* حوار - فهد الغريري:
تستضيف (شواطئ) اليوم سعد المدهش وهو «مدهش» حقا بما لديه من مواهب متعددة ونكتة حاضرة وخيال واسع.
اشتغل في التعليم وهو الآن كاتب مسرحي وممثل ويكتب «المونولوج» و «النكتة» وله كتب في هذا المجال.
أبو محمد عبر عن اعتزازه باستضافة «شواطئ» له لأنه من عشاقها وقد خصنا في هذا الحوار بالكثير من المفاجآت في أجوبة لم تخل من الطرافة وباللهجة العامية المحببة إليه..
* حدثنا عن بداياتك مع المسرح؟
- بدايتي كانت في ماليزيا حيث ذهبت هناك لتدريس اللغة العربية في الفترة 1405 - عام 1409هـ وقد أكون أول معلم سعودي يدخل المسرح في مدارس ماليزيا العربية أو ما يسمى «المعاهد الإسلامية» وهناك ليس لديهم شيء اسمه نشاط فأدخلت المسرح عن طريق الأنشطة المسائية وعملت مسرحيات باللغة العربية الفصحى يؤديها الماليزيون أنفسهم حتى أن مدير المدرسة وهو ماليزي اسمه «زين العابدين» قال لي هذه أول مرة أشاهد أبناء ماليزيا يؤدون مشاهد ومسرحيات.
ولما جئت هنا 1410هـ درست في ثانوية الملك فهد بالخرج حيث ألفت مسرحية وأخرجتها للطلاب كان اسمها «وسيلة ايضاح» والحمد لله لاقت نجاحا كبيرا وأكبر نجاح حققته هو ادخال حب المسرح في نفوس الطلاب وبيئة الشباب في الخرج حتى نادي السلمية في الخرج طلب مني أن أشارك في أنشطته، وفعلا قدمنا مسرحية كوميدية شارك فيها من الطلاب وافراد النادي وكان أسمها «مرجان والبلابل الثلاثة» ولاقت نجاحا كبيرا حتى أنها اصبحت هي حديث أهل الخرج لفترة طويلة من الزمن.
* بالتأكيد حصلت لك بعض المواقف الطريفة في ماليزيا فهل تذكر لنا شيئاً منها؟
- ماليزيا كلها مواقف طريفة! والسبب اني انتقلت من قرية إلى ماليزيا وتخيل واحد «قروي» لأول مرة يتعدى حدود المملكة إلى« أين؟ إلى ماليزيا وهي بلد متطور وراقي جداً في جميع النواحي! فأذكر أنه أول مرة قابلت الطلاب وعرفوا أني سأدرسهم سألوني عن عيد ميلادي وطبعاً أنا ما اعرف متى عيد ميلادي ولا اعرف هالسوالف فقلت لهم 18 اغسطس «عطيتهم أي تاريخ» وقاموا هم وسجلوه ومشت الشهور وما دريت يوم من الأيام جاي من العمل لقيت البيت معلقه عليه ورود وزينات و «هابي بيرثدي تو يو» وأنا قعدت أقول هذا بيتي ولا مهوب بيتي؟ فلما تأكدت من رقم البيت ودخلت جلست عشر دقائق إلا اذا الطلاب جايين كل واحد شايل معه هدية قلت لهم وش السالفة؟ قالوا اليوم عيد ميلادك اثر اليوم 18 اغسطس!
ومن المواقف اللي ما أنساها موقف حصل لي أول ماجيت ماليزيا طلعت من المطار ولقيت «تاكسي» «الدركسونات» عندهم يمين، وأنا أفتح باب الراكب واجلس مادريت إلا السواق جالس لو ما وخر عني كان طبيت في شليله! ولما امتلكت سيارة وبدأت في القيادة هناك دائماً أعكس الطريق ولكن الحمد لله «كانوا يدرون أني غشيم ويوخرون عني» يعني أنا «حست ماليزيا ذيك الأيام حوس» والمشكلة اني إذا رجعت للسعودية حست النظام فيها يعني ما تأقلمت لا هنا ولا هناك!
