* القاهرة - مكتب الجزيرة - عمر شوقي:
تردد في الآونة الاخيرة مصطلح المسيحانية الصهيونية وبالتحديد منذ اشتعال الانتفاضة الفلسطينية حتى الآن الأمر الذي يزيد من اهمية تلك المسألة وتداعياتها.
في البداية تم تعريف الصهيونية المسيحية على انها «الدعم المسيحي للصهيونية».، وقد قيل أيضاً إنها «حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض»، ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة «دولة اسرائيل» ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي «اسرائيل».
«والتر ريجنز» الأمين العام لما يسمى «السفارة المسيحية الدولية» وهي من أحدث وأخطر المؤسسات الصهيونية ومركزها في القدس، يعرف اصطلاح الصهيونية المسيحية بطريقة سياسية وعلى أنه -أي التعريف- أي مسيحي يدعم الهدف الصهيوني لدولة اسرائيل وجيشها وحكومتها وثقافتها الخ.
أما القس «جيري فالويل» مؤسس جماعة العمل السياسي الأصولي المسماة «الأغلبية الأخلاقية» وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: «إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة اسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم، إن إعادة إنشاء دولة اسرائيل في العام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين لهي في نظر كل مسيحي مؤمن بالكتاب المقدس تحقيق لنبوءات العهدين القديم والجديد».
سنتعرض لهذه المسألة بعد قليل، إنما وفي ختام التعريفات أقول إن الصهيونية المسيحية في نهاية المطاف تعبر، وكما جاء في بيان اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في نيسان (أبريل) عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين (1986)، عن مأساة في استعمال الكتاب المقدس، واستغلال المشاعر الدينية في محاولة تقديس إنشاء دولة ما، وتسويغ سياسات حكومة مخصوصة.
إذن لا يوجد مكان للصهيونية المسيحية في الشرق الأوسط، ويجب أن تنبذ من قبل الكنيسة العالمية، إنها تشويه خطير وانحراف كبير عن الإيمان المسيحي الحقيقي المتركز في السيد المسيح كما أنها تدافع عن برنامج سياسي قومي يعتبر الجنس اليهودي متفوقاً، وكما وصفها أحد القادة في الكنيسة الأنغليكانية:«إن إعطاء وكيل عقارات الى الله يحطم القلب...إنهم لا يكترثون بالمسيح أبداً»، وبكلمات رجل دين فلسطيني محلي :«إنهم أدوات تدمير وخراب، وهم لا يعطون أي اعتبار أو أهمية للمسيحيين الأصليين في هذه البلاد».
الجذور التاريخية والدينية للصهيونية المسيحية
نشأت الصهيونية المسيحية، في انجلترا في القرن السابع عشر، حيث تم ربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميماً حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، وانتقلت في مرحلة ثانية الى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أخذت أبعاداً سياسية واضحة وثابتة كما أخذت بعداً دولياً.
الألفية كتمهيد للصهيونية المسيحية
الصهيونية المسيحية هي أيديولوجيا دينية «رؤيوية» سياسية حديثة العهد نسبياً، لكن جذورها تتصل بتيار ديني يعود الى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية Millenarianism)) والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين الذين هم من أصل يهودي، وهو يعود الى استمرارهم في الاعتقاد بالمشيحية الزمنية -المشيحية كلمة من أصل عبري والى تأويلهم اللفظي لما ورد في سفر رؤيا يوحنا - 20/3- 6، وهو أن المسيح سيعود الى هذا العالم محاطاً بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سُموا بالألفية، ولربما أن هرطقة مونتانوس الفريجي، حوالي عام مئة واثنين وسبعين كانت التعبير الأكثر وضوحاً عن النتائج العلمية للحركة الألفية، فلقد اعتبر هذا الأخير أن حياة أعضاء الكنيسة الروحية والأخلاقية قد تدهورت كثيرا بسبب تأثير العالم السيئ عليها، فأراد أن يرجعها الى العصر الرسولي الأول، وقد ادعى انه النبي الجديد الذي أوكل الله اليه هذه المهمة، فراح يبشر بقرب نزول أورشليم السماوية، ومجيء السيد الى فريجية العليا (آسيا الصغرى) لتأسيس مملكته الأرضية ذات الألف عام.
وبقيت الحركة الألفية في مد وجزر، ففي القرون الوسطى اعتنق الألفيون أكثر فأكثر عقائد مسيحية ابتعدت عن الإيمان القويم، كما أنهم وقفوا موقفاً معادياً لروما وللباباوية وللكثلكة، وابتداءً من نهاية القرن الحادي عشر، نرى الحركات الألفية تنضوي بكثرة تحت لواء الحملات الصليبية، لكن حتى القرن السابع عشر، لم تحمل الحركة الألفية (أي عودة السيد الثانية وحكمه ألف سنة) أي طابع يهودي يشير الى عودة اليهود الى فلسطين.
الصهيونية المسيحية البريطانية
إلا أن بوادر تفسير الكتب المقدسة تفسيراً حرفياً وربطها بالسياسة، ولا سيما بتصور دولة يهودية تتميماً -حسب زعم الألفيين- لنبوءة الكتاب المقدس، فقد بدأت بشكل بارز في بريطانيا في القرن السابع عشر.
