Wednesday 18th june,2003 11220العدد الاربعاء 18 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العلا عروس الجبال وعاصمة الآثار 4/6 العلا عروس الجبال وعاصمة الآثار 4/6
هيئة كبار العلماء تحدد الاماكن المحرمة بآثار قوم ثمود
تفاؤل بمستقبل أكثر اشراقاً «لاستثمار» آثار العلا سياحياً

  حلقات أعدها وصورها طلال حميد البلوي
في حلقة اليوم نستشرف مستقبل السياحة في العلا ولاسيما في ظل اهتمام هيئة السياحة بآثار العلا التي تحظى باهتمام كبير من السياح الاجانب.
سبق وأن تحدثنا في حلقات العلا «الجزء الأول» بشيء من التفصيل عن آثار مدائن صالح وبعض من المواقع الأثرية والسياحية بالعلا، ونريد في هذه الحلقة أن نتحدث عن مستقبل العلا السياحي خصوصا بعد إنشاء الهيئة العليا للسياحة، وما تم مؤخرا من صدور قرار بضم الآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة، لنرى ما هي الآمال والتطلعات والاقتراحات التي من شأنها تطوير المواقع السياحية بالعلا ومدائن صالح.
وطرحت «الجزيرة» سؤالا هو: كيف تنظرون إلى مستقبل آثار العلا ومدائن صالح بعد صدور قرار ضم الآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة؟
بداية تحدث «للجزيرة» سعادة محافظ العلا الأستاذ/ أحمد بن عبدالله السديري وقال: بداية أشكر لصحيفة «الجزيرة» تخصيصها هذه المساحة الطيبة لمحافظة العلا، وعن نظرة محافظ العلا لمستقبل العلا السياحي بعد قرار ضم الآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة قال محافظ العلا: إن صدور هذا القرار اضفى على المسؤولين والمواطنين على حد سواء طابع السرور والتفاؤل بمستقبل مشرق للسياحة في بلادنا الغالية، ولاشك أن وجود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله على هرم المسؤولية عن السياحة بصفته الأمين العام لهذا المرفق الحيوي سيرتقي بمستوى السياحة في شتى جوانبها إلى المستوى الذي يتطلع إليه الجميع. وأكد محافظ العلا بأن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان للعلا ومدائن صالح واشرافه بنفسه على واقع المعالم الثرية بالمنطقة لهو بحد ذاته خطوة نحو تحقيق وتفعيل التطور الساحي بالعلا لها ليصبح واقعا ملموسا خاصة في ظل توفر عوامل سياحية «دينية وتاريخية وطبيعية». واضاف «السديري»: بإن العلا إضافة لتميزها بالمعالم الأثرية والتاريخية فإنها تتزين بما حباها الله من جمال الطبيعة المتمثل بجبالها الشامخة ومسطحاتها الخضراء ورمالها الذهبية وأوديتها، فهي بالفعل محطة مستقبلية للسياحة.
ناهيك عن أن أهلها أصحاب ثقافة عريقة وتختزل ثقافة من شأنها إثراء السياحة فكرياً وثقافياً وبلورة هذه الثقافة بما يصب في قالب السياحة وبما يوائم مستقبل السياحة تمشياً مع التطلعات التي ستساهم بشكل كبير في الارتقاء بالسياحة انطلاقاً من القيم الحضارية التي تهتم بالحفاظ على الآثار وتاريخ الأمم على أرض الواقع كل ذلك لن يكون أمر صعب في ظل الدعم غير المحدود من دولتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الكريم وفي هذه المنطقة حظي القطاع السياحي بالاهتمام والمتابعة المستمرة من لدن سمو أمير المنطقة وسمو أمين عام الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، وانعكاس هذا القرار بتبعية الآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة سوف يجني ثماره ولذلك مدلولاته الحضارية وأيضاً الدلالة الواضحة على العقلية الواعية التي ترفض طمس الآثار أو تغيير معالمها بل الحرص عليها وتنمية معطياتها والاستفادة منها وستنال السياحة الاثرية في العلا نصيب الأسد بعون الله من هذه الثورة في عالم السياحة خاصة أنها مقر للزائرين والسياح من مختلف الجنسيات وعلى أعلى المستويات.
