حلقات أعدها وصورها طلال حميد البلوي
نختتم حلقات هذا الجزء برصد مطالب واحتياجات أهالي العلا والتي تضع على طاولة المسؤولين..
أولاً: الخدمات الصحية
في العلا
بلادنا أعزها الله من البلاد النادرة التي تقدم الخدمات الصحية بالمجان للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وهنا نود أن ندلي بملاحظات المواطنين عن الخدمات الصحية في العلا حيث ينقصها التطوير والدعم من قبل وزارة الصحة، فعلا يوجد فيها مستشفى واحد فقط هو: مستشفى الأمير عبدالمحسن الذي أنشئ قبل أكثر من عشرين سنة ولم تزداد مساحته فلم يعد كافياً ليواكب العدد السكاني المتزايد، فمثلاً قسم الولادة والأطفال لا يمكنه استيعاب حالات الولادة من داخل العلا فما بالكم بأكثر من ثمانين قرية وهجرة تراجع هذا القسم الصغير.
وكذلك المراكز الصحية التي تتبع المستشفى وعددها «14» منها ثلاثة داخل العلا والباقي خارجها، فهل من المعقول أن هذا العدد الزهيد سيخدم أكثر من 80 قرية بعضها في الشمال وأخرى في الجنوب ويصل بعدها عن العلا بنحو 200 كم.
إن سكان قرى العلا يعانون من عدم كفاية الخدمات الصحية، فمثلاً في قرى «أبو راكة»، الفارعة، والشهيباء، والبلاطة، عدد كبير من السكان يوجد لديهم مركز صحي واحد للحالات العادية جداً فلا قسم طوارئ ولا قسم ولادة ولا ترقيد ولا عيادة أسنان، وإنكم لا تصدقون لو قلنا لكم عدد الأمهات الحوامل اللائي فارقن الحياة بسبب عدم وجود مستشفى في المنطقة ومثل ذلك قرى الجنوب «الضليعة والسليلة، والجديد وامتان وأبو خريط ووقير».
كذلك تعاني المراكز الصحية من عدم اكتفائها بالأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات أما الهجر الثلاث جنوب العلا «الجديدة، الضليعة، السليلة»، وما يتبعها في فبحاجة ماسة جداً إلى مستشفى يخدم المواطنين في هذه القرى، لأن مستشفى العلا يبعد عن هذه القرى بنحو 160 كم وطريق أغلبه صحراوي وعر.
وكذلك قرى شمال العلا «أبو راكة والنشيفة والنجيل والفارعة والبلاطة والشهيباء» قد تم اعتماد مستشفى سعة خمسين سريراً وذكر ذلك قبل سنوات ولكن لم يتم البدء الفعلي بإنشائه حتى إعداد هذه الحلقة، وطالب المواطنون بالاستعجال في إنشائه.
ثانياً: التسويق يقضي على جهود مزارعي العلا:
أما المزارعون في العلا فإنهم يعانون كثيراً من مشكلة تسويق منتوجات مزارعهم، فهم يدعون رجال الأعمال إلى إنشاء مصنع للتمور بالعلا ليستوعب عشرات الآلاف من أطنان التمور سنوياً، كذلك يأملون أن يكون هناك دور واضح وبارز للأجهزة المعنية بالزراعة ليقوموا بمساعدتهم وتوجيههم إلى الطرق الصحيحة في الزراعة، وإلى مساعدتهم في تسويق منتوجاتهم الزراعية الأخرى وأن يتم الحد من تدفق المنتوجات الخارجية التي تنافس منتوجات المزارعين بأسعار غير عادلة في السوق مما سبب لهم خسائرة كبيرة. ويطالب المزارعون بالعلا المسؤولين بأن يقوموا بجولات ميدانية على المزارع يدلون خلالها باقتراحاتهم وتوجيهاتهم للمزارعين ويجيبون عن تساؤلاتهم ليشعر المزارع بأن هناك من هو قريب منه يشاركه همومه.
