* أجرى اللقاء - خالد الدوس:
* تؤكد الدراسات المختلفة في علم النفس الرياضي على الدور الفاعل الذي تلعبه التهيئة النفسية للاعب.. قبل المنافسة ومدى قدرتها على إيصاله إلى منطقة يشعر فيها بالثقة والقدرة على التركيز ومن ثم الوصول إلى أفضل أداء يمكن الوصول إليه..!
* فالإعداد النفسي أو «الذهني» قبل المشاركة في المنافسة والمنازلات يمكِّن الرياضي من التحكم والسيطرة على انفعالاته المختلفة ومن ثم الارتقاء بأدائه إلى درجة تعزِّز من فرص التفوق والنجاح لديه يوم المنافسة
* الدكتور صلاح السقا.. أستاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود وعضو لجنة تطوير الرياضة السعودية أعدَّ دراسة بحثية عن طرق الإعداد النفسي المستخدمة قبل المشاركة في المنافسات لدى اللاعبين السعوديين من الدرجتين الأولى والشباب.. الدوليين وغير الدوليين.
ومن هذا المنطلق نسلط الضوء على أهداف هذه الدراسة البحثية ونتائجها.. إلى جانب أمور عدة تدور في فلك هذا العلم الحديث. فتعالوا نقرأ سطور الدكتور..
* شاركتم قبل أيام ببحث تضمّن طرق الإعداد النفسي قبل المشاركة في المنافسات لدى اللاعبين السعوديين من الدرجتين الأولى والشباب الدوليين وغير الدوليين في الجامعة الأردنية.. بودنا ان نسلط الضوء على أهداف هذه الدراسة البحثية؟
- بلا شك كان الهدف من هذه الدراسة عمل استكشاف نفسي والتعرف على أهمية الجانب الذهني بالنسبة للأداء الرياضي وعن طرق الإعداد التي تستخدم من قبل الرياضيين السعوديين بشكل عام حيث كان هناك هدفان هما مسح شامل للأنواع والطرق المستخدمة من قبل الرياضيين للإعداد النفسي وماهي الطرق التي تستخدم من قبل الإداريين إضافة إلى المدربين.. وهل الطرق هذه مبنية على أسس علمية أم انها اجتهادات وخبرة عامة؟ وهل لها استمرارية؟! وإلى أي مدى هذه الطرق المستخدمة ذات فعالية على الأداء.
- تعرف أن الإعداد النفسي قبل بداية المنافسة يلعب دوراً مؤثراً في تفوق اللاعب ويعزز من قدرته على الوصول إلى أفضل أداء يمكن الوصول إليه..!
إضافة إلى انه تعرف ومن خلال الدراسات والبحوث انه حتى يستطيع الرياضي أن يؤدي بشكل متميز أثناء المنافسات المختلفة لابد ان يكون ثمة تكامل ذهني وبدني ونعتقد أن هناك تأثيراً متبادلاً بين البدن والذهن طبعاً الذهن هو الذي يعطي الأوامر للبدن لتأدية هذه الحركات إضافة إلى أن أي تغييرات ذهنية عقلية على طول تلحقها تغييرات فسيولوجية والعكس صحيح فأنا أريد ان أعرف أيضاً إلى أي مدى الجانب البدني والجانب الذهني يتساويان في التكامل وفي الأهمية أو يتفوق أحدهما على الآخر من أجل الوصول للأداء المتميز..!!
* ماهي الطريقة الاحصائية التي استخدمت للتعرف على مدى أهمية الجانب النفسي (الذهني) بالنسبة للاعبين والمدربين؟!
- طبعاً عملت استبانة كأداة للدراسة وتم اختيار عينة عمدية قوامها 222 لاعباً من الدرجتين الأولى والشباب.. دوليين وغير دوليين حيث طلبت من أفراد العينة الإجابة على الأسئلة ذات علاقة بأهمية الجانب الذهني ومدى استخدامهم لطرق الإعداد الذهني قبل المشاركة في المنافسات وتم تحليل البيانات باستخدام التكرارات والنسب المئوية وتحليل التباين الثنائي لمعرفة الفروق بين آراء عينة الدراسة وتم أيضاً استخدام التحليل الوصفي في هذه الدراسة وذلك من خلال حساب المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لعينة الدراسة المتمثلة في العمر والخبرة ومعدل الساعات التدريبية في الاسبوع لكل من مستوى الممارسة ودرجتها.
