منذ الاعلان عن مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش «خطة الطريق» والأطراف الثلاثة التي تتعامل مع بنود الخطة، تفهم هذه البنود كل حسب مصالحه وأهدافه وحتى طموحاته.
الأمريكيون لهم أهدافهم وتصوراتهم ولذلك يسعون إلى تحقيق هذه الأهداف وفق الامكانيات المتاحة لهم وقدراتهم السياسية و العسكرية.. وإن كان الهدف المعلن هو تحقيق تسوية تنهي الصراع العربي الإسرائيلي.
الفلسطينيون أو على الأقل من قبلوا خطة الطريق يرون فيها وثيقة سياسية واهنة تمثل القاسم المشترك الأدنى حداً للاتفاقات الدنيا، ولكنهم قبلوا بها لأنها بنظرهم المخرج المتوفر حالياً لإنهاء المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
اما الإسرائيليون فمنهم من يرى فيها حلاً للمأزق الذي ولّده احتلالهم لأرض وشعب لا يمكن أن يستوعبوه.. وإن الخطة تمكنهم من السيطرة على الجزء الأكبر من فلسطين وتجعلهم مقبولين في المنطقة. ولكن الفلسطينيين والأمريكيين ونسبة كبيرة من الإسرائيليين متشككون في صدق شارون في تعامله مع الخطة ويتخوفون أكثر من نزواته ومغامراته و«شطحاته» التي - كل واحدة منها - قد تنسف الخطة، كالذي فعله في محاولة اغتيال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. ولذلك وبعد وصول المبعوث الأمريكي جون ولف والجهد المصري الذي تمثل في تحركات الوزير عمر سليمان ومساعده الذي اكمل مباحثات الوزير سليمان التي اجراها في رام الله، حيث تباحث المبعوث المصري في غزة مع قادة حركتي حماس والجهاد، ونتيجة التحرك المصري والتواجد الأمريكي تتجه النية إلى تشكيل قوة فصل عسكرية أمريكية أو تابعة للحلف الاطلسي، ويرى رئيس طاقم المفاوضات السابق في الجانب الإسرائيلي جلعاد شير ان قوة حفظ السلام والاستقرار الدولية برئاسة أمريكا والتي ستكون مسؤولة عن المناطق بعد خروج قوات الاحتلال الإسرائيلية من المناطق الفلسطينية مهمة القوة وتركيبتها وهيكلتها وإطار عملها ستتركز على الاعتبارات التالية حسب رأي جلعاد شير.
1- الصلاحية أو المواثيق الدولية تطبق على المناطق الفلسطينية وفقا للحدود المؤقتة المحددة في خريطة الطريق.
2- قوة حفظ السلام الدولية برئاسة أمريكا وقيادتها ستنتشر في المناطق الفلسطينية وتتواجد بصورة رمزية في حدود الدولة الفلسطينية المؤقتة، مسؤولية هذه القوة ستكون شاملة - أمنية وسياسية - وستحل محل جيش الدفاع والسلطة إلى أن تتبلور القيادة الفلسطينية الراسخة والمسؤولة وأجهزتها الأمنية الفعالة.
3- القوة الدولية ستعمل بالتعاون والتنسيق مع جيش الدفاع ومع الجهات الفلسطينية ذات العلاقة للقيام بعملية مكافحة متواصلة وفعالة للإرهاب الفلسطيني بكل انواعه وبناه التحتية. القوة ستعمل على منع التحريض وحل التنظيمات المسلحة وجمع الأسلحة وبناء جهاز أمني مركزي قادر على تحمل المسؤولية الأمنية عن المنطقة في المستقبل وتبلور الظروف الملائمة لنشوء نظام حكم مستقر وراسخ.
4- القوة الدولية ستعمل في موازاة المسؤولية الأمنية من خلال صندوق الانتداب المركزي على ترميم البنى التحتية الاقتصادية في المناطق الفلسطينية وإنشاء أساس للإدارة السليمة وسلطة القانون التي هي نفس الاصلاحات التي يتحدثون عنها مراراً.
هذا النموذج الذي يقدمه شير والذي يقول أنه قائم على المواثيق الدولية والقوات الدولية في إطار عملية الانسحاب من غزة «غزة أولاً» وبعدها يمكن أن يطبق النموذج في الضفة الغربية بصورة تدريجية.
دور القوة الدولية سيتواصل إلى ما بعد المرحلة الأولى من خريطة الطريق «التي يفترض أن تنتهي خلال أشهر معدودات حسب المخطط» وستكون إدارة ضرورية للتوصل للاتفاقات وتطبيقها.
هذا التصور الذي يقدمه شير يكاد يكون الأكثر قرباً للتطبيق خصوصاً وأنه يحظى بدعم إسرائيلي وأمريكي.
|