* الباحة خالد زاهي:
القى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز وكيل إمارة منطقة الباحة نائب المشرف العام على النادي الأدبي بالمنطقة مساء أمس الأول محاضرة علمية بمناسبة افتتاح انشطة وبرامج النادي الادبي الثقافية والأدبية للعام 1424هـ وذلك بقاعة الأمير محمد بن سعود في مقر النادي الادبي بمدينة الباحة.
وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم ثم القى رئيس النادي الادبي بالمنطقة سعد بن عبدالله المليص كلمة رحب فيها بسمو وكيل إمارة المنطقة وشكره على افتتاحه لأنشطة وبرامج النادي مبرزا اهم الفعاليات التي سيقدمها النادي خلال صيف الباحة لهذا العام والتي تشمل العديد من المحاضرات الادبية والأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية وغيرها.
بعد ذلك بدأت محاضرة سمو نائب المشرف العام على النادي الأدبي بالمنطقة التي كان عنوانها الرئيسي عن الإدارة من حيث التعريف والخصائص والمميزات والصفات اللازم توفرها في الإداري القيادي الناجح، مفيداً سموه ان محور الحديث في هذه المحاضرة يكمن في كيفية تحقيق هدف الإنتاجية القصوى الإدارية والمالية والصناعية والزراعية وغيرها في ظل القيم الاجتماعية المتنافسة والتطور الزمني والتقني المستمر في عالمنا المعاصر.
وبين سموه أن الإدارة تعني استعمال العديد من الوسائل لإتمام امر ما بحيث يكون الهدف لدى القيادي الإداري اولا ثم يتم وضع الاستراتيجيات والخطط التي يجب سلكها لتحقيق هذا الهدف مؤكدا سموه على ضرورة تحديد النموذج الإداري القيادي وتحديد صفات المدير وفقاً للخبرة والمعرفة بالتجديد والتوجيه والتنسيق وبراعة الإنتاج. إضافة الى اهمية صقل مواهبه عن طريق عدة نماذج مختلفة علمية ومتطورة وليس عن طريق التعليم الصعب، نظرا لتبنينا قناعاتنا واعتقاداتنا التي غالبا ما تكون مرتبطة بشخصياتنا واحاسيسنا ولعدم خبرتنا الكافية لتبني افتراضات جديدة لمهارات تعليمية.
واستخدم سمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود مجموعة من النماذج الإدارية المختلفة التي مر بها القرن الماضي منذ بدايته وحتى الآن وما واكبها من تطور وتغيير مع مرور الزمن كتجربة واقعية للإداري القيادي الناجح واضعا الولايات المتحدة الامريكية نموذجا لهذه الدراسة خاصة وأن العديد من المدارس الادارية نبعت منها.
وأشار سموه الى ان هذه النماذج الإدارية تتضمن اربعة انواع موزعة خلال القرن الماضي كاملاً وحتى الآن بدأت بنموذج الهدف العقلاني الذي يتمثل بصورة علامة الدولار حيث كان الاقتصاد مركزا في القطاع الزراعي والصناعي والأيدي العاملة كانت جيدة وكانت تطبق سياسة العمل الحر اضافة الى كثرة الاقتراعات مبيناً سموه انه لم يكن هنالك إدارة وأي إنتاجية كبرى مقابل أرباح كبرى. وافاد سموه في محاضرته انه جاء بعد ذلك نموذج ما يسمى بالعملية الداخلية (البيروقراطية المحترفة) والتي كانت ترمز إلى الهرم الوظيفي وفق معيار الاستقرار والاستمرارية والرخاء وهو ما يضيف بدوره الكثير على النموذج العقلاني ولكنهما لم يكونا كافيين، بحيث ظهر بعد ذلك نموذج العلاقات الإنسانية الذي اتصف بسقوط سوق المال في نيويورك عام 1929م والحرب العالمية الثانية مبينا سموه أن الاقتصاد في تلك الفترة مر بظروف عصيبة حيث كان يزدهر فترة ثم ينهار ما حدا بالإدارة الى تكثيف الالتزام والمشاركة والتفاهم والتلاحم والبناء الاجتماعي مع توظيفها.
وذكر سموه انه ظهر بعدذلك نموذج الانظمة الممنوحة الذي اتصف بالتأقلم والتغيير والمرونة حيث ان الاقتصاد الأمريكي شهد في تلك الفترة سقوطا كبيرا بسبب إيقاف البترول مما جعل السلع اليابانية الرخيصة تنتعش وهذا ما زاد معاناة صندوق الاتحادات الامريكية بسبب ظهور التقنية الحديثة التي بدورها أدت إلى إنتاج الشركات وتقليص عدد العمال مشيرا سموه الى أن الإدارة خلال هذه الفترة اتسمت بالمرونة والتجاوب إضافة الى ضرورة أن يكون الإداري مبدعا ومحنكا وسياسيا. واختتم سمو نائب المشرف العام على النادي الأدبي بالمنطقة محاضرته بقوله (إنه لا يمكن لأي نموذج الوقوف امام المتغيرات المختلفة ولا نجاح لأي إداري قيادي إلا بجمع كافة النماذج الأربعة مفيداً سموه ان هذه النماذج قد تساعد في النظر لبعض الجوانب للظواهر ولكنها قد تعنى في جوانب اخرى وبهذا يمكن تسميتها مجتمعة نموذج إطار القيم المتنافسة. عقب ذلك اجاب سموه عن اسئلة ومداخلات الحضور من الأكاديميين والمثقفين ومديري الادارات الحكومية المختلفة بالمنطقة.وفي ختام المحاضرة تسلم سموه درع الفكر الثقافي من رئيس النادي الادبي بالمنطقة سعد بن عبدالله المليص بهذه المناسبة وحضر المحاضرة وكيل إمارة منطقة الباحة المساعد أحمد بن منيف المنيفي وفضيلة رئيس محاكم منطقة الباحة الدكتور مزهر بن محمد القرني ومدير شرطة منطقة الباحة العميد عبدالرحمن بن علي الطويان وعددمن المسؤولين بالمنطقة من مدنيين وعسكريين وعدد من رجال الثقافة والأدب والاكاديميين من كليات المنطقة.
|