* عمان الوكالات:
أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية لانتخابات مجلس النواب الأردني التي جرت يوم الثلاثاء سيطرة مرشحي العشائر أو مايسمى مجازا ب«حزب العشيرة» على المجلس المقبل بعد فوزهم بأكثر من خمسة وثمانين بالمائة من مقاعد المجلس البالغ عددها مائة وعشرة مقاعد بينها ستة مخصصة للكوتا النسائيةالتي ستحسب فيما بعد.
ولم تستطع أغلب الأحزاب الأردنية التي يبلغ عددها واحدا وثلاثين حزبا تحقيق أي نتائج باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين الذي حصل على ستة عشر مقعدا قد تزيد إلى سبعة عشر في حال دخول إحدى مرشحاته في نسبة «كوتا النساء» وذلك من بين تسعة وعشرين مرشحا تقدم بهم الحزب.
وحصل الحزب الوطني الدستوري المقرب من الحكومة على مقعد واحد لزعيمه عبدالهادي المجالي رئيس مجلس النواب السابق، ويتوقع المحللون أن يظهر مقعد أو آخر للأحزاب خاصة من بين المرشحين الحزبيين الذين ترشحوا بطريقة أقرب إلى السرية تحت غطاء العشائر.
ونفت السلطات اتهامات الاتجاه الإسلامي حول وقوع مخالفات وعجز القوميون واليساريو عن الحصول على أي مقعد.
وقال وزير الإعلام الأردني محمد العدوان إن نسبة الإقبال التي شهدتها هذه الانتخابات هي الأكبر في الأردن، وعلق العدوان على ما قاله الإسلاميون بشأن وقوع خروقات بالقول إنه «ليست هناك أي خروقات بأي شكل.. ونحن على استعداد للتحقيق في أي خروقات»، ولكنه أضاف أن «ادعاءات جبهة العمل الإسلامي لا أساس لها من الصحة».
وتعتبر انتخابات مجلس النواب الأردني التي جرت الثلاثاء أول انتخابات تجري في عهد الملك عبدالله الثاني.
ولم تنتخب أي امرأة وتم تكليف لجنة خاصة لاختيار النساء الست في المجلس بموجب الكوتا المخصصة للتمثيل النسائي على أساس عدد الأصوات التي نالتها كل مرشحة من المرشحات الـ54 للانتخابات التشريعية.
وفاز عبدالهادي المجالي الرئيس السابق لمجلس النواب الذي حل عام 2001، بأحد المقاعد عن مدينة الكرك (جنوب) التي شهدت أكبر نسبة مشاركة في الانتخابات (80%).
كما فاز في الانتخابات أيضا رئيس مجلس النواب الأسبق (1997-1998) سعد هايل سرور عن أحد المقاعد الثلاثة المخصصة لبدو الشمال.
وأعيد انتخاب رئيس الحكومة الأسبق عبدالرؤوف الروابدة (1999-2000) عن محافظة أربد (شمال)، حسب ما أعلن رسميا.
ولم يتمكن إسلاميو جبهة العمل الإسلامي من إيصال مرشحتهم وهي أول امرأة يرشحها هذا الحزب للانتخابات التشريعية، لكنها قد تكون من بين النساء الست اللاتي سيتم اختيارهن بموجب نظام الكوتا.
وحصلت جبهة العمل الإسلامي في النهاية على 16 مقعدا من أصل 30 كان مرشحوها يتنافسون من أجل الفوز بها.
وسجل الإسلاميون أفضل النتائج في محافظة العاصمة مع انتخاب مرشحيهم السبعة، وقد حصل النائب السابق الإسلامي عبدالمنعم أبو زنط الذي فصل من جبهة العمل الإسلامي لأنه ترشح منفردا للانتخابات، على عدد أكبر من الأصوات مقارنة مع مرشحي حزبه السابق الذي انتخبوا في العاصمة.
وفي المحافظات الأخرى ولاسيما أربد (شمال) ثاني محافظات البلاد سجل الإسلاميون نتائج مخيبة بفوزهم بمقعدين فقط من أصل ستة كانوا يتنافسون عليها.
وحصل الإسلاميون تاليا على 15% من مقاعد مجلس النواب الذي تهيمن عليه أغلبية ساحقة من المستقلين.
وكان حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض قد قاطع الانتخابات الأخيرة في 1997.
ووصلت نسبة المشاركة إلى2 ،52 بالمائة قبيل اغلاق مكاتب الاقتراع على ما أفاد الناطق الإعلامي الرسمي لشؤون الانتخابات فيصل شبول لوكالة فرانس برس.
وتشير النتائج الأولية إلى أن الإسلاميين الذين قاطعوا الانتخابات السابقة التي جرت عام 1997 ربما لم يسيطروا على ربع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 110 مقاعد كما تكهن محللون، لكن وجودا كبيرا نوعا ما في البرلمان سيمكنهم من ممارسة ضغط محدود على الحكومة مما يحسن صورة المجلس.
والمدن التي تسكنها غالبية من أصل فلسطيني هي معقل للتيار الإسلامي والتأييد للانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل، لكن النظام الانتخابي في الأردن يمالئ الدوائر العشائرية على المدن الكثيفة السكان.
وفي انعكاس لتشدد المواقف من اتفاقات السلام مع إسرائيل حقق علي شكر وهو داعية إسلامي بارز يعارض تطبيع الروابط مع إسرائيل نصرا ساحقا في مدينة الزرقاء شرقي عمان.
|