Friday 20th june,2003 11222العدد الجمعة 20 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مهندس حماس الأكبر بعد استشهاد يحيى عياش مهندس حماس الأكبر بعد استشهاد يحيى عياش
تفاصيل أكبر ملف أمني في تاريخ الدولة العبرية

  * رام الله - نائل نخلة:
نشرت النيابة العسكرية الصهيونية في المحكمة العسكري في بيت ايل قرب رام الله بنود أكبر ملف أمني في تاريخ الدولة اليهودية لأحد مهندسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
واتهمت النيابة العسكرية المهندس عبد الله البرغوثي، 32 عاما، من بلدة بيت ريما شمال مدينة رام الله بالوقوف خلف سلسلة عمليات استشهادية أدت الى مقتل 66 صهيونيا وجرح 500 آخرين.
وتعتبر اجهزة الامن الصهيونية المهندس البرغوثي أحد أهم مهندسي الجناح العسري لحركة حماس بعد اغتيال المهندس الأول للحركة يحيى عياش الذي قضى في حادث اغتيال مدبر عن طريق تفجير هاتفه الخلوي عام 1996.
وكانت وحدة صهيونية اعتقلت البرغوثي في الخامس من شهر مارس الماضي من أمام بلدية البيرة في عملية وصفتها الأجهزة الأمنية الصهيونية في حينها بالمهمة جدا.
وبحسب لائحة الاتهام فقد تخفى البرغوثي العائد من الكويت عام 96 مع عائلته انه كان يحمل هوية مزيفة وأجرى تغيرات على ملامح وجهه، حيث كان ينتحل هويتين على الأقل وهما على اسم عرفات البرغوثي وأخرى باسم أشرف الأحمد.
وتبين لائحة الاتهام ان البرغوثي كان خبيرا في اعداد العبوات الناسفة وانه صنع كميات كبيرة منها استخدمت في عمليات دامية مثل عملية مقهى مومنت في القدس الغربية نفذها الاستشهادي فؤاد الحوراني من مخيم العروب في التاسع من أذار لعام 2002 والتي أسفرت عن مصرع 11 صهيونيا وجرح 65 آخرين وعملية مقهى شفيلد كلاب في ريشون لتسيون قرب تل أبيب بتاريخ 2002/5/7 وقتل فيها 15 صهيونيا وجرح 59 آخرين وعملية الجامعة العبرية بتاريخ 32002/7/1 والتي أسفرت عن مصرع 9 وجرح 140 بالاضافة الى عملية مطعم سباروا للبيتزا في شارع يافا بالقدس بتاريخ 2001/8/9 وقتل فيها 15 صهيونيا وجرح 46 آخرين وعملية شارع بن يهودا في 1/12/2001 والتي نفذها الشهيدان اسامة بحر ونبيل حلبية واسفرت عن مقتل 11 صهيونيا وجرح 109 آخرين.
ويتضح من لائحة الاتهام ان البرغوثي كشف عن هوية منفذ عملية ريشون لتسيون قرب تل أبيب والذي يحمل اسم جميل احمد معمر وعلى ما يبدو انه من الاردن.
وتوضح لائحة الاتهام ان أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي طلب في مرحلة من المراحل من المهندس اعداد عبوتين ناسفتين لاستخدامهما عند اجتياح القوات الصهيونية لمدينة رام الله .
وتذكر لائحة الاتهام ان الاسير البرغوثي كان بارعاً بشكل كبير في انتاج العبوات الناسفة ويمتلك امكانيات فذة في الاختفاء وابتكار أساليب جديدة في التمويه.
فعملية مطعم سبارو تم وضع العبوة داخل جيتاره حملها الاستشهادي ولم تكن حزاما ناسفا كما هي العادة، وكذلك عملية الجامعة العبرية نفذت عن طريق هاتف خليوي، كما صنع عبوة ناسفة ربط بمغناطيس لالصاقها في أسفل صهريج وقود لتفجير محطة الوقود الرئيسية في تل أبيب، كما صنع عبوة ناسفة صغيرة ووضعها داخل علبة خمرة للتمويه، وكذلك اخفاء عبوة ناسفة داخل كمبيوتر مفخخا أعده المهندس كما حدث في العملية المزدوجة لكل من نبيل حلبيه وأسامه بحر من أبو ديس وفي عملية المقهى قرب تل ابيب حمل الفدائي حزاما ناسفا وعبوة ناسفة داخل حقيبة.