وعن قرار ضم المتاحف والآثار للهيئة العليا للسياحة تحدث «للجزيرة» مدير تعليم محافظة العلا والمشرف على تعليم البنات الأستاذ/ إبراهيم بن سليمان القاضي وقال: لا يساورني أدنى شك في أن قطاع الآثار سيشهد تطورا كبيرا وتوسعا في مسؤولياته والأعمال المناطة به، وذلك في ظل توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم بتطوير جميع المرافق وتحسين أدائها لما فيه الصالح العام.
الاهتمام بالآثار
أما ما يخص آثار محافظة العلا فقد أولت وزارة المعارف سابقا الاهتمام الجاد لما تتمتع به المحافظة من أهمية أثرية تتمثل في المواقع التي ظهرت فيها حضارات لحقب مختلفة من الزمن ولعل من أشهرها حضارة ديدان ولحيان التي نشأت في القرن الخامس للميلاد وحضارة الأنباط التي ازدهرت في الحجر«مدائن صالح» خلال القرنين الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، ولهذا فقد قامت الوزارة بجهود كبيرة تمثلت في العديد من المشاريع ذات الصلة بالآثار وأذكر منها على سبيل المثال«إنشاء وتجهيز متحف العلا للآثار والتراث الشعبي الذي يعد واحدا من المتاحف الأقليمية بالمملكة وكذلك مشروع تسوير المواقع الأثرية وحمايتها من العبث بتعيين حراس عليها بنيت لهم مساكن على نفقة الوزارة كذلك تطوير وتحسين المواقع الثرية في مدائن صالح وترميم وإنارة مباني سكة الحديد، وغير ذلك الكثير من المشاريع التي تهدف إلى المحافظة على الآثار وإبرازها كشواهد حية على تاريخ وعراقة هذا الجزء من بلادنا الغالية بافضافة إلى تهيئة هذه المواقع للسياحة الأثرية والتاريخية حيث يتوافد على العلا ومدائن صالح العديد من الزوار منذ سنوات عديدة من داخل المملكة وخارجها» وبالتالي فإن جهود الوزارة تذكر فتشكر من قبل جميع العاملين في هذا القطاع وخصوصا الذين عاصروا هذه الجهود خلال السنوات السابقة.
وعن النظرة المستقبلية لآثار العلا ومدائن صالح فهي نظرة يملؤها التفاؤل باستمرار الجهود نحو المحافظة على آثار هذا الجزء من بلادنا العزيزة وإبرازها من خلال البحوث والدراسات بالإضافة إلى إستكمال تهئيتها بالطرق المناسبة لكونها معلما سياحيا بارزا، وقد بدأ اهتمام من قبل الهيئة العليا للسياحة الذي بدأ منذ إنشائها وتمثل في إجراء العديد من الدراسات وقيام العديد من الخبراء والمختصين من الهيئة بزيارة محافظة العلا لهذا الغرض، ونأمل أن يظهروا هذه الجهود في أقرب وقت ممكن متمثلة في ما تحتاجه آثار المحافظة من دعم بالكوادر الوطنية كالمرشدين السياحيين ومن تجهيزات وآليات تساهم في أن يؤدي العاملون في هذا القطاع مهامهم على أكمل وجه.