* نأخذ فاصل من مقطع شعري ساخر من عندك يا ابو محمد؟
- نعم وأنا أحب كثيرا توظيف الحيوانات في شعري الساخر ولذلك سوف أقول أبيات على لسان حمار ينصح ابنه الجحش والموقف هو كالتالي:
أتى الجحش لوالده الحمار وهو «متمركي» جاي تعبان من الشغل ومتوسد له «لبنة» وقاعد يخلل أسنانه بعود برسيم يابس فقال له الجحش: يبه متى أكبر واصير حمار مثلك؟ فقال له الحمار: تبي تعرف علوم «الحمير» ! اجلس انا أقول لك فقال له:
يا جحش خذ هذي نصيحة مجرب
عطني أذانك وانتبه لي وقرب
كان الردي يا جحش شرق فغرب
خلك حمار ولا تجي درب الانذال
خلك حمار واستمع شور راعيك
وخلك صبور يا جحش مثل أهاليك
* حدثنا عن موقعك «شهار» واسمك المستعار الذي اخترته «دحدوح»؟
- الحقيقة هو ليس موقعي فالذي فكر فيه بالبداية ابن اختي فهد المدهش الذي طلب مشاركتنا انا واخي عبدالعزيز وصديقي خالد المسعود ولما وجد التشجيع تكفل هو بالامور المادية والفنية فبدأنا نكتب وأخذت اسم «دحدوح» وهو اسم قديم في كتاب «الهجاء» على وقتنا كان يضرب به المثل في النكتة والسخرية والحمد لله صار فيه تواصل ونجاح للموقع وبعد ذلك التحقت بمنتديات «السبورات» ولكني تخليت عن «دحدوح» وسجلت باسمي الحقيقي ووجدت هناك عالم آخر شجعني أني اتخلى عن دور الضيف لأحجز لي مكان ثابت فيه كعضو دائم.
* ماذا لديك من أعمال مستقبلية تهديها للجمهور من خلال «شواطئ »؟
- أهديكم كتابي الجديد الذي سيخرج للنور قريباً إن شاء الله وسوف أهديه وهو مسودة «للجزيرة» و «شواطئ» التي تضفي البسمة والطرافة على القراء واعتقد انه مادة مناسبة للصفحة وهو منوع ويوجد فيه منولوجات اجتماعية وهي الفن الذي يشتكي الكثير من الفنانين غيابه عن المشهد الثقافي والفني السعودي.
ومن هنا جاءت الفكرة وبدأت في تنفيذها بالإضافة إلى باب اسمه «نكتة مرتدة» وهي نكت سريعة عبارة عن كلمة وتعليق طريف أغلبها من تأليفي بالاضافة إلى باب فيه مقالات ساخرة تدور كلها حول المصطلحات التي تستخدمها شرائح مختلفة من الناس في الكلام وفقا لطبيعة عملهم، ووظفتها في الخطبة ولك أن تتخيل ما هي المصطلحات التي يستخدمها «البنشري» إذا جاء يخطب فتاة من أهلها وماذا سيقول لوالدها وكذلك العسكري ولاعب الكرة والنجار والحداد والسباك وغيرها وهناك باب عن قصص «الشيبان الحارين» أو «الحمقيين».
ومن خلال «شواطئ» أعلن عن مسرحيتنا القادمة وهي مسرحية «سمر على سطح القمر» وهي كوميدية وسأدعها مفاجأة بدون ذكر تفاصيل ولكنها باختصار تقوم على مفارقة انعدام الجاذبية على سطح القمر وأثره على «السامري»!.
* موقف طريف حصل لك في التعليم؟
- بمناسبة أيام الاختبارات كان هناك بعض الطلاب يتأخرون عن الدخول فذهبت متسللا من خلف المبنى حتى أفاجئهم وكان فيه طاولات وكراسي مكسرة ولذلك فكان لابد أي معلم يأتي أن يتسلل بدون صوت حتى لا ينتبه الطلاب وبينما أنا أحاول العبور من بين الطاولات والكراسي «ما دريت إلا لوح وش كبره لازق في ظهري» والتفت عليه إلا المدير ونص اللوح في يده ونصه في الأرض مكسور طبعاً أبو عبدالعزيز كان «مامن شوف» ويلبس نظارات مدبولة، «كأنها جنوط كروم» وأنا قصير فتوقع أني أحد الطلاب وصار اللي صار!
* هل تذكر شيئا عن مواقفك الطريفة في الأعياد؟
- طبعاً كنا نلعب «بالشروخ» في العيد ولم يكن يستطيع شراءها طبعا إلا الكبار ونحن نتفرج عليهم ننتظر حتى إذا رموا الكبار «شرخ وماثوّر» نأخذه ونطلع البارود اللي فيه ونجيب «بلف لستك» ونولعه، وهذا اللي حصل في أحد الأعياد وكنت لابس ثوبي الجديد والطاقية الجديدة اللي من كبرها التفت وتبقى هي ثابتة فوق رأسي يعني آخر «كشخه»! ولما أخذت «الشرخ» الخربان فرحان فيه ووضعته في «مخباتي» الأمامية وجلست أنتظر شرخ ثاني أثر الأول ما طفا وما دريت إلا يوم انفجر ومن قوة الانفجار فكرت انه بيعد ولكني انتبهت «لمخباتي» اللي طارت «بخياطها» وصدري طالع وبدأت أحس بالألم وصار عيدي هذاك ما أتمناه لعدو ولا صديق، علماً بأني ما همني الألم بقدر ما «ضاق صدري» على الثوب الجديد ومع ذلك كله لم أسلم من عقوبة الأهل!