يعد السفر لكثيرين نقطة ضعف فيهم، ولا يستطيعون مقاومته أبداً، فأكثرهم يجدون فيه متعة راحة البال والترويح عن النفس، ولقاء بعض المعارف الذين تاقوا إليهم.!
والمعروف أن السفر يمثل غربة عن الأهل والوطن والأصدقاء. وقد تتبدل هذه المفاهيم ويصبح قيداً وربما مصدر إزعاج، خاصة وأنت تتجاهل وتتحرك وتتكلم وفق حدود معينة وتلبي دعوات دون رغبة منك وتبقى أسير الحرية والتعبير عن الذات، عندها تضطر أن تضع قناعاً بداعي المجاملة حتى لو كان هذا الأمر على حساب نفسك.!وتتنازل عن أشياء كثيرة وتحمل نفسك المتعبة، أكثر مما تطيق وأنت مراقب في حركاتك وسكناتك.. وقد فرضت عليك أشياء لا رغبة لك فيها.!حتى الفرصة الوحيدة التي تطلق فيها لقدميك العنان صوب المجهول لتشعر بطعم الحرية، وصدق التعبير في بساطة الحركة تحرم منها.!هنا يصبح السفر قيداً يكبل كل مشاعرك وتحركاتك.. ومصدر عذاب وإزعاج، والمفترض أن تكون الحال غير ذلك.. فالسفر فيه الانطلاق وشيء من الاستجمام الذي يحتاج إليه الإنسان.!
وفي نهاية الرحلة وأنت تقلك الطائرة إلى موطنك.. تتفرس كل الوجوه التي حولك، وتنظر خلف السحب الكثيفة البيضاء والزرقاء.. ترى عندها رموزاً كثيرة مختلطة تحاول فكها. وبين تلك الرموز ترى وجهاً غريباً قد رسم بطريقة عفوية، وجها يحمل الصدق والهدوء.!
تتأمله ملياً فتجده أكثر غربة.. وعندما تعيد التأمل تجده ذاتك التي تركتها هناك، ولكن بدون قناع أو رتوش، وهي تحمل بصمتك الحقيقية ولكن فوق الأرض.!
مرفأ:
السفر يمثل الرحيل وقد تطول الرحلة أو تقصر المهم ماذا جنيت من تلك الرحلة.؟!
|