشياء المسلّم بها سلفاً هو لقب فنان العرب لمحمد عبده.. وفي الحقيقة ما دعاني لكتابة هذه المقدمة البسيطة وهذا التعقيب هو ما قرأته في عدد الجزيرة «11201» وتاريخ 29 ربيع الأول 1424هـ.. للأخ سعد البدنة بعنوان محمد عبده ليس مطرب العرب في صفحة «شواطئ الجزيرة».. وفي الواقع ان موضوع الأخ قد كتب بلغة ثائرة وكان مليئاً بعبارات الإساءة والتهكم بشخصية اجتماعية مرموقة ومميزة ومعروفة ناهيك ان النقاش أو وجهة نظر الأخ كانت بعيدة جداً عن الطرح الأدبي المثالي وبعيدة أيضاً عن وجهات النظر السليمة والمنطقية وكأن الأخ سعد بينه وبين فنان العرب عداء مستحكم.. ولكن جميعنا نعرف هذا المبدأ الذي يسير عليه بعض البشر وهو إذا أردت أن تعلو وتصل فلا بد أن تتسلق على أكتاف الكبار وإذا أردت أن تخرج من كهفك المظلم فيجب أن تشعل شمعة لترى النور ودائماً يقال بأن الأشجار المثمرة ترجم بالحجارة.. عندما تهاجم هرماً ورمزاً شامخاً وعندما تهاجم سفير الأغنية العربية وسفير النوايا الحسنة وعندما تهاجم فنان العرب فأنت بالتأكيد أخي سعد تهاجم المجد والنجاح والصبر والكفاح وعندما تهاجم هذه الأشياء الجميلة في حياتنا فأنت بلا شك مخطئ جداً ورؤياك غير واضحة تماماً.. وفي الحقيقة أنا لا أكتب هذا الكلام لاهتمامي بالغناء أو الموسيقى فهناك في حياة الانسان من الأمور ما هو أهم من هذا بكثير ولكنني أكتب هذا إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل أكتب عن انسان تعب وكدّ وأجهد نفسه وضحى وسهر وعانى وحلّ ورحل وسافر لمدة أربعين سنة مليئة بالحب والعطاء والوهج المتواصل.. أكتب هذا لكل انسان حفر في الصخر حتى وصل سواء أكان محمد عبده أو غيره من رموز الوطن.. ولا بد من اعطاء كل ذي حق حقه ومحمد عبده من الرجال الكبار الذين خدموا وقدموا الكثير من أجل أوطانهم حتى لو كان في مجال الفن الذي نستهجنه ولا نعترف به ولا نعرف قيمة صاحبه إلا بعد أن يموت كالكثير والكثير من رموزنا الاجتماعية ورجالاتنا الأفاضل الذين ربما لم نعرف أسماءهم إلا بعد أن رحلوا.. انسان صبر وعانى من حالات الفقر واليتم والضياع وشظف العيش واستطاع أن يتجاوز ذلك بكل عزم واقتدار حتى وصل إلى ما وصل إليه وأصبح شخصية اجتماعية بارزة.. انسان غنى للجميع ولكل الناس الفقراء والأغنياء للتعساء والشرفاء غنى للمحزونين والمحرومين غنى للحب والشوق واللقيا والفراق غنى لفلسطين والانتفاضة والقدس غنى حتى للحاقدين وأصحاب القلوب المريضة وقبل ذلك غنى للوطن والتراب والأرض وحبات الرمل كأكثر من غنى للوطن..
وحتى الطفولة البريئة لم يحرمها محمد عبده من كرمه.. كل هذا وغيره الكثير فعله فنان العرب فماذا يستحق يا ترى؟ عزيزتي لا أنا ولا أنت نستطيع أن نوفي فنان العرب حقه فقد كرّم فعلاً من الناس الأوفياء في هذا البلد بوسام عزيز وغال على الجميع ويكفيه هذا فخراً ويكفيه أن يكون سفيراً للنوايا الحسنة.. أما لقب فنان العرب فهو الذي يتشرف بمحمد عبده وليس العكس.. علماً بأن لقب فنان العرب قد جاء من خارج الحدود ومن قائد معروف فهل كان هذا الحبيب لا يعرف اللهجة التي تغنى بها فنان العرب فأطلق عليه ذلك اللقب جزافاً ويا زمان العجايب وش بقى ما ظهر؟!
* أعتقد بأن الأخ سعد قرأ كلمة يخالف الجميع في عنوان موضوعه وهي صحيحة تماماً وجاءت من أهلها فإنسان يخالف الجميع بالتأكيد هو مخطئ.

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي /الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved