كان ثلاثة اخوة مع أخت لهم يعيشون في أسرة سعيدة ينمون كما تنمو الزهور لا يكدر عيشهم شيء في هذه الحياة ولا يظن والدهم بأن لهم أجمل من هذه النعمة العظيمة ولا سعادة أكبر من سعادة هؤلاء الأبناء.
كبر الأول وناهز سن البلوغ تعرف على رفقة السوء وبدأ يكتسب منهم العادات السيئة لاحظت الوالدة هذا السلوك الغريب على من ربته التربية الصالحة فقامت بتحذيره ولكن غرور المراهقة وعناد الشباب وقفا حائلاً دون الامتثال لتحذيرات أمه زاد بالاحتكاك معهم وبدأ باستخدام الدخان صاحب ذلك الأمر هبوط في مستواه الدراسي ورسوب دائم.
ثم بدأ يتأخر عن البيت لاحظ أبوه ذلك فهدده وحذره من التأخير لكنه لم يأبه لاحظوا عليه الانعزال وإغلاق حجرته والنوم لساعات طويلة وشحوباً في الوجه وذبولاً في الجسد وعدم الرغبة للطعام وكلما سألته أمه عن هذه الظواهر تهرب منها ويرد قائلاً: «ما فيني شيء»..
وفي صباح حزين دخلت والدته غرفته فرأته جثة هامدة وبجانبه إبرة فارغة «صرخت» وقالت: أيعقل أن ابني كان مدمناً؟ لقد مات الابن الأكبر بجرعة «هيروين» زائدة!!.
دفن الابن ووقف الوالد صافاً مع المعزين الذين تساءلوا عن سبب موت الابن و هو يجيب خجلاً عن قول الحقيقة فيقول «لقد وجدناه ميتاً على الفراش». وكان الأخ الثاني يحب أخاه الأكبر حبا جماً وكان كثير الاحتكاك به مما جعله - بعد أن انقضى حزنه على أخيه - أن يتعرف على أصدقاء أخيه.. وتنمو الصحبة وكان دائماً يراهم يتعاطون ويقدمون له ذلك ولكنه في بداية الأمر كان يرفض حتى أقنعوه ومن باب التجربة بدأ بسيجارة الحشيش.
وبدأ الانحدار في حياته انتبهت الأم «مبكراً» بكت وتوسلت إليه وذكرته بأخيه الأكبر وصرخت بوجهه «ارحموني فيما تبقى من حياتي وحياة أبيكم» لم يبال وكما وجدوا أخاه وجدوه جثة في أحد الشوارع متأثراً بجرعة حشيش!!!.
بعد دفنه أسرعوا بابنهم الأخير إلى أحد مجمعات التربية «كدار الملاحظة» ليقوموا بتربيته ولكنه هرب وكما فعل أخوه الثاني مع أصدقاء أخيهم الأكبر فعل هو..
وبالتدريج وجد في دورة المياه أيضاً جثة هامدة!!..
هذا ما يفعله أصدقاء السوء وأكثر.
* من كتاب قصص من الواقع
عمر الرشودي
|