* جدة - علي السهيمي:
الأسرى والمعتقلون من السعوديين والذين تم أسرهم أثناء الحملة الامريكية على أفغانستان ثم رحلوا إلى قاعدة غوانتانامو ليبقوا هناك في غياهب السجون، ولأنهم يعتبرون من هذا الشعب ورعايا سعوديين من أبناء هذا البلد فإن أمرهم يهم قيادتهم ومسؤوليهم حتى وان ضلوا الطريق أو أخطأوا في حق أنفسهم وحق وطنهم ومع ذلك لم يهملوا أو يتركوا وشأنهم، ومشاركة منا في «الجزيرة» في القاء مزيد من الضوء على المعتقلين والأسرى في قاعدة غوانتانامو كانت لنا هذه اللقاءات مع أبائهم وبعض أقاربهم لنخرج بالتالي:
يقول والد المعتقل خالد راشد علي المري العم راشد علي المري نحن والحمد لله عائلة محافظة ومتدينة وملتزمون بكافة أمور ديننا حيث نشأ ابني خالد الذي هو الثاني بين أولادي في هذه البيئة فمنذ صغره وهو يصاحبني للمسجد لأداء الصلاة وأيضا التزامه بالصيام منذ سن مبكرة والى ان تخرج من الثانوية العامة لم ألحظ عليه اي شيء ولم تتغير معاملته لنا ولم يكن متشدداً كبعض الشبان الملتزمين بل على العكس كان هادئ الطباع حسن السيرة والسلوك مع الجميع في البيت ومع أصدقائه وزملائه ومع أبناء وأهالي الحي الذين كانوا يعرفونه حق المعرفة ويمتدحون خصاله وأخلاقه ويحترمونه جداً.
بعد ذلك التحق خالد بجامعة الإمام محمد بن سعود فرع الاحساء واستمر على ما هو عليه من الاعتدال والوسطية، وللعلم فإن ابني خالدا لم يفارقني أو يبتعد عني وعن عائلته أو يسافر إلى أي مكان ولو ليوم واحد طيلة تلك السنين إلا بعد ان دخل الجامعة وكانت جهة سفره معلومة حيث استأذنني كذا مرة للسفر لمكة لمدة يوم أو يومين في كل مرة لغرض أداء العمرة أو الزيارة أما غير ذلك فلم يحصل أبداً.
تخرج خالد من الجامعة ولم يجد وظيفة أو قل هو لم يجد في البحث عنها بشكل جدي وفضل ان يسافر ولأول مرة في حياته لخارج المملكة مع رجال الدعوة وكانت وجهتهم للباكستان وفعلا جاء إلي وأقنعني بنيته تلك وبعد أخذ ورد من طرفي وافقت على سفره ما دامت هذه رغبته وهدفه واضح وهو هدف سام وشرف لكل مسلم ان يدعو لدين الحق ويفقه اخوانه المسلمين في دينهم من وجهة نظري.المهم أنني وافقت وكذلك أمه على سفره بناء على المبدأ الذي ذكرته، وسافر خالد لأول مرة في حياته الى خارج المملكة كما أسلفت وكانت هي أيضا آخر مرة فبعد سفره بأسبوعين فقط قامت الحملة الأمريكية على أفغانستان وانقطعت الاتصالات بيننا وبين ابننا خالد ومع تلاحق الاحداث وتسعرها لم ندر إلا وخالد مكبل بالحديد مع مجموعة من الاشخاص وتعرض صورته احدى القنوات وهو في حالة يرثى لها وكانت الفاجعة بالنسبة لي ولوالدته واخوته عندما شاهدناه بذلك المنظر.
العم راشد بن علي المري كرر أثناء حديثه معنا وأكثر من مرة ان الجهاد في سبيل الله شرف عظيم لكل مسلم ولكنه يؤكد في ذات الوقت ان ابنه خالد المري لم يذهب لأفغانستان أو للجهاد بل كان هدفه الدعوة الى الله وهو ما سافر من أجله.. كما يؤكد العم راشد ان جواز السفر الخاص بخالد كان لديه هو أي لدى الأب ولم يسلمه لابنه إلا بعد تأكده من غرض سفره.
وفي نهاية حديثه أوضح العم راشد والد المعتقل خالد بن راشد المري ان حكومة المملكة العربية السعودية حفظها الله لا تألو جهداً في سبيل فك أسر أبنائها المعتقلين في غوانتانامو كما هي عادتها وعادة حكامها وقادتها الساهرين على راحة مواطنيهم والمحافظين على كرامة شعبهم وحمايتهم ورعايتهم ولا أدل على ذلك من تلك المساعي المشكورة والمقدرة من قبل الدولة والمسؤولين والتي يقومون بها لاحقاق الحق وعودة آخر معتقل هناك الى وطنه بإذن الله.
كما يقول العم راشد المري مثمنا كلمات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي اجتمع بآباء وأقارب الاسرى والمعتقلين وشدد سموه في كلمته لهم أن أبناءهم هم أبناؤه وأبناء هذه البلاد بالدرجة الأولى، وقال سموه بأنه سوف لن تهدأ تحركاتنا ومساعينا حتى يعودوا جميعا الى أرضهم وبين أهليهم.وأخيراً ثمن العم راشد الدور الذي تقوم به وسائل الاعلام وسأل الله القدير ان يعيد كل غائب الى أهله وذويه وأن يحمي هذه البلاد وأهلها من كل مكروه.
|