* جدة - خالد الفاضلي:
تتضاءل خلال الأشهر الثلاثة القادمة الفائدة الربحية لمليار ريال سعودي مستثمرة في قطاع القرطاسيات واللوازم حالما يغادر آخر تلميذ قاعة الامتحانات خلال الاسبوع القادم.
تبلغ القوة الشرائية للمستلزمات المدرسية ما يعادل احتياجات 5 ملايين و500 ألف طالب وطالبة بمعدل يتراوح بين 500 ريال و1000 ريال للتلميذ الواحد على امتداد العام الدراسي «9 أشهر» في حين تدفع القرطاسيات السعودية 150 مليون ريال لاستيراد دفاتر ومذكرات ب «114 مليون ريال» و40 مليون ريال لمستلزمات مصنوعة من اللدائن، يذهب منها 66% للمصانع الصينية، بينما تستقبل المصانع السعودية لفافات الورق غير المصنّع من اندونيسيا، في حين يأتي الورق المصنّع، الدفاتر، المذكرات، وبعض أنواع الأقلام من مصانع سورية وكورية واندونيسية أيضاً.
وتعتبر سوق القرطاسيات سوقاً «ضبابية» لا تخضع لمعادلات واضحة ومقننة بقدر خضوعها إلى صراعات الموضة والحالة المزاجية لدى الطالب والطالبة وولي أمرهما وتتأثر بالقدرات المالية للآباء أكثر من الأبناء في حين يشير راشد ديماس «صاحب قرطاسية» إلى أن المشتري السعودي يأتي إلى القرطاسية وهو متعب من فواتير حياتية مختلفة، ولا يمكن التنبؤ بأولياته واحتياجاته، ولا توجد قوانين تسويقية واضحة تتيح بناء استراتيجية ثابتة، فالمتسوق السعودي غير متمسك بعاداته وتقاليده التسويقية السابقة، وبالتالي تقع بعض القرطاسيات في مأزق تجاهل المتسوق السعودي لمحتوياتها.
تتصف سوق المليار «أو القرطاسيات» بقوة المجاهرة في حرب الأسعار بينها وكل قرطاسية تضع أسعارها بطريقتها فتجد للمنتج الواحد سعراً مختلفاً في كل قرطاسية حتى لو كانت متجاورة بينما يدخل ديكور القرطاسية كأحد العوامل المساعدة في رفع السعر، فيما تحاول القرطاسيات تشريع أبوابها مع بداية العام الدراسي إلى ساعات متأخرة من المساء استجابة لاستمرار تهافت الطلاب والطالبات في حين تميل الطالبات وصغار التلاميذ إلى شراء مستلزمات ذات خصوصية في اللون والرسومات الكرتونية على الحقائب أو الدفاتر.
من ناحية ثانية، تدخلت وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية عدة مرات لكبح مدارس حكومية وخاصة ترغم التلاميذ والتلميذات على شراء مستلزمات غير ضرورية ذات اسعار عالية تسببت في غضب أولياء الأمور من استمراء مدرسين ومدرسات مص دماء محافظهم الصغيرة وإنهاكها بتكاليف لا تدخل في دائرة ضروريات التعليم.
كما أن الطالبات اقل حرصاً من الطلاب على البحث عن اسعار مناسبة أو تخفيضات ويستجبن بسرعة لبريق الزخرفة اللونية ورسومات الشخصيات الكرتونية.
وفي السياق ذاته، تتعاطى رؤوس الأموال السعودية بفتور مع فرص استثمارية في مجال صناعة مستلزمات القرطاسيات والورق رغم وجود تجارب سابقة ناجحة في صناعة السبورات، الفلين، الورقيات والملفات الورقية فيما تعلل الدراسات عزوف الصنَّاع السعوديين عن الصناعات الورقية رغم ربحيتها إلى وجود فرص تصنيعية مختلفة أرباحها أكثر.
| 
