سئل فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين عن الحكم الشرعي فيمن يعمل على تلفيق القصص والافتراءات الكاذبة والطعن والافتراء على رجال الحسبة؟ وما النصيحة لمن وقع وانجرف وراء هذه التيارات السالفة الذكر؟
فأجاب: إن الكذب من حيث هو ذنب من كبائر الذنوب، قال تعالى:{إنَّمّا يّفًتّرٌي الكّذٌبّ الذٌينّ لا يٍؤًمٌنٍونّ بٌآيّاتٌ اللّهٌ}. وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من علامات النفاق، ثم يزداد إثمه إذا ترتب عليه ظلم وبهتان، وإساءة ظن، سيما في حق الأبرياء، وأهل العدل والغيرة وإنكار المنكرات، ولا شك أن الحامل لهؤلاء على الكذب والافتراء هو الحقد والبغض لأهل الخير، سيما الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فإن الغالب ان أولئك المختلقين لهذه الوقائع التي لا حقيقة لها هم من أهل الفساد والفسوق، ومن الذين يهوون المعاصي، كترك الصلوات وتعاطي المسكرات وفعل فاحشة الزنى ومقدماته، والسهر على الاغاني والصور الفاتنة واللعب بالقمار، وتتبع العورات والمعاكسات ونحو ذلك، وقد عرفوا أن أهل الحسبة يحولون بينهم وبين ما يشتهون فلم يجدوا بداً من القدح فيهم، والعيب والثلب واختلاق القصص التي هي خيالات وهمية، ويفتريها أحدهم في مجلس وقد يقولها مازحاً ثم يتلقفها الآخرون وينشرونها في المجالس ويتفكهون بأعراض أهل الدين والإصلاح.
ولا شك أن هذا من أكبر الظلم فإن أهل الحسبة هم من خيرة عباد الله، مشهود لهم بالخير والنصح والغيرة والحرص على نجاة الأمة من المعاصي وأسباب الفساد التي توجب غضب الرب ومقته. فالواجب إحسان الظن بهم والذب عن أعراضهم والرد على أعدائهم وبيان ما لفق عليهم من الكذب والبهرج حتى يتبين الحق لقاصده والله الموفق للصواب.
مناشط توعوية:
في إطار جهودها التوعوية للتواصل مع المجتمع وتحقيقاً للشطر الأول من رسالتها قامت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ممثلة في الإدارة العامة للتوعية والتوجيه، قامت بتسجيل شريط بعنوان (آداب طالب العلم) وهو يمثل محاضرة مقسمة إلى جزئين لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
ويأتي هذا الجهد بالتعاون مع إدارة أوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي.
|