ثالثاً: خدمة الهاتف
تعاني جميع مراكز وقرى محافظة العلا من عدم وجود خدمة الهاتف الثابت أو الجوال، ومن المعلوم أن العلا يزورها الكثير من الشخصيات الكبيرة من داخل المملكة وخارجها وكذلك السياح، فليس من المعقول أن تكون الخدمة الهاتفية بهذا الوضع.
رابعاً: مبنى ضخم
بالعلا ومهدر
إنه مبنى كلف الكثير من الأموال بني قبل أكثر من عشر سنين مؤثث ويحوي صالة لا يقل عدد مقاعدها عن 350 مقعداً وقد قيل في السابق إنه مبنى للبحوث الأثرية لطلاب الجامعات ولكنه منذ أن بني إلى اليوم لم يستفد منه أبداً.
خامساً: خدمة الكهرباء
منذ سنتين بدأت الكهرباء تزدهر بالعلا وهي الآن في طريقها إلى العديد من القرى فقد وصلت الكهرباء إلى «العذيب والحجر وثربة وشلال والملسن والخشيبة وفضلا، وقاع الحاج». ولكن قرى شمال العلا على بعد نحو 200كم «أبو راكة والفارعة والنشيفة والبلاطة والشهيباء والورد»، هذه القرى محرومة من الكثير من الخدمات «الهاتفية والصحية والكهربائية والطرق». ويطالب المواطنون في مركز الفارعة ومركز «أبو راكة» شركة الكهرباء بتغذيتهم من مركز «أشواق» التابع لمنطقة تبوك وذلك لأنها أقرب منطقة كهرباء لهم، وليعلم الجميع أن هذه القرى توجد بها كثافة سكانية كبيرة وهي مناطق زراعية. محطة كهرباء العلا تعاني نقصاً حاداً في عدد الفنيين:
تعاني كهرباء العلا نقصاً حاداً في عدد الفنيين والصيانة وسيارات الطوارئ فلا يستطيعون بهذا العدد أن يقوموا بتغطية التوسعة الكبيرة التي شهدتها محافظة العلا مؤخراً مما يؤخر في اصلاح الأعطال كثيراً.
سادساً: خدمات الطرق
ترتبط محافظة العلا بطريقين غير نافذين هما «طريق المدينة المنورة جنوباً وطريق حائل شرقاً» فلا أحد يأتي للعلا إلا أن يكون من أهلها أو قاصداً الزيارة.
السكان بين «العلا والوجه» يعانون كثيراً من عدم وجود الطرق المسفلتة فعلاقة أهالي العلا بالوجه هي علاقة كبيرة ولكن وعورة طريق الصحراء تقطع أواصر اللقاء بين سكان العلا والوجه، هذا الطريق الصحراوي لا يتجاوز طوله 140كم ولكن سفلتته ستربط قرى ساحل البحر الأحمر بحائل والقصيم وتعيد اكتشاف مناطق سياحية طبيعية غاية في الجمال من الجبال والأودية والرمال، ويخدم قرى كثيرة فالسكان هناك أرهقهم الطريق صحياً ونفسياً واقتصادياً وعدم وجود الكهرباء ووسائل الاتصال زاد من معاناة السكان.
وقد تمت ترسية جزء من هذا الطريق «العلا - الوجه» لسفلتته ولكن السفلتة في هذا الطريق تسير ببطء شديد، لذا يأمل المواطنون من المسؤولين حث المقاول على الاسراع في العمل لأن كل تأخير يزيد من معاناتهم.
الطريق الثاني المهم سفلتته هو: طريق «العلا - تبوك» الذي أنشئت عليه سكة حديد الحجاز فالآن من أراد السفر إلى تبوك عليه الذهاب عن طريق حائل ومن ثم تيماء مسافة نحو 480 كم، أما هذا الطريق فإنه لا يتجاوز طوله 250كم وهو الطريق الرئيسي للحاج الشامي وهو طريق يحوي مناظر سياحية خلابة، وبه العديد من المواقع الأثرية.
سابعاً: أنظمة بلدية العلا
يعاني المواطنون في العلا من نظام بلدية العلا في الارتدادات في المنح السكنية فيطلب من صاحب الأرض الارتداد بنسبة 20% من عرض الشارع، وكثير من المنح السابقة صغيرة المساحة وقد تصل إلى أقل من 400 م مربع فيطلب الارتداد من جهة البيوت المجاورة له مترين من كل جانب وجهة الشارع بارتداد خمس عرض الشارع، فماذا يبقى لهذا المواطن من مساحة الأرض إذا كان يقع على شارع بعرض 30م؟
المواطنون يطالبون البلدية بتقليل نسبة الارتدادات أو احتساب هذه الارتدادات من قبل وإعطاء المواطن المساحة كاملة. كما أن بلدية العلا بدأت بتكليف عدد من المواطنين برصف ما يحاذي منزله من الشارع وهذا يأتي بتكاليف باهظة عليهم.
كما تطالب بلدية العلا المواطنين بتحسين وتنظيم سوق الأغنام والأعلاف وسفلتة ووضع مظلات لساحة السوق تقي المواطنين حرارة الشمس الحارقة في الصيف.
كذلك اشتكى عدد من المواطنين الذين تم منحهم أراضي سكنية قريبة من وادي «صدر» بالعلا أن هذا الوادي الكبير الذي يأتي من حرة عويرض قد سبب كارثة كبيرة قبل نحو 18 عاماً وبالتحديد في عام 1406هـ، وما حصل من وفيات بسبب هذا الوادي يجعل الخوف هاجس كل مواطن تم منحه أرضاً سكنية بالقرب منه، فاليوم نرى منحاً سكنية قد وزعت بجانبيه بل وبداخل مجراه، ويتساءل المواطنون كيف يأتينا الاطمئنان ببناء سكن لنا ولابنائنا في هذا الموقع الخطر جداً؟ من يتحمل المسؤولية عند حدوث فيضان كبير لهذا الوادي هل هي البلدية؟ أم الدفاع المدني؟ أم نحن؟
ثامناً - حي الرزيقية
بالعلا في خطر
من يأتي حي الرزيقية بالعلا ويشاهد التصاق المباني السكنية للجبل الذي يحدها من الغرب يرى أنها في خطر من تدحرج الأحجار من قمة وسفح الجبل خصوصاً وقت الأمطار حيث تقوم المياه بتحريك الصخور، ويرى الجميع صخوراً ضخمة ساقطة منذ سنين فهي دليل على شدة الخطر، بل إن هناك مبنى مستأجراً لمدرسة ابتدائية تحت سفح هذا الجبل.
تاسعاً - حي القطار بالعلا
يعاني حي القطار بالعلا خصوصاً الجنوبي من شبه تهميش من قبل بلدية العلا والشارع الرئيسي الوحيد المسفلت والمسمى بشارع خيبر قد تراكمت عليه الأتربة منذ أمطار الشتاء الماضي وإلى حتى الآن مضت بضعة أشهر ولم تقم البلدية بأعمال نظافة له، ويكتظ الشارع بالسيارات القادمة لسوق الأغنام وكذلك بالأطفال مما يعرضهم للخطر وذلك لما تسببه الأتربة على الأسفلت من انزلاق للسيارة لو تفاجأ أحد قائديها بطفل أمامه، وهؤلاء الأطفال أصبح الشارع هو متنفسهم الوحيد لعدم وجود ملاعب لهم أو حدائق، لذا فإن أهالي هذا الحي يطالبون البلدية بالاهتمام بهذا الحي، وإعطائه حقه من العناية كما ذلك حاصل للأحياء الأخرى.