وتقول لائحة الاتهام ان البرغوثي أعد جيشا من المهندسين تابعا لحركة حماس، حيث قام بتدريب هؤلاء على طرق انتاج المواد الناسفة والأحزمة وتمت هذه التدريبات داخل شقق متعددة في مدينة رام الله ونابلس شمال الضفة الغربية، كما أعد اسطوانات كانت ترشد الى كيفية استخدام وصناعة هذه المواد الفتاكة التي تسمى «أم العبد».
وتشير لائحة الاتهام انه وفي بداية شهر ايار من العام 2001 طلب بلال البرغوثي من المهندس ان ينضم الى صفوف كتائب القسام، وقام بعدها بلال بترتيب لقاء مع مسؤول كبير في كتائب القسام هو الشهيد أيمن حلاوة من مدينة نابلس والذي اغتالته القوات الصهيونية بتفجير سيارته.
وبعد فترة وجيزة التقى المهندس مع مسؤول كتائب القسام في منطقة رام الله وهو المطارد ابراهيم حامد والملقب «صلاح 1» وهو من بلدة سلواد ووافق على العمل تحت امرته.
واعطي المهندس لقب كامل واستمرت الاتصالات بين الاثنين من خلال النقاط الميتة أو الرسل وكان اهم حلقة وصل بينهما هو سيد عبد الكريم شيخ قاسم الملقب «صلاح 2» وقد نقل للمهندس خلال العمل مبلغ 117 ألف دولار لتمويل العمل العسكري في حماس.
وقد عمل المهندس على انتاج العبوات الناسفة وانتاج مواد سامة من البطاطا نفسها بالاضافة الى انتاج صواعق.
أقام البرغوثي معملا خاصا بالتصنيع العسكري في أحد المخازن في بلدة بيت ريما، وفي شهر حزيران عام 2001 صنع عبوتين واحدة سلمها الى أيمن حلاوة والأخرى سلمها الى بلال البرغوثي.
وفي شهر تموز من نفس العام التقى المهندس مع أيمن حلاوة في نابلس وطلب منه الأخير ان يجد شخصا لادخال استشهادي الى داخل الدولة العبرية.
وبناء على طلب حلاوة توجه المهندس الى بلال البرغوثي وقام الأخير بتجنيد محمد وائل دغلس الطالب في جامعة بيرزيت الذي بدوره جند زميلته بالجامعة أحلام التميمي من رام الله لتنفيذ هذه المهمة.
أخبر المهندس حلاوة بالأمر لكن الأخير طلب منهم ان يفصحوا الخلية من خلال ادخال عبوة صغيرة الى الخط الأخضر لتفجيرها في أحد المواقع، وبالفعل في شهر تموز من نفس العام قامت أحلام التميمي بجولة في القدس الغربية من أجل العثور على مكان مناسب وقد زارت أحلام لهذا الغرض سوبرماركت في مركز تجاري ضخم بالمدينة وفي التالي التقت التميمي مع دغلس وأخبرته بالأمر.
قام بلال باخبار المهندس بالأمر وطلب منه ان يصنع عبوة على شكل علبة عصير إلا ان الأخير صنعها على شكل علبة بيرا وسلمت الى احلام في الثلاثين من شهر تموز.
في نفس اليوم توجهت أحلام الى الموقع المحدد وفي حقيبتها العبوة وفي الداخل وضعتها على رف عبوات العصير وعند الساعة الواحدة انفجرت العبوة وأسفرت عن الحاق أضرار دون اصابات.
بعد عملية السوبر ماركت طلب المهندس من حلاوة ارسال عبوة كبيرة والاستشهادي وفي بداية شهر 8 من نفس العام تلقى المهندس من حلاوة عبر رسول عبوة كبيرة وبناء على اقتراح الذي أحضر القيثارة قام المهندس بتفخيخها بالعبوة ووضعها داخل حقيبتها ووضع داخلها براغي لزيادة الاصابات ثم ربط جهاز التشغيل بها وأخرج المفتاح من الجيتاره حتى يتمكن الاستشهادي من تفجيرها دون اخراج الجيتارة من الحقيبة.
اتصل المهندس على حلاوة وأخبره ان العبوة جاهزة وطلب منه ان يرسل الاستشهادي وبعد عدة أيام وصل المنفذ وهو عز الدين المصري من مدينة نابلس وقد التقاه بلال مع دغلس في رام الله ولاحقا سلم المهندس الجيتاره الى بلال وطلب تسليمها الى المنفذ.
في 2001/8/8 وحسب أوامر دغلس خرجت احلام في جولة الى القدس لتحديد الهدف وخلال جولة قصيرة اقتنعت انه بالامكان اخراج الاستشهادي من رام الله الى القدس وتنفيذ العملية وفي نفس اليوم أرشد بلال المنفذ كيف يستخدم العبوة.