أهمية الإعداد الذهني
* ماذا عن النتائج التي تمخضت عن هذه الدراسة؟
- أسفرت النتائج عن أن 8 ،78% من أفراد العينة أكدوا على أن الإعداد النفسي أو الذهني بالغ الأهمية أو مهم جدا للإعداد قبل المنافسة إلا ان 9 ،18% فقط من أفراد العينة ذكروا أنهم يستخدمون طرق واستراتيجيات الإعداد الذهني قبل المشاركة في المنافسات بشكل دائم.
وأشار غالبية أفراد عينة الدراسة 7 ،61% إلى تساوي أهمية الإعداد الذهني - البدني حيث انه يفيد جداً للوصول للأداء المتميز.
في حين أكدت الغالبية العظمى من أفراد العينة 2 ،89% على إمكانية تطبيق التكامل البدني الذهني بشكل دائم أو إمكانية تطبيقه لحد ما على أرض الواقع.
* على ضوء هذه الدراسة البحثية ماهي أبرز التوصيات التي تراها كباحث؟!
- هناك الكثير من التوصيات.. لما نجيء ونتكلم أولاً هل هناك حاجة للأخصائي النفساني للعمل في الأندية وإلى أي مدى يتقبل الرياضيون هذا الاخصائي طبعاً جزء من الدراسة البقى (أشوف) هل الرياضيون يعتقدون انهم في حاجة لذلك أغلبية الرياضيين ومن خلال الاستبيان نعم هم بحاجة لعمل الاخصائي النفساني داخل الأندية الرياضية.. وماهو الدور الذي يمكن ان يقوم به الاخصائي النفساني الرياضي من وجهه نظر اللاعبين.. حقيقة وجدت ان هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عند الرياضيين السعوديين بشكل عام بصرف النظر عن مدرب أو إداري أولاعب وباختصار أرى العمل على توعية الرياضيين السعوديين وتثقيفهم بأهمية وأثر الإعداد الذهني قبل المنافسة على الأداء من خلال عقد ندوات ولقاءات وبرامج تلفزيونية وإذاعية لارشاد وتوجيه الرياضيين بأثر وعلاقة الإعداد النفسي بالأداء.
أيضاً من التوصيات تدريب الرياضيين وتعليمهم على استخدام طرق واستراتيجيات الإعداد الذهني حيث لابد من إتاحة الفرصة للاعبين لاستخدام هذه الطرق أثناء التدريب والمنافسة من أجل إتقانها خاصة وان الرياضيين في حاجة لتعليم السيطرة على سلوكهم وتصرفاتهم.
ومن التوصيات عند اعداد اللاعبين ذهنياً يجب على المدرب ان يدرك أن لاعبي درجة الشباب غالباً ما يتعرضون إلى ضغوط نفسية بصورة أكبر من لاعبي الدرجة الأولى والذي بدوره يتم تقديم الدعم والرعاية النفسية للاعبي درجة الشباب بشكل مكثف لأكثر من لاعبي الدرجة الأولى.
أيضاً التأكيد على اعتبار موضوع الإعداد الذهني أحد العناصر الأربعة المكونة للعملية التدريبية وهي الإعداد البدني والمهاري والتخطيطي والنفسي والواجب مراعاتها والاهتمام بها من قبل المدرب عند عمله مع الرياضيين وإعدادهم للمنافسات.
المدرب الذهني!
* ما المفاهيم الخاطئة التي استنتجتها من واقع هذا البحث؟
- كثيرة، فعلى سبيل المثال عندما سئل الأغلبية هل هناك فرق بين الأخصائي النفساني الرياضي والطبيب النفسي أجابوا نعم.. ان هناك فرقاً إذاً ماهو الفرق فاتفقوا أو كانوا يعتقدون ان الفرق في مكان العمل وليس في طبيعته هذا يعمل في الأندية والآخر يعمل في المستشفى.. وهذا يعني أنهم لا يفرقون بين المهام وهذه مشكلة ساهمت في الرفض للاخصائي النفساني رغم ميول الأغلبية أو اعترافهم ان ثمة حاجة ولكن المشكلة ان هؤلاء الرياضيين بحاجة لتغيير الفكر والاعتقاد حيث ان اعتقادهم ان الأخصائي النفساني يتعامل مع الحالات الشاذة مع المتخلفين عقلياً والناس المرضى اللي عندهم مشاكل نفسية وطبيعي اللاعب يرفض لماذا لأنه لايريد ان يربط نفسه بالمتخلفين وحقيقة هذا مفهوم خاطئ.