عاشراً - مزارعو العلا يطالبون ببسطات خاصة بهم
اشتكى عدد من مزارعي العلا الذين يقومون ببيع منتوجات مزارعهم بسوق الخضار والفاكهة بالعلا من المضايقة الشديدة التي قامت بها بلدية العلا بالاستعانة بالشرطة بطردهم من بسط أو بيع منتوجات مزارعهم بالساحة المحيطة بالسوق كما كان سابقاً. ومن المعلوم أن العلا منطقة زراعية فالمزارعون تضرروا كثيراً من قرار بلدية العلا بمنعهم من البسط في ساحة سوق الخضار يوم الجمعة ورفعها لأسعار ايجارات السوق. المزارعون تحدثوا ل«الجزيرة» عن وضعهم مع بلدية العلا وناشدوا المسؤولين بالتدخل لحل معاناتهم وتذليل العوائق التي وضعتها بلدية العلا وتسببت في منعهم من بيع منتوجات مزارعهم مما سبب لهم خسائر كبيرة، وطالب المزارعون بأن يتم تخصيص بسطات للمزارعين بأسعار مناسبة ليتمكنوا من الاستفادة من مزارعهم وكسب الرزق الحلال لهم ولأسرهم. يقول العم صالح سالم شكر وهو في الخمسينات من العمر ويبدو عليه الانفعال مما قامت به بلدية العلا من مضايقات له ومصادرة بعض الخضار والفاكهة التي كانت في سيارته: كنا مستأجرين بسطات بسوق الخضار التابع لبلدية العلا والتي مساحتها نحو 10 أمتار مربعة وهذه المساحة صغيرة جداً لا تستوعب ما نبسطه من الخضار والفاكهة اضف إلى ذلك اجارها السنوي والذي يقدر ب«1800» ريال ومع ذلك رضينا.وأضاف العم شكر بقوله: لقد قامت بلدية العلا بإنذارنا بإخلاء البسطات، وقامت بتأجيرها بالكامل على احدى المؤسسات التجارية، وعندما أردنا الاستئجار منه رفع سعر ايجار البسطات علينا، ثم توجهنا إلى بلدية العلا لنستأجر من المحلات المكيفة فأخبرونا أن سعر المحل الواحد 9500 ريال في السنة بخلاف العامل السعودي والكهرباء وغيرهما مما يرفع التكاليف لأكثر من 20000 ريال لا نستطيع أن نجد ربحاً بعدها بل الخسارة هي المؤكدة، كما أن هذا المبلغ ليس لدينا الامكانيات لدفعه. وأضاف شكر عندما طلبنا من البلدية النظر في هذه الأسعار المرتفعة لايجارات المحلات اجابتنا بأن هذه تسعيرة أمانة المدينة المنورة، وكان من المفترض أن يكون لبلدية العلا رأي في هذه التسعيرة وأن تقدر ظروف المزارعين بالعلا وأحوالهم المادية. كما أكد شكر بأن البلدية دون سابق انذار صادرت كميات من البصل والبطاطس وغيرهما من بسطته وبسطات عدد من المزارعين وكل هذا ومن دون علم مني وطالب شكر بلدية العلا بإعادة ما صادرته وتعويضه الخسائر التي تكبدها من ذلك الاجراء. ودعا العم شكر المسؤولين إلى التحقيق مع بلدية العلا بشأن مضايقتها للمزارعين بحرمانهم من بسط منتوجات مزارعهم واستعانتها بشرطة العلا وطردها للمزارعين حماية للمقاول الذي استأجر منها سوق الخضار ولاجبارهم على الاستئجار منه. وناشد بأن يتم تخصيص مظلات وبسطات خاصة للمزارعين بايجارات تكون أسعارها مناسبة للمزارع في العلا.وأكد أنه ليس لديه دخل آخر سوى هذه المزرعة التي يسترزق من ورائها ويتكسب الرزق الحلال له ولأسرته. أما المزارع ناصر عبدالله العنزي في الخمسينات من عمره فيقول: كنا نبيع منتوجاتنا الزراعية إلى أن قامت بلدية العلا بمنعنا من البسط بالساحة ورفعت علينا أسعار إيجار المحلات وضايقتنا مضايقة شديدة وارهقتنا بل وأهانت كرامتنا باستدعائها عدداً كبيراً من أفراد الشرطة ونحن ليس لدينا دخل سوى هذه التجارة بالخضار والفاكهة، وهذا العمل الذي قامت به بلدية العلا جلب لنا خسارة كبيرة حتى أننا لم نستطع أن نعطي أطفالنا مصاريفهم لفسحة المدرسة.