وعن قرار ضم المتاحف والآثار للهيئة العليا للسياحة تحدث «للجزيرة» الأستاذ/ حامد بن أحمد الشويكان عضو اللجنة الاهلية للسياحة بالعلا وقال: إن القرار الصائب يأتي في إطار الهيكلة الجديدة لاجهزة الدولة الذي صدر مؤخراً من القيادة الحكيمة يهدف إلى تركيز جهود التنمية وتطوير المؤسسات والوزارات لتصب في مصلحة تنمية الوطن وبما ينعكس إيجابا على المواطن وهو الهدف الرئيس للتنمية المستدامة. أما بالنسبة لمستقبل آثار العلا ومدائن صالح بعد ضم وكالة الآثار والمتاحف إلى الهيئة العليا للسياحة فلاشك أنه يتوقع وانطلاقاً من اهتمام الهيئة العليا للسياحة وتبنيها برامج علمية رائدة في تطوير القطاع السياحي بالمملكة، فاني أتطلع إلى مواصلة تطوير هذه المحافظة الغنية بآثارها الوافرة بعطائها الكبير وبامكاناتها لتكوين رافداً قوياً ومصدراً مهماً من مصادر الدخل الوطني وانظر إلى المستقبل بكثير من التفاؤل والأمل لتحقيق الطموحات المأمولة والاهتمام بهذا النشاط الذي ظل فترة طويلة يعاني من عدم وضوح الرؤية ولعل ما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً عن قرب انتهاء مرحلة العناية المركزة للنشاط السياحي يبشر بولادة صناعة سياحية سعودية ذات أسس راسخة، وفي الوقت القريب إن شاء الله.
أما بالنسبة للاقتراحات التي أود طرحها فاعتقد أن لدي الهيئة العليا للسياحة العديد من الدراسات والخطط العلمية، وزيارات فرق العمل المختلفة خلال الفترة الماضية التي أجزم أنه في حال تطبيقها وبمشاركة القطاع الخاص فإن المستقبل السياحي للوطن الغالي سيكون مشرقاً وسيوفر العديد من فرص العمل ويحقق الاهداف المرجوة على أنني أود التذكير لبعض النقاط التي ربما ينبغي الاسراع في تبنيها خاصة في هذه المحافظة السياحية العلا وهي كالتالي:-
أولاً- الديرة «مدينة العلا القديمة» وهذه المدينة الإسلامية العريقة معرضة للانهيار بين يوم وليلة مالم يتم تداركها والعمل على المحافظة عليها واستثمارها وتتعرض حالياً لعدد من المخاطر وأهمها السيول والعوامل الجوية ولطبيعة بنائها واتمنى مخلصا أن تتضافر الجهود لإنقاذها والاستفادة منها سياحيا خاصة بعد أبدى الاهالي استعدادهم للتعاون لإنقاذ ما تبقى منها وأخشى إن لم يتم ذلك وفي القريب العاجل اندثارها لاسمح الله ثم إلقاء اللوم للتأخر في المحافظة على هذه المدينة الإسلامية العريقة التي يقدر عمرها بحوالي 800 سنة ويندر وجود مثيل لها.
ثانيا- أهمية تطوير متحف العلا للآثار والتراث الشعبي وتزويده بالامكانات البشرية الفنية خاصة باحثي الآثار والمرشدين السياحيين والمؤهلين مع أهمية إجادة اللغات الأنجليزية، الفرنسية، الاسبانية، الالمانية.
ثالثا- أقترح هنا إنشاء معهد عالٍ لعلوم السياحة والفندقة وكلية لخدمة المجتمع لتساهم في إعداد الكوادر الوطنية وإيجاد فرص عمل لهم وزيادة النمو الاقتصادي.
رابعا- عقد ندوة بمحافظة العلا يدعى لها المختصون ونخبة من المستثمرين للتعريف بالامكانات السياحية والطريقة المثلى لاستثمارها وبرعاية الغرفة التجارية ومشاركة اللجنة الاهلية لتنمية السياحة بالعلا.
خامسا- المحافظة على الاماكن السياحية لتنمية السياحة بالعلا وحمايتها من الاعتداء واختلاق مبررات الملكية الخاصة واعتبارها ثروة وطنية ينبغي حمايتها ومنع التعدي عليها.
سادسا- التركيز على نشر الوعي البيئي والاهتمام بسياحة الصحراء لتوفر كافة مقوماتها بالمحافظة.