أيضاً من المفاهيم الخاطئة ان البعض يرى ان حاجة الاخصائي النفساني الرياضي فقط عند حدوث مشاكل للرياضي وهذا بالتأكيد مفهوم آخر خاطئ بيد ان وجود الاخصائي يجب ان يكون قبل المشاكل لأنه إذا جاء وقت المشاكل ما يسمح لك كأخصائي نفساني ان تعمل بصورة إيجابية إذاً لابد ان التعامل مع المدرب والإداري واللاعب ليس لأن عندهم مشاكل نفسية بل ان طبيعة المنافسات وطبيعة الإعداد تتطلب وجود الاخصائي ضمن الطاقم داخل المنظومة الرياضية.
أضف إلى ان جزءاً من المفاهيم الخاطئة الأغلبية يعتقدون ان الأخصائي النفساني معه عصا موسى السحرية بمجرد ان يتحدث معهم على طول الأداء يرتفع وهذا أيضاً اعتقاد أو تصور خاطئ.
طبعاً كنت سعيداً جداً معرفة مثل هذه الأشياء نعرف ان هناك قصوراً في فهم طبيعة ومهام الاخصائي النفساني وإذا ما نفرق بين الطب النفسي وبين الاخصائي الرياضي يستحيل بأن تتعامل معه.. الاخصائي النفساني هو المسمى الاخصائي النفسي التربوي أو المرشد أو المدرب الذهني كل هذه المسميات تطلق عليه إذايتعامل مع من يتعامل مع الأسوياء لأن الرياضيين كلهم أسوياء ولكن ظروف المنافسة وطبيعتها والضغوط الموجودة نتيجة للتنافس تتطلب ان يكون الرياضي أكثر صحة نفسية!!
* يلاحظ أن اهتمام الأندية بالجانب البدني والمهاري في حين لا يعيرون الجانب النفسي أي اهتمام رغم الدور الذي تلعبه التهيئة النفسية قبل المشاركة في المنافسات ما تعليقك؟
- لما نجيء ونتكلم عن الشق التطبيقي لعلم النفس الرياضي هو علم حديث تقريباً بدأ في الثمانينات الميلادية ولما نتكلم عن البداية الفعلية فقد بدأ في أولمبياد لوس انجلوس عام 1984م حيث شارك الأمريكان في الدورة بـ47 متخصصا في علم النفس الرياضي ضمن البعثة المشاركة كما شارك هؤلاء في دورة سيؤل عام 1988م واشتغلوا مع اللاعبين بشكل عام ومن هنا كانت البداية أو الانطلاقة الحقيقية لهذا التخصص الحديث.
أما الذين ليس لديهم خبرة أو يتجاهلون هذا العلم فأعذرهم ولكن المشكلة والشيء المحزن ان بعض المدربين لما تسألهم لماذا لا تستخدموا علم النفس التطبيقي وطرق الإعداد النفسي والمهارات النفسية ضمن برامجكم الإعدادية على طول يجيب قائلاً: أنا ما عندي وقت للتخطيط ووقت لرفع اللياقة والمهارة وتريدني أخصص وقتا لهذا الجانب ولكن تكمن المشكلة بأن الشيء المحزن لما يحدث الإخفاق على طول يرجعون للإعداد النفسي!! لماذا إحنا كمجتمع واعتقاداً منا ان الإعداد النفسي أو الحالة النفسية هذا شيء لا يمكن التحكم فيه مزاج!! كيف أتحكم في مزاجي؟! غصب عليّ ان يصير فيني قلق غصب عليّ يصير لي كذا.. طبعاً التبريرات والتعليلات هذه احنا كرياضيين نتقبلها لماذا نتقبلها لأنه يعتقد ان ما أحد يقدر يعمل فيها شيء هذه أشياء غيبية ما لنا دخل فيها لكن تؤثر على الأداء وفيه طرق واستراتيجيات طيب لماذا لا تستخدموها يتحججون بضيق الوقت! لكن بعد الهزيمة جب لي مدرب أو لاعب قال السبب الرئيسي في الخسارة سوء الإعداد البدني أو المهاري لماذا؟ لأنها تمسهم. يستحيل ان يقول لك اللاعب أنا عندي نقص في المهارة لماذا لأن الكل يرفضها منه فإذا كان عندك نقص في المهارة أنا كمدرب ما احتاجك.
