Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التكفير بين ضوابط الشريعة وهوى النفس البشرية التكفير بين ضوابط الشريعة وهوى النفس البشرية
عايض بن محمد العصيمي ( * )

خرج لنا فكر سقيم يحمله لنا شباب صغيرة اسنانهم واعمارهم.. قليلو علم.. بل ان لم اكن مبالغاً اذا قلت انه اصبحت عبارة التكفير والفرقة بين الأمة هي السائدة في أكثر المجتمعات الإسلامية.. والعياذ بالله.
فالمسألة جد خطيرة وفي غاية الاهمية للدراسة والتحليل والعلاج التربوي، يعتقدون ان قولهم هو الحق الأوحد، فهم يقومون بتوزيع الأحكام الالهية فيدخلون الناس بمشيئتهم ورضاهم الجنة، ويدخلون من يشاؤون النار - على زعمهم - والعياذ بالله.
وهذا قدح في الفكر الإنساني القاصر الذي يحملونه، إذ إن للتكفير ضوابط واصولاً لابد أن تعرف وتبين للجميع وذلك فيما يأتي:
اولاً: التكفير حكم شرعي لا مدخل للرأي المجرد فيه، لانه من اعتقاد او قول او فعل او شك او ترك فلا يكفي الدليل الضعيف ولا مشكل الدلالة ولا عبرة بقول أحد كائناً من كان إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح.
ثالثاً: يتعين التفريق بين التكفير المطلق وهو: التكفير على وجه العموم في حق من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام وبين تكفير المعين، فان الاعتقاد او القول او الفعل او الشك او الترك إذا كان كفراً فانه يطلق القول بتكفير من فعل ذلك الفعل او قال تلك المقالة وهكذا.. دون تحديد معين به.
اما المعين اذا قال هذه المقالة، او فعل هذا الفعل الذي يكون كفراً. فينظر قبل الحكم بكفره، بتوفر الشروط، وانتفاء الموانع في حقه، فإذا توفرت الشروط، وانتفت الموانع، حكم بكفره وردته فيستتاب فإن تاب والا قتل شرعاً.
رابعاً: الحق عدم تكفير كل مخالف لاهل السنة والجماعة لمخالفته، بل ينزل حكمه حسب مخالفته من كفر او بدعة او فسق او معصية.
خامساً: كما ان «الإيمان» شعب متعددة، ومراتبه متفاوتة فكذلك «الكفر» ذو شعب متعددة ومراتب متفاوتة وهناك كفر ومنه تسمية بعض المعاصي كفراً.
سادساً: اصدار الحكم بالتكفير لا يكون لكل احد من احاد الناس او جماعاتهم وانما مرد الاصدار الى العلماء الراسخين في العلم الشرعي المشهود لهم به.
سابعاً: التحذير الشديد والنهي الاكيد عن سوء الظن بالمسلم فضلاً عن النيل منه، فكيف بتكفيره والحكم بردته، والتسرع في ذلك بلا حجة ولا برهان من كتاب ولا سنة.
وفي حديث ثابت بن الضحاك - رضي الله عنه - ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:« ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله». رواه البخاري في صحيحه.
وهذه الحماية الكريمة والحصانة العظيمة للمسلمين في اعراضهم ودينهم من اصول الاعتقاد في ملة الإسلام.
فهؤلاء الناس جعلوا من انفسهم اوصياء على عباد الله فصاروا يقيسون الامور بأفهامهم وتوجهاتهم فالصحيح ما كانوا عليه والخطأ ما كان عليه غيرهم وإن كان أعلم منهم وفقه واتقى.
وفي صحيح البخاري: قال الرسول صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».

( * ) الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved