* طريف- محمد راكد العنزي:
يكثر مع نهاية العام الدراسي واقتراب الاختبارات النهائية الإقبال الشديد من بعض الطلاب وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية البحث عن معلمي الدروس الخصوصية رغبة منهم في رفع مستواهم المتدني وتعويض مافاتهم خلال العام الدراسي من تقصير في عدد من المواد، حيث أصبح المعلم «الخصوصي» أشبه ما يكون بالظاهرة الموسمية التي تبرز على السطح كل عام وتزداد شدتها مع اقتراب اسابيع الاختبارات، مما جعل العديد من هؤلاء المعلمين يستغلون تلك الفرصة السانحة في الإعلان عن خدماتم وأرقام هواتفهم التي تملأ جدران المحلات التجارية والمرافق الحكومية والمكتبات في إشارة واضحة إلى تزايد أعدادهم ودخولهم في منافسات مع بعضهم البعض لكسب حب الزبون، ولكن لماذا لا نسأل أنفسنا لماذا الإقبال على هؤلاء المعلمين كل عام؟؟ أولاً يجب أن نعرف أن غالبية الطلاب الذين يبحثون عن معلمي الدروس الخصوصية هم من الطلبة الضعاف دراسياً الذين يهملون طيلة العام بالغياب المتكرر وعدم المذاكرة في وقتها ثم يبحثون في آخر العام عن المنقذ لهم من إعادة عام دراسي آخر، غير أن هذا لم يمنع أبداً أن تكون هناك فئة من الطلبة المتفوقين وخاصة في المرحلة الثانوية الذين يلجأون لهؤلاء المعلمين بنية الحصول على أعلى الدرجات التي تؤهلهم لدخول الجامعات والمعاهد وتضمن لهم الوظيفة في المستقبل.
كما أن ضعف بعض كفاءة المعلمين ونقص الخبرات لديهم وعدم مراعاتهم للفروق الفردية بين الطلاب داخل الفصل أو استخدام الطرق الحديثة في التدريس ينعكس سلباً على الطالب ويساهم إلى حد كبير في ضعف كفاءته العلمية، فيما لا ننسى أن انشغال العديد من الآباء عن تدريس أبنائهم خلال أيام الامتحانات يلزمهم باختيار معلمين لأداء هذا الدور عنهم والقيام بمتابعتهم وتدريسهم كل يوم، وأخيراً يرى عدد من التربويين أن لصعوبة بعض المناهج الدراسية وكثرة المقررات المطلوبة على الطالب تحدث له نوعاً من الربكة وتجعله ينظر للامتحان من منظور «الشبح» الذي يثير فزعهم وخوفهم ويجعلهم يتأهبون له كل عام بكل ما أوتوا من جهود شاقة.
| 