لكن ممكن يقول لك المدرب ما أعدنا وما أعطانا الخطة المناسبة لاحظ لما يعطيك هذا التبرير وكأنه تبرأ ساحته من الاخفاق وهذا التبرير والتعليل يضر الأداء مستقبلاً لأن معظم التبريرات بعد الخسارة كلها تبريرات تلقى وتحمل المسؤوليات لغيرهم وهذه مشكلة خطيرة لأن جزءاً من عملية التثقيف والتعريف لا بد ان يتعود الرياضي على تحمل المسؤولية والاعتراف بها في حالة تقصيره..
فإذاً هذا التهميش والتجاهل ما هو إلا نتاج القصور الحاصل في فهم طبيعة العوامل النفسية ومدى علاقتها بالجوانب الإعدادية الأخرى (البدنية والمهارية والخطة)!!
بيئة خصبة!!
* أغلب لاعبي الأندية يتعاملون مع أخطائهم في الملعب بصورة سلبية وبحركات انفعالية دون إدراك للعواقب المترتبة على هذا السلوك غير السليم برأيك كمختص في علم النفس الرياضي ماهي الأسباب؟!
- لابد ان تعرف ان الرياضة بيئة أو أرضية خصبة في إظهار الانفعالات فيها فرح وفيها حزن وبرغم اعترافنا انها أرضية خصبة لاظهار هذا السلوك المتباين إلا أنه لا بد ان تعرف ما تستطيع ان تؤدي بشكل جيد إذا ما تكيفت مع هذه الانفعالات وإظهارها في صورها الايجابية سواء كانت فرحاً أو حزناً، يعني لا بد فعلاً أن يكون هناك تكيف في التعامل مع هذه الانفعالات.. طبعاً تكمن المشكلة ان الأندية لا تعود لاعبيها على كيفية التعامل مع المواقف المختلفة كيف نتصرف مع خطأ الحكم أو نرفزة لاعب الخصم.. كيف أواجه السخط الجماهيري عند ضياع هجمة مثلاً.. الخ.
الفرق بين اللاعب الجيد واللاعب غير الجيد هي فترة الرجوع لما يحصل خطأ من حكم فاللاعب غير المتميز في كثير من الأحيان يظل منفعلاً إلى أن تنتهي المباراة ومتأثراً بهذا القرار وبالمقابل اللاعب المتميز على طول يرجع ويظل مركزاً دون ان يؤثر عليه هذا القرار.. فإذن نحن ما عودنا اللاعب كيف نوجد عنده عادة ايجابية وإذا لم نستطع ان نغير عوائد الآخرين لن نستطيع الارتقاء بفكرهم وسلوكهم للأفضل.
* كيف ننمي السلوك الأمثل نحو إعداد اللاعب إعداداً ذهنياً في قدرته على التعامل مع الأخطاء بصورة إيجابية؟!
- أعتقد ان هذا الجانب يبدأ من الصفر كلما بدأ اللاعب في درجة الناشئين والبراعم كان ذلك أفضل بالذات في هاتين المرحلتين السنيتين حيث ان العقول فيها تتقبل التوجيه ويكون أفضل في تثقيف هؤلاء الناشئة وغرس العادات السليمة إضافة إلى أن المدرب يلعب دوراً كبيراً في فلسفة المدرب وأقصد هنا ان كثيراً من المدربين حقيقة الذين يشتغلون مع البراعم والناشئين فلسفتهم الفوز لا شيء غير الفوز ويأتي ثمنه!! انا ما أقولك الفوز ليس ضرورياً خبرات الفوز ضرورية ولكن يجب ان تعرف كيف تحقق الفوز.. للفوز مطالب لا تستطيع ان تحقق الفوز من غير تحقيق هذه المطالب من ضمنها.. التأكيد على رفع الأداء المهاري والتأكيد على رفع الجانب اللياقي.. الخططي والتربوي والتغذية وتعليم السلوك وإذا لم تغط هذه الجهود لن يوجد لاعب متكامل.
وهنا نعرج على أنه دائما هنالك ما يسمى الإعداد النفسي طويل المدى وقصير المدى.. طبعاً الاعداد النفسي الطويل المدى هو كيف نفيد أثناء التدريب وطوال الموسم ومدى التأثير على السمات الشخصية للرياضي بشكل ايجابي إضافة إلى اكتسابهم المهارات والعادات النفسية المختلفة بالتعامل مع المتغيرات الخاصة بالرياضي لما يجيء وقت المنافسة للاعب يستخرج من هذه الاستراتيجيات والمهارات التي يتعلمها طوال الموسم يستخدم منها ما يريده وما يتناسب مع المنافسة ويعد نفسه بنفسه أثناء المنافسة ولكن لايتم هذا إلا إذا ركز على الإعداد النفسي طويل المدى!!