البلدية والسياحة
وعن دور البلدية في التنشيط السياحي قال المهندس/ عبدالعالي علي الشيخ رئيس بلدية محافظة العلا:
المستقبل والوقع السياحي لمحافظة العلا ممتاز جدا وذلك بحكم وجود الآثار كمدائن صالح والخريبة وعكمة والمابيات والبلدة القديمة وغيرها من الآثار التي تزخر بها محافظة العلا أضف إلى ذلك طبيعة العلا حيث إنها منطقة زراعية تشتهر بالنخيل واشجار الحمضيات ذات الأصناف الجيدة كما تحيط بها الجبال العجيبة، وبين هذه الجبال توجد الكثبان الرملية الجميلة والروضات الخضراء التي تجبر من يزورها ان يعجب بها ويكرر الزيارة لها مرات ومرات.
والبلدية على أتم الاستعداد للتعاون مع اللجنة السياحية بمحافظة العلا التي يرأسها سعادة محافظ العلا وايجاد الحلول المناسبة للعقبات التي تعترض التنشيط السياحي.
وقد قامت البلدية مؤخرا بتأجير ثلاثة مواقع لإقامة فنادق سياحية بمدينة العلا، وقد تم الانتهاء من فندقين والثالث على وشك الانتهاء فبهذا تم القضاء على مشكلة السكن التي كانت تعترض زائري العلا، كما تم تأجير مواقع لمراكز تجارية وملاهي أطفال على مستثمرين سعوديين ليستمتع بها الزائر والمقيم بالمحافظة.
أما المواطن/ هاشم بن علي العويضة قال ل «الجزيرة» إن هذا القطاع يضطلع بفتح نافذه مهمة للتعريف ببلادنا إذ إن النظرة القاصرة لدى مواطني الدول الغربية والأمريكية وغيرها من الدول الآسيوية تعتبر السعودية هي عبارة عن خيمة وبئر نفط ولم يكن يعرفون بان المملكة هي ارث حضاري ثقافي موغل في القدم وقد مرت عليها عدة حضارات بل إن الدول المجاورة استقت معظم حضارتها من السعودية. وأرى كأحد مواطني مدينة العلا مدينة التاريخ بأن ضم هذا القطاع المهم الذي يتعلق بالآثار والمتاحف للهيئة العليا للسياحة هي إضافة مهمة في الحفاظ على الهوية الأثرية لما تضمه جنبات العلا من متاحف مفتوحة والمتمثلة في مدائن صالح والخريبة والمابيات وغيرها من المواقع الأثرية الموغلة في القدم وقد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا الجانب المهم جهوداً لا تنسى ويعجز اللسان في تعدادها وليس ادل علي ذلك سوى توافد السياح الاجانب من شتى اقطارالعالم وقد سعدت احدى المرات بمقابلة سياح جاؤوا من اليابان ووجدتهم مندهشين جداً بما رأوه من آثار بمدائن صالح ولم يفتهم حتى مشاهد التشكيلات الصخرية التي تجلت عظمة الخالق في تكونها وبالتحديد لقد قابلتهم عند ما يعرف بجبل الفيل الذي له شهرة واسعة لدى السياح اليابانيين وقالوا: ان رحلتهم هذه لا تنسى وان هناك سياحاً من بلدهم شجعوهم على القيام بهذه الزيارة وقد تحدثوا لهم عن هذا الفيل دليل على ان السياح يهتمون بتفاصيل زياراتهم. وكوني مواطناً أطمح بان تكون هذه محافظة العلا وما يتبعها من مواقع أثرية وسياحية نقطة جذب سياحية واستثمارية مهمة على خارطة الهيئة العليا للسياحة وهنا أود أن اطرح هذه الاقتراحات والملاحظات لسمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة واعدها نتاج جهد متواضع وهي:
1- حصر الاماكن والشواهد الآثارية في مدينة العلا.
2- صيانة الاماكن الاثرية بالعلا وتعيين حراس عليها.
3- فتح باب الاستثمار في المواقع الاثرية وانشاء البنية التحتية من هواتف وفنادق ومطاعم وبوفيهات.
4- تعبيد وسفلتة الطرق المؤدية إلى الآثار.
5- اصدار اطلس خاص بآثار العلا.
6- فتح فرع للهيئة بالعلا يعمل على مدى 24 ساعة.
7- توظيف مرشدين سياحيين من أبناء العلا لخدمة السياحة.
8- تحديد الإشراف الكامل على الآثار والسياحة ممثلة في فرع الهيئة وفتح تصاريح الزيارة دون الرجوع إلى المحافظات.
ولابد لنا من الوقعة حول آثار الحجر«مدائن صالح» ونأمل أن يتم تدريب مرشدين سعوديين وبلغات عدة ليشرحوا عن هذه الآثار للزائرين والسياح بسرد موجز عن قصة قوم ثمود مع نبيهم صالح عليه السلام وناقة الله، وان قصتهم جاءت مفصلة في «القرآن الكريم» وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مر بها ونهى أصحابه عن الجلوس فيها لانها أرض عذاب، وأن المجيء لهذه المنطقة هو لأخذ العظة والعبرة، ونستغل ذلك في إعطائهم المعلومات الصحيحة عن الإسلام ونرغبهم فيه، وأن يتم إعداد كتيبات بلغات متعددة تحكي قصة صالح عليه السلام مع قومه يتم توزيعها على الفنادق ومكاتب السياحة وعلى السياح قبل أو أثناء وصولهم مدائن صالح.
فتوى المنطقة المحرمة
قرار هيئة كبار العلماء بشأن تحديد المنطقة المحرمة في الحجر«مدائن صالح»: يتساءل الكثيرون عن نص قرار هيئة كبار العلما بشأن تحديد المنطقة المحرمة من أرض الحجر «مدائن صالح»، ويسرنا أن نذكر لكم مقتطفات من هذا القرار الذي يتمنى الجميع الاطلاع عليه: ففي عام 1392ه أكثر الناس الحديث عن جواز سكن الحجر والعيش فيه خصوصا بطن الوادي وقرب الآثار، فرفع الأمر إلى ولاة الأمر لجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله - فعرضه على هيئة كبار العلماء للنظر في السكن في مدائن صالح، فصدر قرار من هيئة كبار العلماء برقم 9 في 16/4/1393ه وهذه مقتطفات من القرار للفائدة: «الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ففي الدورة الثالثة لمجلس هيئة كبار العلماء المنعقدة فيما بين «1/4/1393ه و17/4/1393ه» وبناء على ما جاء في الفقرة الثانية من القرار رقم 7 الصادر عن هيئة كبار العلماء في الدورة الثانية لمجلسها المنعقد في النصف الأول من شهر شعبان عام 1392ه من إرجاء تحديد الممنوع إحياؤه من ديار ثمود حتى يقدم للمجلس بحث مستوفٍ من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعد تطبيق ذلك على واقع الأرض بواسطة أهل الخبرة في تلك الجهات وبالاشتراك مع بعض الفنيين لرسم ذلك ليتم البت في تحديد الممنوع إحياؤه من غيره وبناء على البحث المقدم من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعد شخوصها إلى أرض الحجر ومشاهدتها إياها واتصالها بأهل الخبرة في تلك الجهات، وما اشتمل عليه البحث من وصف كامل لمشاهداتها ومن خارطة تقريبية لها ولما فيها من آثار وجبال ووديان ومزارع وغير ذلك في الدورة الثالثة لمجلس الهيئة جرى استعراض النصوص الواردة في ذلك والتي يمكن ان يستند عليه في التحديد وهي ما يلي:
وقال تعالى:{وّثّمٍودّ الّذٌينّ جّابٍوا الصَّخًرّ بٌالًوّادٌ}، وروى البخاري في صحيحه بسنده عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأرض الحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى اجتاز الوادي»، وروى أيضا بسنده عن نافع أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض ثمود الحجر فاستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا من بئرها وأن يعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة»، واخرج معلقا بصيغة الجزم قال ابن حجر في الفتح وصله البزاز من طريق عبدالله بن قدامة رضي الله عنه أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتوا على واد فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:«إنكم بواد ملعون فأسرعوا، وقال من اعتجن بمائه أو طبخ فليكبها» الحديث، وروى مسلم في صحيحه بسنده عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال: مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر فأسرع حتى خلفها».
قال النووي في شرحه قوله: «ثم زجر فأسرع حتى خلفها» أي زجر ناقته، فحذف ذكر الناقة للعلم به، ومعناه ساقها كثيرا حتى خلفها، وهو بتشديد اللام أي جاوز المساكن.
وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس عام تبوك نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود فاستسقى الناس من الآبار التي كان يشرب منها ثمود فعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا قال: «إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم». قال ابن كثير في البداية والنهاية بعد سياقه هذا الحديث: وهذا الحديث إسناده على شرط الصحيحين من هذا الوجه ولم يخرجوه.
وبناء على ذلك وحيث إن موارد النهي في هذا الحديث تأتي على امرين:
أحدهما: دخول مساكنهم سواء ما كان منها في الجبال أو كان في السهول مما في الأرض.
الثاني: الاستقاء من آبارهم وقد وجد بين الآثار في الجبال والسهول آبار قديمة تواترت الأخبار فيما بين أهل المنطقة أنها آبار ثمودية: ما أن بعض هذه الأحاديث يدل على الأمر بالإسراع في الوادي عند المرور به حتى يتم اجتيازه وعلى التقنع فيه. وحيث إن الهيئة لم تجد نصوصا صريحة تحدد المنطقة تحديدا لا يكون للاجتهاد فيه مجال وحيث ان ما ذكره بعض أهل العلم بالتفسير والسير كابن إسحاق وغيره من تحديد أرض الحجر بثمانية عشر ميلا أو بخمسة أميال لا يمكن الاعتماد عليه في تحليل أو تحريم ما لم يكن معتمدا على ما يثبت من كتاب أو سنة. وحيث إن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل ينقل ذلك الأصل عن حكمه.
بناء على ذلك فإن الهيئة تقرر ما يأتي:
أولاً: منع الإحياء والسكن فيما يلي:
أ- ما كان فيه آثار من جبال وسهول.
ب- الآبار الثمودية.
ج- مجرى الوادي ومفرشه.
ثانياً: ما عدا ذلك مما كان خارجا عما منوه عنه أعلاه وداخلا في محيط سلسلة الجبال القائمة فإن الهيئة تقرر بالأكثرية جواز إحيائه والسكنى فيه لأن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل الحظر. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم الموقعون هيئة كبار العلماء. «عبدالله بن حميد، عبدالله خياط، رئيس الدورة الثالثة/ محمد الأمين الشنقيطي، عبدالعزيز بن صالح، عبدالحميد حسن، عبدالرزاق عفيفي «لي وجهة نظر مرفقة»، إبراهيم بن حمد آل الشيخ، سليمان العبيد، عبدالعزيز بن باز، عبدالله بن غديان» مع توقفي فيما زاد عن ما جدد داخل سلسلة الجبال المحيطة»، راشد بن خنين، صالح اللحيدان «إنني متوقف فيما زاد عما حدد بمنطقة الآثار إلى مجتمع الأودية من الجهة الغربية وموافق على ما فيه الآثار ولا أبالي»، عبدالله بن منيع، صالح بن غصون«لي وجهة نظر مرفقة»، محمد بن جبير». وبعد صدور هذا القرار قامت الدولة- رعاها الله- بتعويض من كانوا في المنطقة المحرمة وتم تخطيط الأماكن الصالحة للزراعة ووزعت على الملاك من أهل الحجر وبقية المواطنين في الحجر وعمل سياج حول الأراضي التي صدر القرار بعدم جواز السكن فيها. في حلقة الغد إن شاء الله نتجول واياكم في براري العلا التي هي بمثابة منتزه مفتوح.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved