الامتحانات ليست غاية، ولكنها وسيلة بشرية لمعرفة مدى التحصيل قدر المستطاع، ولا يعني هذا أنها أفضل ما يمكن، أو أن نتيجتها قاطعة بل نتيجتها تقريبية.
والآباء والأمهات الذين لا يدركون ذلك يظلمون أولادهم. فقد يكون الابن، أو البنت أفضل من غيرهما، ولا يوفقان في امتحانٍ ما.
ويحسن بنا أن نفهم ذلك، وننقله للأولاد بحكمةٍ حتى لا يفقدوا الثقة مع أنفسهم ونقوله بحكمةٍ أيضاً حتى لا يهملوا الامتحان.
* «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان» هذه كلمة لا تنطبق على امكانات المدارس لما أسلفنا، خاصةً كلمة (يهان) فلا وجود لها في قاموس التربية الحديث ويحسن أن نستبدل بيُعلَمْ (وذلك بضم الياء) ونجاح الابن أو البنت يعتبر نجاحاً للأهل، والبيت وإذا لم تضع المدرّسة نفسها مكان الأم لطالباتها والمدرّس إذا لم يضع نفسه مكان الأب لطلابه فإن العملية التربوية تفرغ من معناها وتصبح مجرد حشو معلومات.
وفق الله الجميع للنجاح، وقبل ذلك للعلم والاحساس برسالته، فالعلم هو غاية الدراسة، أما الامتحان فهو مجرد وسيلة فقد ينجح الطالب بدون أن يتفهم العلم أو يحس برسالته.
أعزائي يا من أبناؤنا أمانة في أعناقكم، أيها المدرسون، أيها الآباء والأمهات، اتركوا المجال واسعاً أمام الطلاب لينشغلوا بالمراجعة والدراسة ولا تثقلوا عليهم بتلبية رغباتكم وحاجياتكم، أعطوهم الوقت الكافي للمذاكرة، حاولوا قدر المستطاع أن تشعروهم بأنكم معهم في كل لحظة، وأنكم مقدرون لظروفهم، ومتفهمون لوضعهم، أعطوهم الأمان، ولا تزرعوا الخوف في نفوسهم من الامتحانات، ازرعوا الثقة في أنفسهم وكونوا لهم عوناً في كل مرجع.
الامتحان لا شك أنه عزيز، وذليل للبعض فهو أكبر وازع، وأكبر سائق يسوق إلى اقتناء المعارف، والعلوم، والصنائع والفنون التي تكسبه الحمد، وحسن الذكر، وتفيده وتعود على بلاده، وأمته بالخير والسعادة.
والامتحان هو السبب الوحيد الذي يقوي خلق التنافس في نفوس أفراد الأمة، فيعملون ويجتهدون وهم في ذلك متنافسون، فيظهر في الأمة ناس ينفعونها، ويرفعون وطنها، ويكونون عوناً لها على أية نازلة أو ملمة، والامتحان هو الذي يرفع درجة الفقير العالم، ويحط من شأن الغني الجاهل ويعطي كل إنسان حقه.
* للمدرس والمدرسة.. كونا آباء وأمهات في هذه الأوقات العصيبة، ناقشا الطلاب والطالبات في كل صغيرة وكبيرة، يعودون بها إليكم. الامتحانات ثمرة عام كامل ساعداهما على اجتيازها بهدوءٍ وصبر وأمان وليوفق الله طلابنا وطالباتنا ويجعل النجاح حليفهم بإذن الله.
شتان بين امتحان وامتحان
فها هو الامتحان الدنيوي الكل يسعى له بجد ويجتهد ليحصل على الدرجات العليا وليتباهي بين أترابه بنجاحه وشهادته وتحصيله العلمي وعلاماته المتميزة.
يذاكر ليل نهار، ويبدو قلقاً من النتيجة.
فما لنا غداً أمام الامتحان النهائي للحياة، الامتحان الحقيقي حيث نكون بين يدي رب العزة والجلال.
يا تُرى.. ماذا أعددنا لهذا الامتحان، هل نذاكر من أجله أيضاً.. هل نعد له العدة، هل نعمل المستحيل لننال رضا الله ونحمل كتابنا بيميننا بإذن الله.
أرجو ذلك.. وأرجو للجميع النجاح في الامتحان الدنيوي.. والامتحان في الآخرة.. والله أسأل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى..
ولكل مجتهد نصيب.
وقفة
طويت صفحة من عام مليء بالكفاح ونتائج الحصاد..
إن ماراثون الركض الطويل بلغ خط النهاية ورفعت الاقلام وليس أمامنا سوى أيام.
من التواصل لهذا العام يجب أن نستغلها.
علينا أن نفتح مساحاتٍ من النقاء والصفاء وحسن النية والدراسة. وعلينا أن نتجاوز تعثرات الخواطر.. وأن نتصافح ونبتسم لنلتقي في العام القادم ونحن متفوقون دائماً بإذن الله.
لحظة صدق
بقدر الجد تُكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
|
للتواصل تليفاكس: 2317743
ص.ب 40799 الرياض 11511
|