Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير لا يُنسى وزير لا يُنسى
إبراهيم بن علي الوادي

الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ويقول عز وجل: { )مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (المائدة:32)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» ويقول صلى الله عليه وسلم: في خطبة عرفة في حجة الوداع أمام جمع من المسلمين مبيناً لهم حقوقهم على بعض: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» ويقول صلى الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم» ويقول صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل نفساً معاهدة بغير حقها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها» وهذا وعيد شديد عظيم لمن يتعرض لمعاهدين ممن يقيمون بيننا واستقدمناهم بعقد أمان وعهد، والمسلمون مطالبون بالوفاء بذلك فذمتهم واحدة. كما قال صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم».
وما فعله هؤلاء الشرذمة الباغية خروج عن هذه الأدلة الواضحة التي حرمت الاعتداء على المسلمين ومعاهديهم سواء كان بقتلهم أو إتلاف ممتلكاتهم أو أموالهم وخروج عن تعاليم الإسلام الواضحة الناصعة وهم يعتقدون أنهم بأفعالهم هذه يحققون مكاسب تخدم الأمة كلا إنهم بأفعالهم هذه يخدمون أعداء الأمة وأعداء الإسلام الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر ويعطون صورة سيئة بأنهم قتلة ومجرمون وهو ما يتعارض مع دين المسلمين وأخلاقهم وقيمهم وهم بهذه الفعلة الشنيعة الإجرامية التي لا يقرها شرع ولا عقل ولا فطرة سليمة ولا عقلية مستقيمة ولا يتصور أن تصدر من مسلم يخاف الله سبحانه وتعالى ويرجو لقاءه ويخاف عذابه فما ذنب هؤلاء الاطفال الذين يتموا والنساء اللاتي رملن والممتلكات التي دمرت بدون وجه حق وديننا الإسلامي قد حرم الاعتداء عليها، إن هدف هؤلاء هو زعزعة الأمن وزرع بذور الفتنة والشقاق والشر بين المسلمين والوقيعة بين أبناء الأمة وولاة أمورهم وعلمائهم مما يخدم أعداء المسلمين ومن يفعل ذلك يضع يده في يدهم شعر بذلك أو لم يشعر لأن هذا الفعل لا يصدر إلا من حاقد لا يريد الخير لهذه الأمة الآمنة المطمئنة بحفظ الله لها ولكن ولله الحمد فإن مثل هذه الاعمال لا تزيدنا إلا صموداً وتماسكاً والتفافاً حول ولاة أمورنا وعلمائنا الذين يريدون لنا الخير والفلاح والأمن والأمان ورغد العيش وهو ما نعيشه الآن ولله الحمد والمنة، فمثل هذه التصرفات الرعناء الجبانة لا تفت من عضدنا ولا توقع بيننا وبين ولاة أمورنا، لأن هذه البلاد المباركة والمحفوظة بحفظ الله لها قائمة على شرعه القيم وسنته المطهرة وخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان فخيرها تعداها الى أنحاء المعمورة بنشر النور والإيمان والفلاح لكل المسلمين وهذا ليس موجودا في غير هذه البلاد.. ودعوتي إلى شباب هذه البلاد المباركة أن يحصنوا أنفسهم بتقوى الله سبحانه وتعالى والرجوع إلى علمائهم الربانيين الذين تزخر بهم هذه البلاد ويأخذوا منهم العلم الشرعي الأصيل، فهم الأعرف بمدلولات الأدلة والنصوص وهم الأعلم بأحوال الأمة وما يصلح لذلك وما تحقق به المصالح وتدرأ به المفاسد لأن هؤلاء الشرذمة قد اعتمدوا على فتاوى مضللة لعقائد فاسدة وإن كانت تستند إلى ظواهر النصوص إلا أن تفسيرهم لهذه النصوص هو تفسير خاطىء.
كفانا الله شرورهم ورد كيدهم في نحورهم وحفظ الله لهذه البلاد وهذه الأمة أمنها وأمانها في ظل قيادتها الرشيدة وسدد خطى ولاة أمرها على الحق والطريق المستقيم والله من وراء القصد.

(*) القاضي بالمحكمة المستعجلة بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved