يحلو لبعض الناس ان يقدم على عمل عواقبه تكون عليه وخيمة ويترتب على ذلك شرور كان في الامكان تجنبها من البداية، سواء أكان هذا البعض من الناس (موظفين) أو غير موظفين، مع انهم سرعان ما يقدمون ويعضون نواجذهم ندما وحسرة وتألما، ولكن هيهات - ندم حيث لا ينفع الندم وتألم وحسرة بعد الوقوع في الشرك، وولوج أبواب الخطر - أذكر على سبيل المثال شخصا عرض نفسه لخطر وشر جسيمين.. ولم تقتصر المأساة عليه فقد نالت أسرته الشيء الكثير من أشرار هذه المحنة كالفقر والعوز وسوء الحال.. لأن أباهم حبيس داخل أسوار السجن ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وفي نظري ان الحماقة التي يرتكبها أمثال هؤلاء لاتستدر العطف ولا الشفقة ولا التألم لما حل بهم من أنفسهم، وهناك مثل شعبي يقول (من قتلته يديه فلا بواكي عليه) لكنا ونحن نرى أو نسمع بصديق أو عزيز يقع في الشرك ويمسي ويصبح في غياهب السجن تدفعنا العاطفة والمحبة الى أن نتألم ونتأثر من المصير السيىء الذي أضحى فيه ولكن ذلك لن يجدي، وخير ما نفعله هو الصبر ولا شيء كالصبر أقود (فلعل فرجا يأتي من الله انه له كل يوم في خليقته أمر) ويجب ان يتعظ السالمون مما حل بالآخرين.. لأن الله قد أوجد للانسان عقلا يفكر به فلا هو مريض حتى يقال ليس على المريض حرج ولا هو مهووس حتى يقال ان القلم مرفوع عنه، إذ انه بكامل قواه العقلية.. غير اني آمل من ولاة الأمور تحكيم العقل والواقعية فيما يحيط بأمثال هؤلاء من التباسات قد يكون فيها مندوحة للشخص الذي يرتكب جريمة أخلاقية أو جنائية ولا اقول تحكيم العاطفة، لأن العاطفة أحيانا تنزوي عن الجادة مما يزيد المأساة تعقيدا، فها هو مثلا شخص اتهم باعطاء مبلغ لشخص آخر كرشوة في أرض بيضاء مقداره مائة وثلاثون ريالا، ولقد كان للاغراض الشخصية وعدم تفهم القضية من أساسها وما أحاط بها من التباس ان زج بالاثنين في غياهب السجن حيث حكم عليهما بالسجن مدة خمس سنوات، ونحن لا نعترض على الحكم إذا كانت القضية بعيدة عن اللبس، لقد ترتب على هذا الحكم أشياء كثيرة منها الطرد والابعاد من الوظيفة ومنها قضاء هذه المدة الطويلة في السجن الرهيب الذي لا يستطيع الانسان ان يمكث فيه يوما واحدا فضلا عن خمس سنوات فيا أيها الناس حذار من التورط في اشياء أنتم في غنى عن مزاولتها لئلا تتعرضوا للسجن والتعذيب وكونوا عباد الله اخوانا ورزقكم في السماء وما توعدون.
شارع يحتاج إلى توسعة
نهضت مدينة خميس مشيط في خلال فترة وجيزة نهضة هائلة جعلتها تمثل مكانة كبرى وأصبحت حديث المجتمع في الجنوب وخاصة من يزورها ولاسيما ممن يعرفها قبل خمس سنوات، لقد نهضت هذه المدينة في غضون فترة قصيرة وحصلت على أشياء لم تحصل عليها أبها العاصمة، غير جغرافية الخميس وموقعه الذي اختير بأن يضم قيادة الجيش في الجنوب.
