Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
ذكر الله!!
أحمد بن محمد الجردان

كم من المجالس تدوم ساعات وساعات ولا ضير في ذلك، ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه ما نصيب ذكر الله من تلك الساعات؟! لست هنا اطالب الناس أن يجعلوا من مجالسهم كاملة مجالس علم وتعليم تقرأ فيها كتب العلم الشرعي وتدور فيها النقاشات!!، لكني أذكرهم كم من مجلس نجلسه لا نسمع فيه ذكر الله فلا أحد يردد كلمة التوحيد أو يسبِّح الله ويثني عليه!! لا أعود بكم إلى مجالس الصحابة رضوان الله عليهم فقد تقولون أين نحن منهم ولكن أعود بكم إلى مجالس الآباء والأجداد وكثير منا عاصرها!! أيمر مجلس من مجالسهم دون أن تسمع ذكراً لله؟! أكاد أجزم أنه لا يمر في الغالب مجلس من مجالسهم دون أن تسمع ذكر الله!! لمَ يا ترى؟! لأن أكثرهم تعلقوا بالله والدار الآخرة، ولم يتعلقوا كما تعلق كثير منا بهذه الدنيا وسفاسفها!! أعرف أحدهم وهو أبو علي توفي - رحمه الله - يعرف بوجوده في الشارع أو السوق أو البيت أو المسجد بكثرة تهليله وتسبيحه لا تصنعاً وكأنه - رحمه الله - يلهم ذلك كله كما يلهم النفس!!ذكر الله نحن في حاجة إليه ولو كنا مقصرين وكلنا ذاك المقصر!!، أوكد على ذلك لأن بعض الناس قد يرى أن من هم في حاجة إلى ذكر الله هم أولئك المتدينون أو من هم في ضيق وكرب وحزن!!، نعم لا أحد منا في غنى عن ذكر الله تعالى، وقد ذكر الإمام ابن القيم - رحمه الله - من فوائد الذكر أنه يرضي الله عز وجل ويزيل الهم والغم عن القلب ويجلب للقلب الفرح والسرور والانبساط ويقوي القلب والبدن وينوِّر الوجه والقلب ويجلب الرزق ويكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ويورث المحبة ويورث ذكر الله تعالى للذاكرين ويورث حياة القلب والروح وسبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ويؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة، فإن كل مجلس لا يذكر فيه ربه تعالى كان عليه حسرة يوم القيامة. والذكر أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها وهو غراس الجنة!!فكم يا ترى من مرة فوتنا هذه الثمار اليانعة؟!!
إنه سؤال يبحث منا عن إجابة عليه!!!

(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved