* بغداد - واشنطن - الوكالات:
قال الجيش الامريكي أمس الخميس ان قذيفة مورتر سقطت على قاعدة عسكرية أمريكية في بلدة سامراء شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل عراقي واصابة 12.
وقال متحدث ان مركز العمليات المدنية والعسكرية الامريكي بالبلدة أصيب بقذيفة عيار 82 ملليمترا اثناء الليل، وهذه أحدث حلقة في سلسلة هجمات تستهدف القوات الامريكية في المنطقة.
وقال المتحدث ان جنودا من فرقة المشاة الامريكية الرابعة سمعوا ثلاثة انفجارات اثناء الليل واتصلوا بالشرطة العراقية التي عثرت على الضحايا.
وأضاف المتحدث لم يتمكن الجنود من الرد أو العثور على المهاجمين.
وقالت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» أمس ان 16 جنديا أمريكيا قتلوا في هجمات في العراق منذ بداية مايو/ ايار، وقتل 36 آخرون في حوادث عارضة.
وتركزت الهجمات في بغداد ومنطقتين قريبتين الى الغرب حول الفلوجة والرمادي والى الشمال في بلدات بلد وبعقوبة وتكريت مسقط رأس صدام. وتقع سامراء على بعد نحو 120 كيلومترا شمالي بغداد بين بلدتي بلد وتكريت اللتين يسودهما التوتر. ورغم اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش انتصار القوات الامريكية في الحرب على العراق منذ سبعة أسابيع تواجه القوات الامريكية مأزقا حادا يتمثل في تصاعد عمليات المقاومة العراقية التي أدت الى مقتل أكثر من خمسين جنديا أمريكيا في مناطق عديدة بالعراق.
وأعرب محللون استراتيجيون مثل فريد كابلان عن اعتقادهم بأن البنتاجون بات يخشى استمرار هجمات المقاومة العراقية لفترة طويلة وتحولها الى حرب استنزاف ولا سيما في ظل تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الامريكية سواء على يد القناصة العراقيين أو خلال المواجهات المسلحة خلال العمليات التي تشنها القوات الامريكية على مواقع المقاومة خارج بغداد.
وقال كابلان ان الاشكالية تقع في عدم استعداد القوات الامريكية لمواجهة مرحلة ما بعد الحرب العراقية بشكل كاف والتي تتسم بتحديات هائلة متزامنة مع خطط اعادة الاستقرار والاعمار بتلك الدولة التي انهكتها الحروب طيلة السنوات العشرين الماضية.
وأضاف ان فقدان الحاجات الضرورية للمعيشة كالمياه والكهرباء والبنية التحتية والبطالة تغذي عمليات المقاومة ضد القوات الامريكية التي أضافت الى طابور العاطلين الاف الاشخاص بعد حل الجيش ووزارة الاعلام بالعراق.
وأكد ان فشل خبراء الاستراتيجية العسكرية في التوقع بالأوضاع السائدة في مرحلة ما بعد الحرب يكمن وراء المأزق الحالي الذي تواجههه القوات الامريكية بالعراق.
وقال محللون عسكريون أمريكيون مثل الجنرال المتقاعد هوبا فاس دي سايجا إن الاشكالية تكمن في ان المناورات والتدريبات العسكرية تنتهي بمجرد الانتصار على الاعداء ولا تتضمن اجراءات للتعامل مع الاوضاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وأشار دي سايجا الذي ألف العديد من الكتب عن الاستراتيجية العسكرية الى أن الحرب لا يجب ان تنتهي بمجرد دحر الاعداء بل يقاس الانجاز بمدى تحقيقها للاهداف الاستراتيجية التي دعت الى شن تلك الحرب.
وأكد ان جنرالات البنتاجون قللوا من التحديات التي ستواجهها القوات الامريكية في مرحلة ما بعد صدام حسين مشيراً الى ان البنتاجون لم يستوعب دروس الدول التي استسلمت في الحرب العالمية الثانية.
وأوضح ان البنتاجون لم يمول اية دراسات تتعلق بكيفية التعامل مع الأوضاع في الدولة التي تستسلم في الحرب والتوقيت الذي يمكن فيه اصدار اعلان بانهاء الحرب.
وقال محللون استراتيجيون غربيون مثل ستان كروك إن التحدي الأول الذي يواجه الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد صدام حسين يتمثل في توفير المزيد من القوات سواء الامريكية أو الدولية لحفظ الأمن في اعقاب حملات النهب المنظمة التي انتشرت بالعراق بعد سقوط النظام العراقي.
وأشار الى ان القوات الحالية المنتشرة بالعراق والتي يبلغ قوامها 130 ألف جندي غير كافية للحفاظ على الأمن مطالبا الادارة الامريكية بسرعة ارسال حوالي 30 الف جندي اضافي لحفظ الأمن رغم حالة الاستنفار الامني المعلنة بالولايات الامريكية خشية حدوث هجمات إرهابية. وأوضح خبراء استراتيجيون امريكيون ان الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل مسئولية الحفاظ على الامن بالعراق فقط بل ينبغي عليها سرعة انهاء المفاوضات مع العديد من الدول كبريطانيا وبولندا واسبانيا والهند وباكستان لارسال قوات للمشاركة في حفظ الامن بالعراق.
وأكد ستان كروك ان البنتاجون يحتاج الى نشر المزيد من قوات حفظ السلام بالعراق للحيلولة دون اندلاع اية مواجهات مسلحة بين الجماعات العرقية العراقية مشيرا الى ان عدد القوات التي تتطلبها عملية حفظ السلام بالعراق لا ينبغي ان تقل عن 250 ألف جندي كما حدث في حالة كوسوفو والبوسنة والهرسك.
|