في اليوم التالي قام دغلس بترتيب لقاء مع أحلام ثم خرجا معا لتنفيذ العملية، في القدس طلبت أحلام من المصري وضع الجيتارة على كتفه وأرشدته حتى مفترق الملك جورج -شارع يافا الذي يعج بالصهاينة وطلبت منه ان يفجر نفسه في المفترق لقتل عدد أكبر منهم وبامكانه ان يحدد هدفا آخر اذا قرر هو ذلك.
لكن المصري دخل مطعم سباروا للبيتزا الواقع على المفترق وفجر الجيتارة هناك حيث قتل 16 صهيونيا.
كما جاء في لائحة الاتهام ان المهندس وبناء على طلب من حلاوة شراء سلاح من نوع عوزي، فاتصل المهندس على أحمد البرغوثي الملقب بالفرنسي وهو مرافق مروان البرغوثي وقام الأخير بتعريف المهندس على مهند أبو حلاوة أحد عناصر القوة 17 حيث اشترى منه السلاح المطلوب وبندقية أمريكية من طراز MP5 ورشاش كلاشنكوف وكميات من الرصاص.
وفي اطار تدريب عناصر من حماس على صنع متفجرات فقد اشارت اللائحة الى ان المهندس قام بتدريب سيد عبد الكريم شيخ قاسم الملقب «صلاح 2» والذي كان حلقة الوصل بينه وبين ابراهيم حامد ودربه على انتاج مادة «أم العبد» شديدة الانفجار وصواعق وأجهزة التفجير وصنع العبوات الناسفة.
كما درب في شهر 11 من العام 2001 في شقة برام الله مراد خليل عميرة من بلدة نعلين غربي رام الله الذي أحضره صلاح 2 وقد دربه على انتاج دوائر كهربائية لتفجير العبوات وكيفية تركيب العبوات واستخدام أسلحة آلية.
كما درب محمد حسن عرمان الملقب أبو معاذ من خربة بني حارث قرب رام الله على انتاج العبوات وكان الأخير حلقة وصل بين الجهاز العسكري لحماس في رام الله وبين رئيس خلية سوان وائل حمود قاسم أبو سعد والتي تنسبة الدولة العبرية لهذه الخلية تنفيذ أربع عمليات دامية .وتورد لائحة الاتهام انه في شهر تموز من عام 2002 التقى المهندس مع صلاح 2 وأخبره الأخير ان حامد «صلاح1» يريد منه صنع عبوة ناسفة ووضعها داخل حقيبة وقد وافق المهندس وقام بصناعتها ووضعها داخل حقيبة سوداء واضاف اليها ثلاث علب متفجرات لزيادة قوتها وبناء على طلب حامد تم ربط العبوة بجهاز خلوي لتفجيرها وبعد ان سلمها لصلاح 2 نقلها الى صلاح 1 والذي يلقب أيضا بالشيخ.
توجه صلاح 1 الى محمد عرمان وطلب منه العثور على موقع مناسب في القدس لتنفيذ عملية وقد توجه الأخير الى رئيس الخلية وائل قاسم وطلب منه العثور على هدف وبعد عدة ايام اخبر قاسم انه عثر على المكان وتم اخبار صلاح 1 بالأمر.
ومن أجل تنفيذ الهجوم سلم حامد العبوة لعرمان وقام الأخير برفقة وليد انجاص بالتوجه الى بيت اكسا جنوب رام الله لمقابلة أبو سعد وتسليمه اياها وخلال اللقاء سلمت العبوة اليه وكانت مربوطه بجهاز خليوي وفي 28 تموز قام أبو سعد مع محمد عودة بنقل العبوة الى القدس وادخلوها الى الجامعة العبرية ووضعت بعد ذلك داخل الكافتيريا بعد ذلك حاول الاثنان تشغيلها لكنها لم تنفجر فقام عودة باخراجها مرة أخرى والعودة بها الى عرمان في بيت اكسا في يوم 29/7، عاد بها عرمان الى قريته خربثا بني حارث وقام باصلاح عطل في الدائرة الكهربائية وفي 30 من نفس الشهر التقى مرة أخرى عرمان مع ابو سعد في بيت اكسا وسلموه العبوة.
وفي نفس الليلة قاموا بادخالها الى الجامعة وفي اليوم الثاني نقلها عودة الى الكافتيريا مرة أخرى وبعد رجوعه قام الاثنان بالاتصال بالهاتف الخليوي مما أدى الى انفجارها ومقتل سبعة صهاينة وجرح العشرات منهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved