المسؤولية الجماعية في مواجهة الإرهاب

على مستويات عديدة وبوسائل شتى تجري مواجهة الجرائم التي تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها، غير أن الإرهاب كثيراً ما اعتمد عنصر المفاجأة والمباغتة متجنباً في أحيان كثيرة المواجهة المباشرة، ما يكشف عن دناءة المخططين لهذه الأعمال التي تقضي في طريقها على كل ما تصادفه من النساء والأطفال والمكتسبات.
وعلى الجبهة الأمنية يتم الكثير حيث تعددت إنجازات تكشف عن وعي شامل بالتعامل مع هذه الجرائم، حيث ألقي القبض على الكثيرين فضلاً عن ضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات ما يعني تجنيب البلاد والعباد كوارث رهيبة.. والأمل أن ينتقل هذا الوعي الأمني إلى كل فرد في هذه البلاد ليتحقق هدف «كل مواطن خفير» فما دام مخططو هذه الجرائم اعتمدوا المباغتة والمفاجأة فإن الوعي المستمر بإمكانية حدوث هذه الجرائم يسهم كثيراً في إحباطها.
وعلى المدى الطويل فإن التوعية تظل محوراً رئيسياً لمواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليها من خلال كشف الأفكار الخاطئة وتوضيح حقائق الإسلام الصحيح والابتعاد عن الغلو والتشدد في المواقف والآراء والتعامل.
وقد جاء اللقاء الوطني للحوار الفكري كعنصرٍ مهمٍّ في إطار مواجهة الاستهداف الذي تتعرض له المملكة إذ إن هذا الحوار يسهم في رسم موجهات لا بَدَّ منها في الخطاب الإسلامي الداخلي والخارجي.
وفي اجتماع مجلس الوزراء الأخير نَوَّه خادم الحرمين الشريفين بهذا اللقاء نظراً لأهميته القصوى في ترسيخ نهج للحوار وتوضيح الحقائق وتبادل الرأي حول أنجع السبل في مخاطبة الآخرين ومخاطبة أبناء الوطن حول كل ما يهمُّ هذا الوطن حيث الأولوية الآن للتعامل مع موجة الاستهداف المتمثلة في التفجيرات الإرهابية والعمليات الإجرامية المتعددة التي لم توفر حتى أقدس المقدسات.إن الجميع مطالبون كلُّ حسب قدرته وكلٌّ في مجاله للإسهام في عمل متكاتف يصون الوطن ويبعد الشرور عنه، وهذا أمر يتحقق بعدة وسائل يأتي على رأسها التمسك بالعقيدة والعمل بمقتضاها والتصدي لكل شذوذ في المواقف والتعامل، والانخراط كلٌّ في مجال عمله للحفاظ على المستويات الرفيعة من النمو والتقدم للبلاد وبما يجعلها دائماً في الوضع الذي يتيح لها التعامل مع مختلف التحديات بكل اقتدار.