* بغداد أ ف ب:
صادرت القوات الأمريكية المسبح الأولمبي العراقي المغلق الوحيد وحولته إلى ناد ترفيهي لجنودها ما دفع بالسباحين العراقيين إلى بدء التدريب في مياه نهر دجلة للمحافظة على لياقتهم البدنية لتمثيل بلادهم في البطولات الدولية المقبلة.
ويقول مدرب المنتخب العراقي للسباحة وعضو الاتحاد فيصل سيد جعفر لوكالة «فرانس برس» إنه «ما إن وضعت الحرب أوزارها حتى سادت عمليات نهب وسرقة في كافة المنشآت الرياضية في العراق ما حدا بنا إلى التوجه إلى القاعة الداخلية للمسبح الأولمبي الوحيد في العراق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستئناف التدريبات استعدادا لبطولة العالم في برشلونة في تموز/يوليو واولمبياد اثينا عام 2004». وأضاف: «لكن المشكلة أنه وبعد ثلاثة أسابيع من أعمال التنظيف والصيانة التي قام بها العشرات من المدربين واللاعبين جاء مسؤولون من الجيش الأمريكي وطردونا من القاعة وطلبوا منا عدم المجيء إلى هذا المكان في المستقبل».
وأوضح سيد جعفر «جميع تدخلات المسؤولين في الرياضة العراقية مع الأمريكيين لم تجد نفعا ما دفعنا إلى تدريب جميع أعضاء المنتخب في نهر دجلة وفي ظروف لا تتناسب مع القياسات الدولية».
وتابع: «التدريب في النهر يختلف اختلافا كبيرا عن التدريب في قاعة مغلقة مخصصة لهذا الغرض، ففي النهر لا يوجد حائط لكي يتمكن السباح من استعماله للاستدارة كما أنه لا يمكننا رؤية حركات السباح لكي نصححها لأن المياه غير صافية فضلا عن استحالة استخدام الأجهزة والمعدات المساعدة كذلك اختلاف ضغط الماء على الجسم».
وختم «لهذا فضل الكثير من سباحي المنتخب عدم حضور الوحدات التدريبية في النهر لأنهم بدأوا يشعرون أنهم يهدرون وقتهم».
في المقابل، يقول السيرجنت بيلي تيري من فرقة المشاة الأمريكية السابعة والعشرين لوكالة «فرانس برس» أيضا إنه «لا يعرف من اتخذ هذا القرار». وأضاف: «تلقيت هذه الأوامر وأنا لست سعيدا بها وكل ما أعرفه أن المنتخب الأولمبي العراقي له الحق في استعماله من الساعة السادسة حتى الثامنة صباحا».
وعلق المدرب العراقي على الأمر قائلا «هذا قرار مجحف لأن معظم لاعبي المنتخب طلاب جامعات، فكيف سيتمكنون من الذهاب في مثل هذا التوقيت المبكر جدا إلى التدريب».
ومضى قائلاً: «يحتاج السباحون إلى فترتين تدريبيتين صباحية ومسائية تمتد كل واحدة منها إلى ثلاث ساعات، منها ساعة لتدريب اللياقة البدنية قبل الدخول إلى المسبح فكيف يمكننا إنجاز كل ذلك خلال ساعتين، إنه حقا كلام فارغ».
ويوضح «حرم القرار خمس فئات عمرية من السباحين الأشبال والناشئين والفتيان والشباب والمتقدمين من التدريب إضافة إلى مدارس تدريب السباحة التي تمتلكها جميع النوادي الرياضية العراقية وفرق الغطس وكرة ماء وتدريبات المسافات الطويلة».
ودعا سيد جعفر اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للسباحة إلى التدخل لدى الحكومة الأمريكية «من أجل خروج جيشها من جميع المرافق الرياضية في العراق كالمسبح الأولمبي واستاد الشعب الدولي الذي يتسع لخمسين ألف متفرج وقاعة صدام للألعاب الداخلية وغيرها من المرافق».
من جهة أخرى، قال عمر فيصل أحد أفراد منتخب العراق للشباب «الجنود الأمريكيون يستخدمون المسبح المغلق الوحيد في العراق كناد ترفيهي على حسابنا ونحن أصبحنا غرباء في بلادنا».
وأوضح «هذا القرار مجحف لأن هذا المسبح هو بيتنا الثاني كنا نتدرب ونجتمع فيه ونحتفل فيه ومقر اتحادنا فيه لذلك فنحن بحق نأسف لما آلت إليه ظروفنا نحن السباحين».
|