وحول الأسباب في عدم استئجاره بمحلات سوق الخضار أكد العنزي أنه لا يستطيع لغلاء الأسعار ويقول لو كان معه مبلغ الايجار لكانت سعادته غامرة. وناشد العنزي المسؤولين بالتدخل لحل هذه المشكلة ليحصل على قوت يستره هو وأسرته. وطالب بدعوة بلدية العلا للتخفيف عن المزارعين واستثنائهم بعمل بسطات خاصة للمزارعين بأسعار رمزية ليستفيدوا من مزارعهم. وتحدث ل«الجزيرة» المواطن الشاب محمد حماد البويني وقال: أنا شاب سعودي أفتخر بأنني أعمل في سوق الخضار والفاكهة لأتمكن من ايجاد دخل أستطيع العيش من ورائه وتكوين مستقبلي، ولكن ما فعلته بنا بلدية العلا واستعانتها بالشرطة يعدّ مداهمة واهانة لنا وتحطيماً لمعنوياتنا بقيامهم بهدم مظلاتنا بأيدي عمال أجانب يهدمون ونحن واقفون مكتوفو الأيدي ولو تكلمنا لقاموا بإيداعنا بالتوقيف. وأضاف البويني أن هناك من يستطيع أن يستأجر بمحلات سوق الخضار، ولكن الذين مثلي من الشباب وهم كثيرون ولم يجدوا عملاً وأرادوا أن يبدأوا حياتهم من الصفر لا يستطيعون. وتساءل البويني أين يذهب الذي لا يستطيع أن يستأجر؟!
وقال البويني أطالب بأن يتم تخصيص موقع بإيجار معقول نبيع فيه فنحن نبحث عن الريال والريالين.
حادي عشر: مطالب من
مراكز وقرى
مغيرا والجديدة وثربه، والحجر، وشلال والعذيب وقاع الحاج، والبلاطة، والنجيل والورد والنشيفة والجو والبريكة
يطالب أهالي هذه المراكز والقرى بتوفير مراكز صحية لهم وتطوير للمراكز الصحية المتوفرة ودعمها بأطباء أسنان وطبيبات نساء وأطباء مناوبين كذلك دعمها بأقسام للنساء والولادة وسيارات اسعاف، كما يطالبون بافتتاح فروع للهلال الأحمر والدفاع المدني وتوفير شبكات مياه وتمديدها للمساكن، وكذلك سفلتة شوارع هذه القرى، ودعمها بفرق نظافة، كما طالبوا بإيصال خدمة الهاتف الثابت لهم.
ثاني عشر - عاصمة الآثار
تنتظر المطار
يعاني أهالي العلا وزائروها من عدم وجود مطار بالعلا وأقرب مطار للعلا يبعد عنها نحو 800 كم «ذهاباً وإياباً» هو مطار المدينة المنورة، فكثير ممن يؤدون زيارة العلا ومدائن صالح يشعرون بالمشقة من طول المسافة إلى العلا، كما أنهم عند وصولهم إلى العلا يكون الوقت ضيقاً ولا يستطيعون تغطية جميع المواقع الأثرية وقلقون من طول الطريق الذي سيسلكونه للعودة إلى أهلهم.
ومنذ سنوات والجميع ينتظر مطار العلا والذي سيسهل للمواطنين السفر من وإلى العلا، كما يساهم مساهمة فعالة في زيادة عدد الزائرين للمناطق الأثرية بالعلا، وهذا بدوره ينعكس ايجاباً على النشاط السياحي بالمنطقة، حيث توفرت مؤخراً في العلا فنادق ذات خدمات فندقية حديثة متقدمة. وقد قدمت للعلا فرق مكلفة بدراسة موقع مطار محافظة العلا، قد تم اختيار موقع المطار بالقرب من مركز مغيرا على بعد نحو 25 كلم، كما أن هناك مبلغاً معتمداً لدى وزارة المالية لتنفيذ المشروع. يأمل الجميع بالاسراع في البدء بتنفيذ مشروع مطار العلا، ومن المعلوم أن الخطوط السعودية قد أدرجت ضمن برنامجها «اكتشف السعودية» آثار العلا ومدائن صالح، وكان آخر الزائرين للعلا مئات السياح اليابانيين.
ثالث عشر آثار البلدة القديمة خطر في خطر
هذه البلدة هي العلا قديماً بيوت مبنية من الحجارة عمرها اكثر من 700 عام، وقد قامت «الجزيرة» بجولة على هذه البلدة فوجدت انها بحالة يرثى لها وبعد صدور قرار ضم الاثار للهيئة العليا للسياحة يتوقع الجميع ان يكون هناك تدخل فوري لانقاذها لتكون موقعاً سياحياً هاماً في المنطقة وابناء العلا يسعون الى ذلك فقد اقاموا في العيدين الماضيين معرضاً للتراث الشعبي والحياة القديمة في هذه البلدة، اما الآن فقد بدأت تتساقط اجزاء كبيرة من هذه البلدة الاثرية يوماً بعد يوم بسبب تأكل اسقفها وتأثير الامطار فيها، وستذهب احجار اثرية كثيرة منقوش عليها تم احضارها من موقع الخريبة الاثري ربما يحل واحد منها لغزاً قد يحير الباحثين في موقع الخريبة، وقد استخدمت هذه الحجارة في بناء هذه البلدة. والآن اصبحت البلدة خطراً كبيراً على الزائرين لها، والمارين بالطريق الرئيسي الذي يمر بجوار جبل ام ناصر الذي تعلوه قلعة مبنية من الحجارة على وشك السقوط على الطريق، وانصح المار بجانب هذا الجبل بأخذ الحيطة والحذر من خطورة سقوط احجار القلعة التي تعلو الجبل. لذا فانه على الجهات المسؤولة بالعلا سواء البلدية او الدفاع المدني القيام بوضع سياج على القلعة التي تعلو جبل «ام ناصر» لحماية المارين من خطورة تساقط احجارها. وقد امر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الامين العام للهيئة العليا للسياحة اثناء زيارته مؤخراً للعلا بترميم مسجد الصخرة من حسابه الخاص، كما ان الاستاذ صالح بن احمد الامام وهو احد ابناء العلا قام بترميم مسجد العظام على نفقته الخاصة.
رابع عشر معاناة الطالبات
مع كلية التربية بالعلا
كثيراً ماتأتي شكاوى من طالبات الكلية بخصوص النواحي المالية فغالباً تقوم الكلية باقتطاع مايعادل 30 ريالاً او اكثر من مكافأة الطالبات كل شهر بحجة صندوق الطالبة ودعم الكلية، ولكن الطالبات لايرين شيئاً على ارض الواقع فلا تحسينات ولا ترميمات بالكلية ولا مساعدة للطالبات في اعطائهن المذكرات بسعر رمزي، بل ان الامر قد تطور كثيراً في الآونة الاخيرة فربما لاتصدقون لو قلت لكم بأن كلية التربية للبنات بالعلا قد قامت بطرد خمس عشرة طالبة من قاعة الاختبار بسبب واحد وعشرين ريالاً، وكان ذلك في مقرر «نحتفظ باسمه» في الاختبار الشهري