الحوادث المتتالية للمجموعات الإرهابية المارقة والمداهمات العديدة لها كشفت المدى البعيد الذي تذهب إليه هذه المجموعات في تآمرها على البلاد والعباد
وكيف أنها لا تتورع عن استغلال كل شيء من أجل الوصول إلى أهدافها الإجرامية بما في ذلك المقدسات..
ولا يستثني هذا الاستغلال صغار السن والمراهقين الذين يسهل اجتذابهم وحشو رؤوسهم بكل ما يمكن أن يضمن تنفيذ أعمال إجرامية، لكن بعد تبريرها لهم وجعلها تبدو في خانة المعقول، بل والمرغوب الإقدام عليه.
صحيح أن الخطط الإجرامية التي يرسمها الإرهاب تشكل كوارث فظيعة قتلت وتقتل الكثيرين وتدمر وتترك آثاراً في النفوس لا يمكن نسيانها، لكن الصحيح أيضاً أننا عرفنا أن هناك مخططات بهذا الحجم يجري التدبير لها في الظلام، فقد أوضح ما تم كشفه حتى الآن من أسلحة وقنابل ومتفجرات ومؤامرات أن استغلال الشباب والصبية بلغ درجة بعيدة حيث تم إقناعهم بإمكانية استخدام أقدس المقدسات لتفجير هذا الموقع أو ذاك كما صوروا لهم جواز اتخاذ الأماكن المقدسة للإعداد لمخططاتهم أو تنفيذها فيها.
إننا إزاء أخطار حقيقية كبرى، فإلى جانب الأحداث التي حصلت والتي يمكن أن تحصل، هناك عمليات إلغاء لعقول شبابنا وصغارنا وتحوير لها بحيث تخضع تماماً لرغبات تلك النفوس الشريرة..
إن الأمر يتطلب تصدياً حازماً ومدروساً لتجنيب أبنائنا الانزلاق نحو هذه الأخطار.. ولا أحد يعلم أين تُدار وتُنفذ عمليات تهيئة هؤلاء ولا كيف ولا مَنْ هم الذين يخضعون لها ولهذا فإن التصدي لها ينبغي أن يتخذ صفة العموم وأن تنطلق التوعية حيثما كان الصغار والصبية والشباب، في مدارسهم والمساجد والمنازل وأينما ذهبوا..
وتبقى للمنزل مسؤولية كبرى إذ إنه حلقة مهمة في جهود التوعية على أنه يتكامل مع بقية الحلقات لحصار هذه الظاهرة الفاجعة التي ينبغي مداهمتها قبل أن تستشري.
|