يشهد عالمنا اليوم ظهور وانتشار أمراض لم تكن قد ظهرت ولم نسمع بها من قبل ولم يسمع عنها آباؤنا وأجدادنا، فهناك تغيرات صحية حصلت نتيجة لتطور الحياة المدنية وانعكاساتها على البيئة الصحية، هيأت الفرصة لظهور مثل هذه الأمراض الفتاكة التي أظهرت درجة من العجز الطبي بحيث كادت تهدد أمن وسلامة المجتمع، فقد ظهر الإيدز وجنون البقر، ومؤخرا الالتهاب الرئوي اللا نمطي (السارس)، فقد كان لا بد من تسليط الضوء على طريقة انتشار ومظاهر هذه الأمراض ومدى خطورتها، وحشد كل وسائل التوعية الصحية من ملصقات وكتيبات ونشرات ومحاضرات وندوات، واعتبار التوعية الصحية مسؤولية حتمية تقع على عاتق الفرد والمجتمع.
إن الرسالة التي تضطلع بها التوعية الصحية تهدف إلى تغيير سلوك الفرد، وإن اكتساب العادات الصحية السليمة يتحقق بالممارسة الفعلية لهذه العادات، وقد بات من المعلوم أن الاهتمام بالتوعية الصحية سمة من سمات التقدم والإحساس بالمسئولية تجاه الفرد والمجتمع، ففي المجتمعات المتقدمة تقاس التوعية الصحية بانخفاض مؤشرات انتشار الأمراض وزيادة الأعمار وغيرها، وإن أول أهداف التوعية الصحية هو الوقاية من الأمراض ودرء آثارها حيث إن «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
ولا يقتصر اهتمام التوعية الصحية فقط على تلك الأمراض التي ذكرنا بل على الكثير من الموضوعات كالتدخين والمخدرات لما لها من تأثيرات ضارة صحية اقتصادية واجتماعية تهدد الجميع.
ليس هذا فقط وإنما يتوجه التركيز إلى كيفية الوقاية من الأمراض التي تنتشر عن طريق تلوث المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد والبلهارسيا، وكذلك الأمراض الناتجة عن التعرض للمواد السامة كالرصاص الموجود في الوقود، والمبيدات الحشرية.
وقد أولت وزارة الصحة في مملكتنا الغالية أهمية بالغة لوضع الخطط والبرامج الخاصة بالتوعية الصحية.
وضمن الإطار نفسه نشط مستشفى الحمادي في هذا المجال فحقق -ولله الحمد- الكثير من الإنجازات المتميزة للارتقاء إلى المستوى المطلوب للوعي الصحي، أخذاً في الحسبان بأن التثقيف الصحي «هدف وتطوير» فتعددت الوسائل وتنوعت السبل من أجل نشر ثقافة صحية يفهمها الجميع.
( * ) المدير العام
|