يظل الحوار الفلسطيني- الفلسطيني مهماً في كل الأوقات، وكل اضافة لهذا الحوار يتم تسجيلها في الرصيد الايجابي العام للشعب الفلسطيني. وبينما انكبت الفصائل الفلسطينية في اليومين الماضيين على حوارات ثنائية وجماعية، بما في ذلك تلك التي تمت مع وفد الوساطة المصري، حيث تمحورت اللقاءات على امكانية اقرار هدنة، فقد خرجت الفصائل أول أمس من لقائها مع رئيس الوزراء الفلسطيني بقرار حول «تشكيل قيادة موحدة» للشعب الفلسطيني. ويعتقد أن هذه المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن مثل هذه القيادة الموحدة. وفيما يتصل بالهدنة فان الرؤية المشتركة بين الفصائل تقول بضرورة تجنيب المدنيين مخاطر الصراعات المسلحة، إلا أن الهدنة تستوجب أن تسعى إسرائيل إلى إنهاء اعتداءاتها على ابناء الشعب الفلسطيني. فقد أصبح قتل المدنيين ضمن الأعمال اليومية للقوات الإسرائيلية. وبينما تجتهد الفصائل الفلسطينية للاتفاق على صيغة بشأن وقف اطلاق النار فإن إسرائيل من الجانب الآخر تبدو وكأنها غير معنية بما يحدث. اذ يصرح رئيس الأركان فيها بأن سياسات الاغتيال التي تتبعها قواته ضد القيادات الفلسطينية أمر جدّ مهم ويسهم في تحريك العملية السياسية، منوهاً بما تقوم به قواته في هذا الصدد حيث اشار إلى أن (الاغتيالات اتاحت الفرصة لاحداث تغير في التوجه السياسي). هذه التصريحات تعلي كثيراً من سياسات سفك الدماء، باعتبار انها يمكن ان تؤدي إلى مكاسب سياسية وهذا للأسف اعتقاد ينتشر بشكل واسع في أوساط القادة الإسرائيليين. وإذا كان هذا النوع من التفكير هو السائد لدى تلك القيادات فانه لا يمكن توقع الكثير من جهود السلام الجارية الآن، على الرغم من السعي الفلسطيني الحثيث للتوصل إلى صيغة تستجيب للاستحقاقات المترتبة على الفلسطينيين في خطة خارطة الطريق..ولن يتحقق السلام إلا بالسعي المشترك والصادق من الجانبين.