ولقد قامت عمارات فخمة ضخمة ومعارض جميلة فاتنة، بالاضافة الى الحركة الموجودة، ونحن نتمنى بأن تكون كل المدن في الجنوب ذات حركة وتطور ونماء، غير ان لي ملاحظة على شارع رئيسي في هذه المدينة الزاخرة بالسكان والسيارات إذ نجد بأن الشارع العام فيها ضيق للغاية وقد حصلت عدة حوادث فيه نتيجة لضيقه فإلى المسؤولين أقدم هذه الملاحظة وأرجو العمل على توسعة هذا الشارع أو فتح شارع آخر يكون لاحد الاتجاهين الدخول أو الخروج والله الموفق.
الوقت... الوقت
إن من يدرك قيمة الحياة يقدر الوقت الذي يمر بنا سريعا ويعتبره ثمينا وان اضاعته فيما لا جدوى ولا فائدة من ورائه يعتبر خسارة لن تعوض وهناك شاعر قديم يقول:
إذا مر بي يوم ولم اصطنع يداً
ولم أكتسب علماً فما ذاك من عمري
إنني أتساءل هل فكرنا في يوم من الايام أو ليلة من الليالي ان الوقت من ذهب شريطة ان نكون عند قولنا فلا نصرف الوقت فيما لا خير فيه، أقول هذا بمناسبة ما أشاهده ما بين حين وآخر من (بشكات) واجتماعات فيها مضيعة للوقت الذي يمر كالسهم دونما فائدة تجنى من وراء ذلك كلعب (البلوت والكنكان) وغيرهما من أنواع اللعب التي تستعمل للتسلية واضاعة الأوقات، انني أعتقد جازما بأننا لو صرفنا هذا الوقت الطويل الذي نمارس فيه هذه الالعاب ويذهب علينا فيه الوقت سدى - في كتب نقرؤها أو مؤلفات ننشرها أو محاضرات نلقيها - لكان ذلك أجدى وأنفع - فإلي بني وطني أقدم لهم النصيحة بعدم الاستمرار فيما لا فائدة فيه لأن وطننا ومجتمعنا بحاجة ماسة الى خدمتهما الخدمة النافعة والمفيدة والله من وراء القصد.
لغتنا في خطر
نعم أقولها بملء فمي وبكل تأكيد.. ان لغتنا في خطر، وما هي لغتنا هذه؟ إنها (العربية) لغة القرآن ولغة الآباء والأجداد التي فاقت كل اللغات وامتازت على جميع الالفاظ لما لها من مزايا لا تعد ولا تحصى، لغتنا في خطر أحدق بها منذ زمن ليس بالقصير وقد نتج من ذلك ادخال كثير من الالفاظ الغربية والدخيلة عليها مما كاد ان يطمس معالم هذه اللغة التي قل من ظل يحافظ على التمسك بها والتقيد باستعمالها في الكلام أو الكتابة أو القراءة، وكثير منا من عمد الى تحريف الكلام مما أدى الى تغيير المفهوم والمعنى في كل ما يقال وينشر، فحرف الجيم قد ابدل ياءاً في بعض الجهات وحرف القاف قد أصبح ألفا، وحرف الكاف - أبدل عنه حرف الشين، وحرف الضاد صار زايا وكذلك حرف الذال استبدل عنه حرف الزاي، وحرف الكاف أصبح أيضا سينا وهلم جرا مما نتج بسبب ذلك حصول التحريف في كثير من المقالات واذاعات الاخبار وسرد الاقاصيص. إن لغة العرب هي لغة القرآن، اللغة التي فاقت كل اللغات يجب ان تظل القبس الذي ينير الكون بلآلئه وضيائه، فحافظوا على لغتكم أيها العرب واحفظوا تراث ابائكم وأجدادكم وصدوا عنه هذا العبث والتلاعب وذودوا عنه بكل ما أوتيتم من قوة لكيلا يتعرض القرآن الكريم وسنة المصطفى وأسفار الادب والتاريخ الى الطمس والتحريف واعرفوا معنى الضاد وفرقوا بينها وبين حرف الظاء وميزوا بين حرف الدال والذال، والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
|