قضاة الملاعب
* تظل مشكلة الحكام أو قضاة الملاعب اسطوانة مزعجة تتكرر كل موسم بالذات في مرحلة الحسم كيف تعالج أو نتخلص من هذه المعضلة؟!
- القضاء على هذه الاسطوانة صعب وأنا أعتقد لن تكون هناك مباراة بدون أخطاء لأن الأخطاء بطبيعة الحال جزء من العملية الرياضية ولكن المشكلة أننا نقع في أخطاء متكررة.. وهذه مصيبة.. طبعاً أنا ما أعرف نوعية التقييم الذي يقدم للحكام هو من الأهمية بمكان لأن هناك ما يسمى بالتقييم النوعي وهناك ما يسمى بالتقييم الكمي.. التقييم الكمي حقيقة في معظم الأوقات له علاقة بعدد الأخطاء التي ارتكبها الحكم اثناء إدارته للمباراة عشرة أخطاء أو خمسة أخطاء لكن أحياناً عشرة أو خمسة أخطاء التي ارتكبها كلها ما كانت مؤثرة في سير المباراة ويجوز ارتكابه خطأ واحداً يؤثر على نتيجة المباراة على أساس كذا يقوم الحكام تقييما نوعيا وكميا.. النوعي الذي هو له علاقة بالخطأ وحجم الخطأ وليس ارتكب الخطأ لماذا اخطأت كحكم هل اخطأت على أساس التمركز هل أخطأت على أساس ما عنده القدرة على التركيز هل أخطأت لأنه فيه حجب رؤية هل اخطأت فعلاً لأن فيه ضغوط نفسية هل اخطأت بسبب كذا لماذا اخطأت ؟؟ فقط إني أخطأت.. المهم التقييم النوعي خاصة إذا قدمت لجنة الحكام لتقييم النوعي للحكم يعرف لماذا أخطأ ويعرف إزاءه نقاط الضعف ومن نقاط الضعف يعرف الحكم أسباب الخطأ ويحاول في كل مباراة يقلل من نقاط الضعف ويقومها ويتدرب عليها.
وبصراحة الذي نراه وحسب ما نشاهد ونسمع سواء في برنامج صافرة أشوف في معظم الأوقات حقيقة تقييما كميا ليس له علاقة بالتقسيمات النوعية ولو ان الاخوان في البرنامج بيزعلون.. لما نجيء نتكلم كمثال.
لماذا الحكم معجب الدوسري اعطى على سبيل المثال ابراهيم السويد كرتاً أصفر معناها شاهد شيئاً.. طيب إذا هو ما شاهدها برغم انه لمحها هل كان موقعه خطأ وما هي الزاوية التي كان يفترض أن يغطيها في هذا التوقيت حتى لا يفوته الحدث لماذا لم ينظر للمساعد قبل اتخاذ القرار.. أنا كحكم ما اتخذ القرار إلا إذا قدرت الموقف طيب ماذا كان يجب على الحكم انه يعمل ولماذا غلط لكن جزء من العملية «وش »الزاوية المفروض ينظر لها الحكم لماذا الحكم لم ينظر للمساعد قبل اتخاذ القرار واعطاء اللاعب بطاقة صفراء ثم منحه حمراء بعدما شاهد المساعد الحدث هذا ما اعتقد كلها معلومات وملاحظات من الأهمية بمكان ما ينطبق على حكم الساحة ينطبق على مساعد الحكم وإذا نحن ما نقدم تقييما نوعياً بالإضافة إلى الكمي والنوعي نقصد فيه وش اسباب الخطأ وكيف يصحح الخطأ ثق تماماً لن يكون هناك تطوير للحكام..
* كيف نجعل اللاعب يتقبل عملية التحضير النفسي ولاسيما ان هناك من عارض هذا الجانب بحجة ان اللاعبين ليسوا مجانين..؟
- جزء من عملية عدم التقبل بالنسبة للرياضيين لمهام وأدوار الاخصائي النفساني الرياضي كما قلت لك بأنها ترتبط بالمشاكل النفسية وقصور في المفهوم بين الاخصائي النفساني الرياضي والطب النفسي إضافة إلى ان جزءاً كبيراً من العملية المدربون والإداريون.
