ابن غيثار هذا رجل يسكن كما سمعت في منطقة الرأي في تلك المنطقة وهو قديم وهذا الرجل يقال: إنه حكيم عند هذا الرحل حماران ويربطهما في مزرعته دائما بجوار مزرعة جاره فإذا جاء بعض الاحيان وإذا أحد الحمارين قد انفلت من الرباط وذهب الى مزرعة جاره وأكل وأفسد ما حوله من المزرعة حتى ان الجار أخذ يغضب لماذا ابن غيثار يترك هذا الحمار طليقا يسرح ويمرح وفي أحد الايام كعادته انفلت رباط الحمار وذهب الى مزرعة الجار وأفسد الشيء الكثير مما جعل الجار يمسك بالحمار ويأتي به الى صاحبه ابن غيثار ويسلمه اياه فقال ابن غيثار للجار وهو ممسك بالحمار أمام الحمار الآخر المربوط أمسك الحمار ثم ذهب وجاء بعصا غليظة وأخذ يضرب الحمار والجار يصيح ويقول يا ابن غيثار هذا الذي أكل الزرع هذا الحمار المطلق (المنطلق) أما هذا فلا ذنب عليه فهو مربوط ولم يعمل شيئا وابن غيثار يضرب الحمار المربوط بقوة ويقول أنا أعرف (حمير ابن غيثار المربوط أخبث من المطلق) ولما فرغ من ضرب المربوط عاد للحمار المطلق من الحبل ،وأخذ يضربه ثم ربطه وهو يقول المربوط اخبث من المطلق أي أن المربوط هو الذي تسبب في اطلاق الحمار فهو خبيث ولو أنه مربوط ولم يذهب الى المزرعة فهو يضرب بخبث بعض الناس، ولو لم يظهر عليه الخبث ولو يتظاهر بالطيبة والمسكنة ولم يبد حقداً أو عملا خبيثا إلا انه قد يكون أخبث من الذي يظهر بعض السلوكيات فالساكت قد يكون أخبث من المتكلم وهكذا.
تنبيه
قلت: إن صاحب المثل كما سمعت من أهالي السر وذلك في كتابي قصة مثل الجزء الثاني، ولكن اتصل بي هاتفيا قبل أيام الاستاذ صالح بن غيثار من الرياض مفيداً بأن المثل وقصته حصلت لجده (صالح بن غيثار) قبل أكثر من 70 سنة حينما كان فلاحا في مزرعته (العجيبة) في مدينة بريدة التي أصبحت حيا من أحياء مدينة بريدة وقال: الأستاذ صالح بن غيثار بأن والده سكن مدينة الرس وذلك قبل عام 1380هـ حينما كانت توجد المدرسة العسكرية في مدينة الرس وكان والده علي يعمل فيها ونحن نشكر الأستاذ صالح بن غيثار على هذا الإيضاح ونرجع الحق إلى أصحابه والله من وراء القصد.
* الرس
|