خلال الشهر الماضي فقد فاجأت رئيسة قسم «نحتفظ باسمه» هؤلاء الخمس عشرة طالبة بقاعة الاختبار باعلان طردهن من القاعة على الفور. الطالبات عرفن سبب الطرد والحرمان من الاختبار فقد كان بسبب عدم شرائهن لمذكرة المادة من الكلية او على الاصح عدم دفعن مبلغ 21 ريالاً قيمة المذكرة داخل الكلية، مع العلم ان جميع الطالبات اللاتي طردن من الاختبار يملكن المذكرة وذلك بشرائها من خارج الكلية بقيمة 8 ريالات، وقد تمت اعادة الاختبار لاربع عشرة طالبة ولكن قبيل توزيع الاسئلة طلب منهن وعلى الفور دفع مبلغ «294» اي انهن لم يعفين من دفع الواحد والعشرين ريالاً ورضخن للامر الواقع، كما انهن قد شككن في نتيجتهن في الاختبار حيث كانت منخفضة. الطالبات يتساءلن هل هناك قرار يجبر الطالبة على شراء المذكرات من الكلية رغم ان هذه المذكرة تملكها؟ وهل عقوبتها حرمانها من الاختبار؟ وما شأن الكلية بشراء الطالبة لمذكرة مقرر ما او عدم شرائها؟
خامس عشر مركز الهلال الاحمر بالعلا
بحاجة ماسة إلى دعم بالافراد وسيارات الاسعاف تقوم مراكز الهلال الاحمر بدور انساني نبيل، فكم من مصاب قد تم انقاذه بفضل الله ثم بالجهود التي يبذلها رجال الهلال الاحمر.
ويعاني مركز الهلال الاحمر الوحيد بالعلا نقصاً حاداً في الافراد والآليات من سيارات اسعاف وغيرها فلا يستطيع هذا المركز القيام بدوره النبيل لتغطية المساحة الكبيرة لمحافظة العلا، فلديه سيارة اسعاف واحدة فقط مجهزة للخروج لحوادث الطرق وسيارة الاسعاف هذه كما اخبرني احد العاملين بالمركز لاتحمل الا مصابين اثنين فقط، فكيف اذا كان عدد المصابين اكثر من اثنين وهذا الغالب او وقع اكثر من حادث في وقت واحد كما حصل ذلك في اواخر شهر رمضان الماضي بوقوع حادثين منفصلين على الطريق نفسه وعلى بعد 100 كم عن مركز الهلال وكان الفارق بينهما اقل من ساعتين ونتج عنهما وفاة 6 اشخاص واصابة 5 بينهم ثلاثة اطفال. ان محافظة العلا تحتاج الى انشاء مراكز اسعاف اخرى لتغطي المنطقة، ومركز الهلال بالعلا حالياً بحاجة ماسة وعاجلة الى تزويده بسيارات اسعاف وموظفين.
المراجع
ولمزيد من المعلومات عن العلا ومدائن صالح يمكنكم قراءة كتب عن العلا والتي كانت مصدراً لكثير من المعلومات التي قرأتموها في هذه الحلقات ومنها:
* كتاب العلا دراسة في التراث الحضاري والاجتماعي، تأليف د. عبدالله بن آدم نصيف.
* كتاب فرع من دوحة العلا تأليف الاستاذ عمر علي علوان «يحوي الكثير من الصور».
* كتاب مقدمة مختصرة عن العلا ومدائن صالح للاستاذ حامد بن محمد السليمان «ويحوي العديد من الصور».
* كتاب معجم وتاريخ القرى في وادي القرى للاستاذ زبن بن معزي العنزي.
* كتاب العلا بين الماضي والحاضر من اصدار الجمعية التعاونية بالعلا.
* كتاب حياة الاجيال في عروس الجبال للاستاذ ابراهيم بن سعد الحجيري.
وهناك كتيبات سياحية عن المناطق السياحية بالعلا من اصدار وزارة المعارف.
* موقع العلا ومدائن صالح على الانترنت www.alola.com
* موقع ادارة تعليم العلا.
* كذلك شريط فيديو عن العلا بالصوت والصورة بعنوان «مقتطفات من محافظة العلا» ومدته اكثر من ساعتين.
|