اللاعب لما يعتقد ان المدرب يهتم بهذا الجانب ويعتقد أنها جزء من الاعداد ثق تماماً اللاعبين مع الأيام يتعودون وينصاعون لذلك أما إذا كان المدرب غير مقتنع بهذه العملية لن يكون هناك تطبيق من اللاعبين.
ومن خلال الدراسة وجدت هناك لاعبين كثيرين كان عندهم اهتمام وهناك تفاعل يعني تقبل ولكن المشكلة في المدربين والإداريين وإلى أي مدى هم يتقبلون الاخصائي النفسي واعتقد ان أول خطوة يجب ان نعمل على تثقيف المدربين والإداريين بأهمية وجدوى وجود الاخصائي النفساني الرياضي بالأندية!!
أهمية العوامل النفسية
* أيهما الذي يلعب دور الحصان الجامح في ميدان الكسب العوامل النفسية أم العوامل الفنية لاسيما في لقاءات القمة؟!
- الدراسات تقول ان نجاح الرياضيين 50% لياقي ومهارات و 50% نفسي وخططي لأن الخططي يدخل بالذهن.. وكلما ارتفع الأداء زادت أهمية العوامل النفسية وفي القمة بالذات لما يكون الأداء فعلاً متميزاً تلعب أو تشكل العوامل النفسية بما نسبته 80-90% وترجع 10% عوامل مهارية وبدنية هذا لاحظ أقول بالمستوى العالي معناها الأشياء مثل البدنية والمهارية كلها مرتفعة إذاً ما الذي يحدد الفائز في يوم المنافسة أو القمة العوامل النفسية بالتأكيد..!
* التصرفات والسلوكيات السلبية التي تصدر من اللاعب داخل الملعب بلاريب تضر بفريقه ما هو تحليلك النفسي لما فعله قائد الأهلي ابراهيم السويد في لقاء فريقه مع الاتحاد في نهائي كأس الدوري؟
- في معظم الأوقات تعتقد ان المادة كفيلة بتحضير اللاعبين والوعود قبل المنافسة فتجيء وقبل المباراة الحاسمة تجد أعضاء الشرف مجتمعين.. والوعود والإدارة وجو المعسكر كل شيء تغير ولا شك ان جزءاً من هذه المتغيرات بحد ذاتها ضغوط لأن الإنسان لما يجيء ويشوف تغيير النمط وعلى أساس كذا نقول ان الاعداد النفسي دائما هو العادة الذي أنت كلاعب متعود لا تغير أي شيء قبل المباراة ما النمط الذي أنتم تسيرون عليه لا تغيروه لأن أول ما يصير فيه متغيرات مفاجئة على طول الإنسان يبدأ يعرف فيه خطر وبالتالي يرتفع مؤشر التوتر وطبيعي ان يدفع ثمنه ذلك أثناء المباراة إذا ما كان لديه مهارات أو أسلحة نفسية يستخدمها بالملعب والذي يحصل في المباريات بالذات التنافسية دائماً ماتكون في قمتها وإثارتها والمتعود عليه الرياضيون الفوز ولا شيء غير الفوز ونفسي ان الفوز والخسارة جزء من الرياضة ولكن أنديتنا تركز على الفوز والتركيز على الفوز دائما ما يسبب الضغوط.. والضغوط تسبب التشتت.. والتشتت يطلع اللاعب من جو المباراة وبالتالي لا نستغرب منه أي تصرف أو سلوك مشين ولأن الإنسان أساساً تفكيره يكون جزءاً منه بطيء وردة فعله سريعة فيعطي ان يتصرف تصرفات ممكن تؤدي إلى خسارة الفريق على هذا الأساس لازم يعوَّد اللاعب على كيف تكون ردة فعله إيجابية وكيف يتصرف مع المواقف المختلفة بصورة مثالية في المنافسات.
ولعل السلوك الذي صدر من السويد هو ردة فعل سريع دفع ثمنها في فريقه بالتأكيد!
التعليلات والتبريرات
* يضع بعض مسؤولي الأندية الحكام شماعة لكل الاخفاقات مما يعطي اللاعب مبرراً للتقصير دون حساب هل ذلك يؤثر على مسيرته مستقبلاً؟
- أنت رجعتني للتبريرات وبالمناسبة كان بحثي في الدكتوراه عن نوعية التبريرات المقدمة من قبل الرياضيين أثناء النجاح والإخفاق هل التبريرات داخلية أو خارجية طبعاً وجدنا أنه دائماً يعزو الرياضيون الهزيمة لأسباب خارجية والفوز لأسباب داخلية وهذا ما يسمى التحيز في التعليل.. وهذه أحياناً مشكلة لان التعليلات ليست مبنية على منطق.. طبعاً هي إذا كانت مبنية على منطق.. والحكم كان السبب في الخسارة ما عندي مشكلة أتكلم!! ولكن حتى وان كان الحكم مخطئاً هل إدارات الأندية تقدم تعليلات وتبريرات للصحافة تختلف عن التبريرات والتعليلات التي تقدم للاعبين في الغرفة!!!
هذه من الأهمية بمكان يعني ممكن أنا كإداري أجيء وأقول الحكم تسبب في الهزيمة وكذا وكذا ولما أجيء عند اللاعبين تعالوا نناقش الأخطاء الحقيقية التي أدت لهذه الخسارة إذا كان إداريو الأندية يعملون كذا المفروضة ما تأثر لكن إذا كانت التبريرات الإعلامية هي التي ما تقدم للاعبين وما يتعاملوا معها مشكلة!
لأن جزءاً من التبريرات هذه تأثر على الدافعية وتؤثر على الأداء مستقبلاً وهذه مجالها كبير وش أهمية التبريرات التي تعطى بعد المباراة سواء من الإداريين أو المدربين أو اللاعبين ومدى تأثيرها على الأداء ورفع المستوى.
* هل تؤيد إعادة النظر في سلم الرواتب للاعبين المحترفين طالما ان ثمة تبايناً في مؤهلاتهم الدراسية وثقافتهم وفكرهم الرياضي؟!
- رغم إيماني التام بأن هناك علاقة بين الثقافة والتعليم وبين الأداء للاعب كفكر وأنا أرى إذا كان هناك إعادة النظر في سلم الرواتب فيجب ان يكون مبنياً على الأداء والتقييم حقيقة نعم يجب ان يكون مبنياً على معايير وليس على العواطف لأن اللاعب حتى يصل للأداء المتميز لا بد ان يبذل جهداً بل تضحيات وتضحيات فهي بسيطة لذلك أرى أنه ما يكون هنالك سقف للمتميز هذه وجهة نظر لان كلما تميز اللاعب التزم ورفع من قدرته وأدائه فاستحق أن يكافأ إزاء ذلك.
إضافة إلى ان عمر اللاعب كم سنة كمتوسط 7-8 سنوات تقريباً.
* الأزمات المالية معضلة لاتزال تؤرق الكثير من الأندية المحلية فهل يكون نظام الخصخصة الحل الأمثل لاحتواء هذه المشكلة الأزلية؟
- حتى الآن لسنا قادرين على وضع استراتيجيات من أجل رفع أداء اللاعبين وتحميل اللاعبين المسؤولية لأننا نعرف أن كثيراً من الأندية غير قادرة على القيام بمسؤولياتها والالتزام بصرف رواتب اللاعبين بصورة منتظمة ولاسيما ان اللاعبين لديهم التزامات أسرية واجتماعية ومسألة تأخير صرف مستحقاتهم تؤثر بالتأكيد على الأداء والعطاء وقد يجوز ان الخصخصة ممكن تكون حلاً على الأقل يضمن للجميع حقوقهم!
* دعنا نعرج على نادي الرياض ونسألك عن عودة الدكتور صلاح السقا وعبدالرحمن الروكان.. للمدرسة سجلت نقطة تحول ايجابية في نتائج الفريق فماذا تعني هذه العودة؟
- الإدارة طلبت منا العودة وخصوصاً ان الفريق كان يعيش مرحلة حرجة بالدوري والكل يعرف انه كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط.. وأعتقد ان هنالك حاجة لهذه العودة لانقاذ المدرسة من الهبوط. صحيح ان عودتنا جاءت في وقت صعب لكن الحمدلله ان الهدف تحقق وبقي الفريق في مكانه الطبيعي طبعاً، كانت مهمتي جزءاً منها استشاري وجزء منها تواجد طبق ما طبق ونفذ ما نفذ وبقي آخر أيضاً ولا أنسى الالتفاف الإداري والشرفي ووجود الأمير فيصل بن عبدالله وحمد الرحباني وصالح الراقي وخالد المحيا ساهم في هذا النجاح.
* من خلال الاحصائية النهائية بلغ عدد حالات الطرد بالدوري (52) بطاقة نال لاعبو الرياض (11) بطاقة كأكثر الأندية حصولاً على البطاقة الحمراء فعلى من تقع مسؤولية ذلك؟
- بلا شك المسؤولية تقع على الجميع هناك أوقات المسؤولية تقع على اللاعب وأحياناً تكون المسؤولية على الإدارة أو المدرب طبعاً. وبصراحة لا أعرف طبيعة الكروت التي حصل عليها اللاعبون باستثناء طرد عمر تراوري ومأمون ديوب إضافة إلى الحارس خالد الدوسري وهذه الحالات الثلاث شاهدتها واللاعبون يتحملون المسؤولية 100% وعوقبوا بالخصم من رواتبهم بناء على تصرفهم السلبي أما باقي الحالات فمن الصعب ان أتحدث عن أسبابها لأنني لم أشاهدها اطلاقاً!!وعموماً ليس بالضرورة ان كل بطاقة حمراء ناتجة عن خشونة متعمدة فقد تكون بسبب مسك الكرة باليد أو تأخير في الوقت....الخ.
سر نجاح القروني
* كيف ترى نجاح ابن المدرسة المدرب الوطني القدير خالد القروني الذي قاد الاتحاد للفوز بكأس الدوري إلى جانب قيادته لصعود الوحدة للأضواء في موسم واحد؟
- بلا ريب نجاح خالد القروني في وجهة نظري نجاح لنادي الرياض ولا غرو في ذلك فخالد القروني مدرب طموح ويعشق التحدي وعنده السمات الشخصية والشجاعة التي تؤهله للنجاح فلذا لا نستغرب هذا التميز ونحن في المدرسة نفتخر بوجوده على قمة هرم التدريب السعودي وأتمنى له التوفيق.. وخالد مهما طال الزمن أو قصر سيرجع لناديه وبيته « الأول »الرياض.. قالها ضاحكاً!!!
* الأهواء الشخصية.. بعض أعضاء مجلس الإدارة كان سبباً في خسارة المدرسة لمدرب كبير وقدير بمستوى خالد القروني ما تعليقك؟
- بقاء المدرب أو ذهابه لا يعني أنه مدرب فاشل فهناك مدربون عالميون جاؤوا ودربوا أندية وأخفقوا وأقيلوا فهل نعتبرهم مدربين فاشلين لم تساعدهم الظروف في فرض نجاحهم. وخالد القروني لم يخفق مع الرياض ولكن أحياناً ممكن عدم التوافق وأنا ما تقبلك لسبب أو لآخر هو السبب الرئيسي لا نقعد نقول أهواء أو ما أهواء قد تكون وجهة نظر الإدارة في عدم توافقها وعموماً خالد القروني - أكرر - يبقى ابن الرياض وصدقني سنعيده للمدرسة!
لجنة محايدة
* يطالب البعض بتشكيل لجنة محايدة لحفظ حقوق الأندية واللاعبين المادية والإدارية هل تؤيد ذلك؟
- نعم، أؤيد وجود لجنة أو إدارة متخصصة للنظر في مثل هذه الأمور وهذه اللجنة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للأندية ولكن تنظر للشكاوى سواء للنادي أو اللاعب ويمكن يكون فيها ممثلون نشوف لاعبين قدماء أو لاعبين لدهيم خلفية جيدة مدعمة بالتخصصات القانونية.
المشكلة في ان اللوائح الموجودة في لجنة الاحتراف حقيقة هي في صالح اللاعب أكثر مما هي في صالح النادي يعني حقوق النادي مهدرة.
ممثلا لاعب غير منضبط لا أستطيع أن أخصم عليه إلا 50%!!! أو لاعب توقفه شهور تدفع له نصف راتب والنادي ما يستفيد منه يعني فعلاً النادي مظلوم فيها.. اتفق معك لابد ان يكون فيه لجنة محايدة تنظر للمشاكل التي تحصل من قبل اللاعبين أو الأندية وتحفظ حقوقهم بصورة نظامية.
* كلمة أخيرة تختتم بها هذا الحوار؟!
أتوجه بالشكر والتقدير لكم في الجزيرة وأخص بالشكر الاستاذ محمد العبدي، فهذه المطبوعة الرائدة والمتميزة لها مواقف عدة مع السقا وفعلاً أن التطرق إلى مثل هذه المواضيع ومحاولة تثقيف الآخرين عبر هذا المنبر أعتقد ان هذه من الأهداف التي تشكر عليها الجزيرة فمن خلال هذه الأهداف السامية والنبيلة نستطيع التقدم والرقي بالرياضة السعودية.. مع أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد.
|