Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تقويم فن الإدارة بين الرجل وحواء تقويم فن الإدارة بين الرجل وحواء

في البدء خواطر استهلال مسكون بالاحتفاء.. للافاق المتوهجة بعطاء حواء.. لست ممن يهوى العزف على وتر الاستفزاز.. او استثارة ردود الفعل.. بين الجنسين غير اني كثيراً ما اتساءل عن تلك العوامل والمؤثرات التي تجعل من حواء عنصراً غير قادر على الامساك بدفة العمل الاداري وتسيير مراكبه وتنفيذ اسسه ومعطياته وفق آلية ملائمة.. فالرجل يتفوق كثيراً في القيادة الادارية تبعاً لسماته النفسية وتكوينه البدني وطبيعته المتأنية التي تستطيع التعامل مع مختلف المواقف بقوة وحكمة ودراية تفتقدها المرأة التي تمتطي صهوة ادارية في اي مؤسسة من مؤسسات المجتمع.
نعم.. الرجل هو الاقدر على صناعة «نسيج اداري» محكم وفتح آفاق الحوار وتجاوز هموم العمل بمرونة والارتقاء بمستوى العمل مع استعداده لسماع الرأي الآخر.. واحتفائه بوسائل التجديد والابتكار.. وترحيبه بالدورات التدريبية.. ربما كنت قاسياً مع حواء المسؤولة التي تتبوأ هرماً ادارياً غير اني مازلت احمل ذات التساؤل مثيراً رياح الحيرة والدهشة!
ثمة ممارسات ادارية تتأبطها ذات الشأن.. وهي تلملم اوراقها المبعثرة في فضاء العمل المسكون بالتوتر والضغط النفسي والبدني الذي تتجلى تفاصيله في وجوه «الموظفات» ومنسوبات الدائرة.. ولا مجال للبوح واستجلاب انماط حوار غارق في بحيرة الصمت الذي يرضي غرور «المديرة»!!
عجباً.. لماذا يبدو ضعف شخصية المرأة في قيادتها الادارية امام الانظمة واللوائح واستسلامها للروتين الوظيفي.. بل ورغبتها في اظهار ملامح الهيمنة وطقوس التسلط واصدار الاوامر.. ومساءلة العاملات عن كل صغيرة وكبيرة..
حواء تفتش عن وميض النظام.. تحتفي بلهجة الدوام.. ربما عجزت عن احتواء المواقف اليومية الطارئة عبر تعامل يفتقد للعمق والنضج الذي يبدو اكثر وضوحاً في القيادة الرجالية.
حواء تقتنص لحظات «التنفيس الاداري» في تأنيب موظفاتها والالحاح في تطبيق مبادئ روتينية وتنفيذ اعمال شكلية استجابة لرغبة داخلية لديها ارضاءً للذات ليس غير.. ولربما نالك العجب من تضجر العاملات وتذمر الموظفات من «اداراتهن» اكثر من الرجال.. وربما احسسن بالظلم والمرارة لدى المقارنة.. وتظل الاجواء الوظيفية لدى المرأة معبأة بالصرامة والشدة عبر اساليب تتخلى عن العلاقات الانسانية بالرغم من أن حواء هي منبع العاطفة ومصدر الحنان ومشاعرها سيالة.. لكنها تجف في «اودية العمل»..
ربما كنت مخطئاً ولعل انصياع حواء للاطر الوظيفية وعدم انعتاقها من خيوط الروتين الاداري نقطة ايجابية وحسنة تحسب لها عكس الرجل الاكثر تحرراً من قيود العمل.. لكنها تساؤلات تثار في ديار حواء وهي تمارس القيادة حتى قالوا ان المنزل الذي تديره امرأة منزل غير قادر على تطبيق مبادئ تربوية سليمة!!
هكذا امطروك بسهام الوجع..
عذراً.. يا حاملة مفاتيح الادارة.. ترجلي عن صهوة الروتين العنيد.. وامنحينا شيئاً من بوحك الشجي.. فلربما كنت اكثر بلاءً واعظم عطاء من الرجل الذي يعشق التفلت ويهيم بالحرية ويتأفف من اجواء العمل المحفوف بالنظام الحاد..
انت التي ترتبين حقيبة العمل وتحفظين نصوص النظام عن ظهر قلب وتتغنين باللوائح وتذوبين في صفيح العمل المشحون باللظى.. وظللت تحترقين فوق دائرة المسؤولية الملقاة.. تخافين المساءلة في مواقف عدة.. ممن فوقك..!! ربما كنت تكرهين التهميش وتحاولين مجاراة الرجل الذي يدعي التفوق في شتى الممارسات الادارية.. ويزعم انك مصابة بعقدة النظام!! والرتابة عفواً حواء.. هل ثمة فروق ايجابية واخرى سلبية في مظاهر القيادة الادارية بين الرجل والمرأة.. وهل يمكن قراءة تلك المقارنة عبر نظرة حيادية منصفة تتوخى الفائدة.. وهل كون المرأة المسؤولة اكثر اخلاصاً للنظم الادارية والاطر الوظيفية في نزوع صارم حاد يجعلها أكثر اخلاصاً للنظم الادارية والاطر الوظيفية في نزوع صارم حاد يجعلها أكثر تميزاً وانضباطاً من الرجل.. دعونا ننصت لصوت حواء وهي تذود عن ديارها الادارية وتحتفي بموقعها الاداري وتقف بشموخ امام امواج النقد والتذمر من قبل موظفاتها اللواتي سئمن من العزف على وتر الروتين وتعبن من حدة النظام.. وهاهو الرجل يتهم حواء «المديرة» بالجمود وضياع هيبتها امام حذافير الانظمة ومتون النظام الاداري الذي يغتال المرونة ويملأ عالمها الاداري بالشكوى والتذمر..
ترى ايهما الاجدر بالاحتفاء منهج الرجل في احتوائه لخيوط المسافات الادارية ام سياسة حواء في خضوعها للبنود الادارية الوظيفية نصاً وتطبيقاً وذوبانها في مداد التعليمات الادارية البحتة..
انها مجرد قراءة عابرة في فضاء القيادة الادارية المتباينة لدى الجنسين.. ولا ادري هل كنت مدافعاً عن حواء ام مناصراً للرجل.. وتبقى مصلحة العمل.. هي المعيار.

محمد بن عبدالعزيز الموسى

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved