* طهران واشنطن باريس الوكالات:
تواصلت التظاهرات الإيرانية لكن في غير محيط جامعة طهران بل في جزء آخر بالمدينة وتابعت أمريكا التي تشجع علنا هذه التظاهرات ممارسة ضغوطها على طهران حيث قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تسعى إيران إلى تطوير أسلحة نووية داعيا الأسرة الدولية إلى التحرك ضدها. وفي الشأن الإيراني أيضا هناك وعود فرنسية بالإفراج عن زعيمة مجاهدي خلق مريم رجوي اليوم الجمعة.
ففي طهران نزل آلاف الإيرانيين بسياراتهم إلى الشوارع ليل الاربعاء الخميس ولكن هذه المرة في حي آخر من أحياء العاصمة. وتوجه المتظاهرون إلى حي طهران بارس الشعبي في طهران الذي وضع تحت حماية أمنية مشددة، مشكلين تظاهرة من الحجم الذي كانت عليه التظاهرات الكبيرة في الأيام الأخيرة، وسمعت اصوات تكسير على الطرقات ما يشهد على وجود مصادمات مع رجال الشرطة. وتمركزت عناصر من شرطة مكافحة الشغب ومن الميليشيا التابعة للنظام (الباسيدج) في بعض النقاط في شارع طهران بارس التي كانت شهدت تجمعات في الليالي الماضية.
وتسببت السيارات بزحمة سير خانقة وخصوصا ان ركابها الذين أطلقوا العنان لمنبهاتها في إشارة احتجاج فضلوا بمعظمهم هذه المرة عدم الترجل لعدم تعريض أنفسهم للاعتقالات أو لعمليات انتقامية من رجال المليشيات.
وتوزعت عناصر الباسيدج بين السيارات لإبراز تواجدها، وأقفلت قوات الأمن بعض الشوارع ومنعت الدخول إليها.
وكانت حركة الاحتجاجات مقتصرة حتى الآن على المدينة الجامعية التي شهدت في العاشر من حزيران/يونيو أول تظاهرة احتجاج سياسي منذ عدة شهور.
وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي دافع يوم الاربعاء عن حق الاحتجاج ودان أعمال العنف سواء كانت من فعل المتظاهرين أو المتطرفين، مخففا في الوقت نفسه من حجم حركة التظاهرات الحالية في البلاد. ومن جانب آخر، أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما إيران تصنع أسلحة نووية، على حد قوله، وناشد سائر دول العالم أن تتخذ نفس الموقف. وقال بوش في تصريحات بالبيت الأبيض «يجب أن توحد الجماعة الدولية موقفها بحيث توضح بجلاء لإيران أننا لن نتهاون في أمر صنع سلاح نووي في إيران».
وسيجتمع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المختصة بمراقبة التسلح النووي بالأمم المتحدة في فيينا في الأسبوع الجاري لمناقشة تقرير حديث لمفتشيها عن البرنامج النووي الإيراني. وعبر المسؤولون الأمريكيون عن زعمهم أن إيران تستخدم البرنامج لصنع أسلحة نووية، ونفت إيران ذلك قائلة إن البرنامج يهدف فحسب إلى تلبية احتياجاتها من الطاقة.
وفي فرنسا صرح أحد المتحدثين باسم حركة مجاهدي خلق بهزاد ناظري أمس الخميس أن ممثلا لوزير الداخلية الفرنسي وعد بالإفراج اليوم الجمعة عن مريم رجوي زوجة زعيم كبرى حركات المعارضة للنظام الإيراني.
وقد تجمع حوالي مئة شخص من أعضاء الحركة ومؤيديها الذين جاؤوا من مختلف الدول الأوروبية ليل الاربعاء الخميس بهدوء أمام مقر الحركة في الضاحية الشمالية الغربية لباريس الذي طوقته الشرطة، مؤكدين أنهم ينتظرون إعادة فتحه والإفراج عن رجوي. وكانت مريم رجوي اعتقلت مع أكثر من 150 شخصا الاربعاء في ضاحية باريس اوفير-سور-واز حيث مقر الحركة، في إطار عملية واسعة النطاق ضد مجاهدي خلق التي تشتبه السلطات الفرنسية بأنها
«تخطط لعمليات إرهابية».
| 
