Thursday 19th june,2003 11221العدد الخميس 19 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اعترف به العلم الحديث مؤخراً اعترف به العلم الحديث مؤخراً
الختان.. هدي السُّنة لصحة الإنسان

ختان الذكور.. سنة بدأت منذ عهد سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء، وتأكدت بعده في ذريته من الرسل الذين اختتنوا ودعوا أقوامهم إلى الختان تحقيقاً لطهارة البدن والوقاية من الأمراض وغيرها من الفوائد الصحية والنفسية التي تكشفت تباعاً أمام العلم الحديث، فاعترف بأهمية الختان، ودعا إليه، حتى ان كثيراً من الأمم غير المسلمة وأهل الذمة عادوا إلى هذه السنة بعد أن علموا ما فيها من فوائد وهو ما يؤكد أن الختان من الفطرة السليمة..
لكن ما الختان؟ وكيف يتم؟، وما فوائده؟، هذا ما نطرحه على اثنين من أطباء الأطفال بمستشفى الحمادي بالرياض
النظافة في الختان
في البداية يعرف الدكتور محمد شعيب اليافي، طبيب المواليد والخدج بمستشفى الحمادي بالرياض ختان الذكور كعملية بأنه قطع القلفة، وهي قطعة الجلد المحيطة بالحشفة، مؤكداً أنه بقطعها تتحقق الطهارة أكثر، والختان أطيب للنكاح إذا ما بلغ الإنسان، كما أنه أقرب للنظافة بعد التبول، فبدون الختان تبقى النجاسة، ولا تكتمل الطهارة، وليس أدل على أهمية الختان للصحة والطهارة من أن الرسول عليه الصلاة والسلام ولد مختوناً مسروراً أي مقطوع السرة، وهذا من كمال الخلق له، فلم تتكشف عورته لغير زوجاته أمهات المؤمنين، وهو ما يفند أباطيل الأصوات الضالة التي تظهر بين الفينة والفينة تنتقد الختان، وهذه الأصوات تأتي من نفوس مريضة، أفسدت فطرتهم بذنوبهم، ففسد حكمهم ومنطقهم، وزاغت بهم الأبصار بغيها، ويستحسن في ختان الذكور والكلام للدكتور شعيب، قص القلفة المحيطة بالحشفة حتى تنكشف الحشفة، والوجوب على الذكر أكثر من الأنثى.
وحول أنسب أوقات الختان وطرقه يقول د. شعيب لا ينصح الختان في اليوم الأول بعد الولادة، وبعده ممكن، ويفضل في اليوم السابع فما بعد، إلا إذا كان المولود صغيراً فيستحسن الانتظار بعض الشيء حتى يكبر وينمو قليلاً.
وعن فوائد الختان من الناحية الطبية يقول د. اليافي، تعددت الدراسات الطبية التي تبين فوائد الختان، والتي أثبتت انخفاض نسبة السرطان كثيراً عند الذكر، أو سرطان عنق الرحم عند الأنثى المتزوجة منه، كذلك انخفاض نسبة الالتهابات المهبلية عند المتزوجات من مختونين طاهرين وهو ما يؤكد أن الختان أطيب للنفس وأزكى للبدن.
وطرق الختان كثيرة، وكلها من حيث المضمون واحدة، وهي إزالة القلفة وهي قطعة الجلد المحيطة بالحشفة، وقديماً كانوا يقطعونها بحديدة تشبه الموس، وتترك حواف الجرح حتى تلتحم وتندمل مع بعضها وذلك يتم عادة خلال سبعة إلى عشرة أيام، ويخشى بهذه الطريقة من حصول بعض النزف، لكن الختان الماهر يقوم بها وهو ضاغط على حواف الجرح مانعاً للنزف، ومع التطور العلمي أصبح يتم استخدام بعض المراهم المضادة للعفونة، والطريقة الجراحية ليست بعيدة عن ذلك، فالجراح يتأكد بتحليل الدم من سلامة نسبة عوامل التخثر قبل الجراحة ويضيف غرزاً على طرفي الجرح لضمان اقتراب الحواف من بعضها وضامناً لقلة النزف أيضاً.
وتطورت الأمور أكثر فأصبحوا يضعون ما يشبه الخاتم قبل القطع، لضمان تلاصق الحواف أكثر، وضمان عدم النزف أكثر وهي أكثر حداثة من غيرها، ومستشفى الحمادي بالرياض به أحدث الأجهزة، ويعتني بتحليل الدم قبل الختان، وإذا صلحت البداية سلمت النهاية.
ويحذر د. شعيب من أن بعض الحالات عند بعض المواليد الذين لديهم بعض التشوه في مجرى البول أو ما يسمى بالإحليل التحتي أو الفوقي، وهنا لا بد من إجراء عملية الختان في المستشفى وذلك لإجراء الجراحة التجميلية مع الختان لتصحيح شكل العضو وإعادة وظيفته ما أمكن.
دراسة إحصائية
من ناحية أخرى يوضح د. عمار اليوسف إخصائي أول أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض أنه بعد مئات السنين يكتشف العالم من خلال دراسات وإحصائيات كثيرة فوائد هذا الختان في أمور شتى، لذلك فقد أصبح يجرى على نطاق واسع من العالم، ولم يعد يقتصر فقط على العالم الإسلامي ويفضل أن يتم الختان عادة مابين عمر أسبوع و40 يوماً من الولادة، وتجرى عادة اختبارات تجلط الدم والتأكد من سلامتها أولاً قبل البدء بالختان، كما يجب معاينة الأعضاء الذكرية من قبل الطبيب لنفي وجود بعض الحالات المرضية والتشوهات الخلقية التي قد تمنع من إجراء الختان مثل حالات الإحليل التحتي.
ويضيف د. اليوسف: وتُبذل جهود كبيرة في الختان الجراحي لتخفيف شدة الألم المرافق له من خلال بعض المعالجات والتخدير الموضعي، ولكن مع ذلك يظل الختان بالطريقة الجراحية راضا ومؤلما، ويستغرق فترة زمنية أطول.
لذلك فإن الختان بطريقة الحلقة البلاستيكية أفضل، وهذا ما تؤكده دراسة إحصائية كبيرة أجريت في مستشفى الملك فيصل التخصصي خلال السنتين الماضيتين على 2100 مولود ذكر تم ختانهم بتلك الطريقة قبل تخريجهم من المستشفى، ولاحظوا أن استعمال الحلقة يقصر مدة التوتر والألم والمرض النفسي للمولود، ويقلل كثيراً من نسبة الاختلاطات التي لم تتجاوز في تلك الدراسة 0 ،8 % وكانت بشكل رئيسي النزف والإنتان، وعولجت كلها دون أن تترك عقابيل هامة، والختان بطريقة الحلقة البلاستيكية يتم خلال فترة زمنية لا تتجاوز 5 دقائق، والاختلاطات معها نادرة جداً.
ويتم الختان فيها بإجراء تسليخ موضعي للقلفة عن الحشفة، ثم توضع الحلقة ذات القياس المناسب، ثم يشد عليها خيط جراحي يفصل جلد القضيب عن القلفة التي يتم قصها، وننصح الأهل بعد ذلك بتطبيق المرهم الموصوف موضعيا 7 أيام، حيث ستسقط الحلقة من تلقاء نفسها مع الخيط الجراحي، ومع بقايا القلفة العالقة بها خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved