إن العالم اليوم مؤيد وبشدة لأمرين: الأول إعطاء الفرصة لأبو مازن ودحلان لإصلاح الدمار والثاني الإيقاف الفوري للانتفاضة العسكرية والمضي في عملية السلام لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب الدولة العبرية. في الحقيقة هذه المعلومات يستطيع أن يستنتجها الجميع بعد سماع نشرة الأخبار مباشرة، إلا أن ما أستنتجته أنا كان مختلفاً قليلاً.
فالفترة الحالية غاية بالدقة، حتى إنني ومنذ إعلان الفرقة لم أخرج من الشقة لأتابع المسلسل حلقة بحلقة، وعلى ما يبدو أن أبو مازن ودحلان هما الرقعة الوحيدة لسد ثقوب «الخرقة».
ربما تترك الجريدة الآن وتبدأ بالبحث في التلفاز عن أغنية وطنية، أو شاعر ينشد قصيدة نبطية بكلمات بسيطة من لغتك المحلية، هل تحاول أن تفهم ما الذي يحدث للأمة العربية، توقف عند هذه المحطة على ما يبدو أن هناك قمة جديدة، لأشجعك على الاستماع فربما تكون مكيدة وإذا أصررت فأؤكد لك أنه لن تكون هناك جملة مفيدة، فالنهاية معروفة وعود وقرارات جديدة تضم إلى إخوتها في مخزن الأمم الفريدة، يبدو أن رأسك بدأ يؤلمك فأنت تستمع إلى الكلمات نفسها منذ ساعات بل سنين عديدة، أنصحك بالذهاب إلى الصيدلية وطلب دواء للتخفيف من حدة العصبية التي تصيبك كلما شاهدت دم طفلة منسية أو تذكرت اسماً لمنفذ عملية استشهادية.
لا تجهد نفسك فالزمان كفيل بأن ينسيك اسمك، حتى إنك سوف تمل من بحثك عن حقيقة يحترمها عقلك، إذاً الامل لا يزال موجوداً لكن ليس في إكمال الانتفاضة غير المتكافئة وأيضاً ليس بالحكومة المفاجئة، واليأس من رحمة الله حرام، والدعاء وحده لن يكفي لتحرير أولى القبلتين لكن ماذا نريد! لا..لا ماذا يريد الشعب الذي قاوم واستشهد وجاع وتشرد، ما الذي يريده شعب بآلام العالم تفرد.
|