يا عظمة البلد الحرام {ومّّن دّخّلّهٍ كّانّ آمٌنْا} ، يا عظمة صيده وشجره {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا لّيّبًلٍوّنَّكٍمٍ اللهٍ بٌشّيًءُ مٌَنّ الصَّيًدٌ تّنّالٍهٍ أّيًدٌيكٍمً وّرٌمّاحٍكٍمً لٌيّعًلّمّ اللّهٍ مّن يّخّافٍهٍ بٌالًغّيًبٌ فّمّنٌ اعًتّدّى" بّعًدّ ذّلٌكّ فّلّهٍ عّذّابِ أّلٌيمِ (94) يّا أّّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا لا تّقًتٍلٍوا الصَّيًدّ وّأّّنتٍمً حٍرٍمِ }
وثبت عن النبي انه قال:« إن الله حرم مكة فلم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا يُنفر صيدها..» متفق عليه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أيضاً «إن ابراهيم حرم مكة وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضاهها ولا يصاد صيدها» متفق عليه، يا عظمة السيئات فيه بل من هم بالسيئة {وّمّن يٍرٌدً فٌيهٌ بٌإلًحّادُ بٌظٍلًمُ نٍَذٌقًهٍ مٌنً عّذّابُ أّلٌيمُ} ، فإذا كان صيدها حراماً وعضد شجرها حراماً ومن همَّ بالالحاد - وهو الميل عن الحق - في الحرم يكون له عذاب أليم فهو عظيم ليس كما في سواه من مكان، فكيف بحال من فعل الالحاد وفعل السيئات والمنكرات وظلم نفسه وظلم المسلمين بالاعتداء عليهم وقتلهم..أين الامان في عرف من انتهك حرمة البيت الحرام وعاث في الارض يحكم بالاعدام تلو الاعدام على نفسه ومن به قد انخدع اولئك الشهداء من جنود الأمن الذين كانوا يحاولون حمايته من ظلم نفسه والمجتمع.. يا ويحه، ويل له ما اظلمه، يعيش في فكر غشيم ما اظلمه.. لكنه ومن معه قد انكشف فتبينوا ما هم به من الخداع.. فقد تمزق القناع، في مكة البلد الحرام ووقف الكلام ونطقت خفافيش الظلام ونور مكة ينجلي ليؤكد لهم ولنا بأنهم في فتنة سلكوا لها درب الضياع، وأنهم خلعوا ملابس الاحرام ليلبسوا خلق الضياع.. فأشجار مكة لا تعضد.. وصيدها صيد حرام والفدية جزاء صيد ينتهك أن يفتدى عنه بمثل، لكنما من أين لمن بغى الفداء اذ صيده دم مسلم اذ صيده روح تزكى لن يكون مآلها الى تراب في المحشر، اذ صيدها للتو قد شهد الصلاة.. وهو الذي قد طاف بالبيت العتيق وماء زمزم في جوفه اهراق من اثر الجراح برصاصة الغدر الاثيم من البغاة.. كنتم له تترصدون جلبتم ما يؤلمه وما يحرمه من الصلاة والطواف من الدعاء والاعتكاف من كل اصلاح وبر، حرمتموه وحرمتم كل الذين كانوا له بالانتظار. هذي ابنته الصغيرة مشدوهة اسيرة مسلوبة الحراك تقول له حتى يجيء أبي، حتى اذا قالوا لها ان اباك قد قتل، قالت: إذن أين أنا؟ متى انتقلنا عن حرم، لا يعقل أن يسفك دم والدي في البلد الحرام وهو الحرام.. وكان الإمام يتلو سورة المسد {تّبَّتً يّدّا أّبٌي لّهّبُ وّتّبَ } ولكم أن تتصوروا يا من توجههم فسد وقتلتم من حَلَّ في هذا البلد. تصوروه خلف الامام قائما لربه او قد سجد متعوذا من حال يؤول كحال من مآله الى الجحيم لتطاول لم يرع حرمة الرسول ولم يهب فكان اللهب لأبي لهب ومن يسير في دربه او يعاقر شربه ولحرمة الدين القويم قد اغتصب.. يا ويحكم قد خضتم بحرمة البلد الحرام وبالدم الحرام.. ولكل مبرر للحراب ومسهب لسرد اسباب النصاب أوجه من قولي نشاباً فإنكم بطرحكم قدمتم ما منه فتنة هي تنبت فإما بخير تنطقون او فاصمتوا.
(*) مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام
|