* بغداد الفلوجة الوكالات:
يتصاعد التوتر بصورة سريعة في أنحاء العراق خصوصا مع مقتل أربعة أشخاص أمس وإصابة خامس بجراح شديدة في القلب، حيث قتل جنديان أمريكيان ومواطنان عراقيان في بغداد.
فقد قتل جنديان أمريكيان كانا يحرسان محطة للوقود في جنوب بغداد أمس السبت في هجوم استخدمت فيه قنبلة يدوية.
وقال شهود عيان إن مروحيات أمريكية هرعت إلى موقع الهجوم لنقل جثتي القتيلين في حين تمكن المهاجمون من الفرار.
وبذلك يصل إلى 52 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق في هجمات أو حوادث منذ الأول من ايار/مايو الماضي تاريخ إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش نهاية العمليات العسكرية الأساسية في العراق، وفق تعداد أعدته وكالة فرانس برس انطلاقا من البيانات العسكرية الأمريكية.
وقال ضابط أمريكي إن جنديا أمريكا فتح النار أمس الاربعاء على متظاهرين عراقيين ألقوا حجارة أمام مقر قيادة القوات الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد فأصاب اثنين من العراقيين وأنهما لفظا أنفاسهما في وقت لاحق.
وقال اللفتنانت كولونيل ريتشارد دوجلاس للصحفيين «الرجلان اللذان نقلا من مسرح الأحداث توفيا متأثرين بجروحهما».
وقال المتظاهرون إن القتيلين والجريحين العراقيين نقلوا إلى داخل مقر قيادة القوات الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد وكان في السابق مجمعا رئاسيا.
وقاد المظاهرات مئات من الجنود العراقيين ساخطين على القرار الذي اتخذه الشهر الماضي بول بريمر رئيس الإدارة الأمريكية في العراق بتسريح القوات المسلحة لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وذكر الشهود أن المتظاهرين ضربوا اثنين من المصورين وأنهم ضربوا أحدهما بالحجارة التي أصابت رأسه وعنقه وكتفيه بينما تمكن الجنود الأمريكيون من سحب المصور الآخر من وسط الحشود.
وتسببت خطط بريمر للقضاء على نظام صدام البعثي في تسريح نحو 400 ألف عراقي عملوا في القوات المسلحة العراقية المنحلة وفي أجهزة الأمن ووزارتي الإعلام والدفاع وليس أمامهم أي فرصة للعودة إلى وظائفهم.
ويقول منتقدون إن سياسة بريمر المتشددة لا تفرق بين الرجال الذين طبقوا فعلا أوامر صدام المتشددة وكثيرين انضموا لحزب البعث للمصلحة النفعية والبعض الذين كانوا ملتزمين بمبادئ ذلك الحزب.
وذكروا أن السياسة الأمريكية تسببت في خلق أعداد كبيرة من العاطلين المسلحين والساخطين الذين يمكن أن يتحولوا إلى الجريمة أو إلى مقاومة الاحتلال الأمريكي نظرا لخلفيتهم البعثية.
وفي الفلوجة ذكر شهود عيان أن سائقا عراقيا أصيب بجروح خطرة في القلب أمس الاربعاء عندما فتح جنود أمريكيون النار على سيارته في هذه البلدة الواقعة على بعد خمسين كيلو مترا غرب بغداد.
وقال أحد المارة محمد شحاتة الذي كان إلى جانب السائق إن جندية أمريكية فتحت النار على السيارة «بدون أي سببش، قرب المنطقة الصناعية في الفلوجة».
وأصيب السائق عبدو حسين بجروح خطرة ونقل إلى المستشفى الأردني في الفلوجة الذي يضم غرفة للعناية المركزة.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن الباب الأيمن للسيارة كان مغطى بالدم بينما تحطم زجاج الباب الأيمن، وقال جندي أمريكي إنه تم فتح تحقيق في الحادث.
وتشهد مدينة الفلوجة التي تقع على بعد 50 كلم غربي بغداد ويشكل السنة غالبية سكانها، هجمات على الجنود الأمريكيين منذ مقتل 16 متظاهرا عراقيا بأيدي الجنود الأمريكيين في نيسان/ابريل الماضي.
|