وقد تسارع هذا التطور إبان العصر الطهري «البيوريتاني»، بعد أن كانت تلك المعتقدات الألفية قد تراجعت في العهد «الإلزابيتي»، فمن هذا الاتجاه نذكر:
- استعمال العبرية لغة للصلاة في الكنائس.
- نقل يوم ذكرى قيام السيد المسيح من يوم الأحد الى يوم السبت اليهودي.
- مطالبة بعض البيوريتانيين الحكومة بأن تعلن التوراة أي العهد القديم دستوراً لبريطانيا.
- ونجد في العام ألف وخمسمائة وثمانية وثمانين (1588) رجلاً بريطانياً من رجال الدين واسمه «بريتمان» (1562-1607)، يدعو الى إعادة اليهود الى الأراضي المقدسة تتميماً لنبوءة الكتاب المقدس.
- وفي العام ألف وستمائة وخمسة عشر (1615) دعا البرلماني البريطاني «السير هنري فينش» الحكومة الى دعم عودة اليهود الى فلسطين حيث كتب:«ليس اليهود قلة مبعثرة، بل إنهم أمة، ستعود أمة اليهود الى وطنها، وستعمر كل زوايا الأرض..وسيع يش اليهود بسلام في وطنهم الى الأبد».
إلا أن الركيزة الدينية /السياسية/ الأيديولوجية الأولى للصهيونية المسيحية في بريطانيا قامت على يد «أوليفر كرومويل»، فقد كان هذا الأخير على مدى عشر سنوات (1649-1659) رئيسا للمحفل البيوريتاني، وهو الذي دعا الى عقد مؤتمر عام ألف وستمائة وخمسة وخمسين (1655) للتشريع لعودة اليهود الى بريطانيا، أي إلغاء قانون النفي الذي اتخذه الملك «إدوارد»، ففي هذا المؤتمر تم ربط الصهيونية المسيحية بالمصالح الإستراتيجية لبريطانيا، ومن خلال عملية الربط تلك تحمس «كرومويل» لمشروع التوطين اليهودي في فلسطين منذ ذلك الوقت المبكر.
بعد العام ألف وثمانمائة برز «القس لويس واي» الذي صار مدير الجمعية اللندنية لترويج المسيحية بين اليهود في العام ألف وثمانمائة وتسعة (1809)، وقد تحولت الجمعية بجهوده قوة كبرى في التعبير عن عقائد الصهيونية المسيحية بما فيها عودة اليهود الى فلسطين.
شخصية أخرى ساهمت في تطوير هذا الاتجاه في بريطانيا هو «الشريف هنري دارموند» عضو مجلس العموم البريطاني، فقد تخلى «دارموند» عن عمله السياسي بعد زيارة الأرض المقدسة ونذر حياته لتعليم الأصولية المسيحية والكتابة عنها وعن صلتها بعودة اليهود الى فلسطين.
أما «اللورد شافتسبوري» (1818-1885)، وهو من أكابر المصلحين الاجتماعيين الإنجيليين البريطانيين، وقد عمل لتخليص بريطانيا من العبودية، ومن ممارسات تشغيل الأحداث الظالمة، فقد كان من الألفيين المتحمسين والمناضلين من أجل عودة اليهود الى فلسطين، وكانت نظرته تتسم الى حد بعيد بالعداء لليهود، إذ كان يفضل رؤيتهم يقيمون بالأراضي المقدسة بدلا من انكلترا.
وأشد الصهيونيين المسيحيين البريطانيين ضلوعاً في السياسة فهو القس «ويليام هشلر» (1845- 1931) فقد عمل في السفارة البريطانية بفيينا ونظم عملية تهجير اليهود الروس الى فلسطين وفي العام ألف وثمانمائة وأربعة وتسعين (1894) نشر كتاباً عنوانه «عودة اليهود الى فلسطين» وطرح هذه العودة على قاعدة تطبيق النبوءات الدينية الواردة في العهد القديم، والأهم من كل ذلك انه كان من المؤمنين المتحمسين لأبي الصهيونية تيودور هرتزل وقد أتاح «هشلر» الدعم السياسي والاتصالات لهرتزل خلال المرحلة الحاسمة، وبذل مساعيه في اللوبي من أجل القضية الصهيونية لمدة تناهز الثلاثين سنة.
نهاية العالم
على الطريقة الأمريكية
انتقلت في القرن العشرين الصهيونية المسيحية الى الولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما بعد إنشاء دولة اسرائيل وترجمت بعض الآيات الدينية بعد ان حرفت تفاسيرها الروحية ترجمةً سياسية مباشرة صبت بقوة في دعم دولة اسرائيل واستخدم الصهيونيون المسيحيون الأمريكيون وسائل الإعلام الجماهيرية بشكل منقطع النظير لنشر أفكارهم وأوهامهم وأحلامهم ومعتقداتهم.
وعلى سبيل المثال، نهاية العالم كما تتصوره الصهيونية المسيحية، وجدنا فيه بعض الملامح التي ترافق الغزو الأميركي الحاصل حاليا على العراق، وقبل ذلك، بعض الملامح هي رد الإدارة الأمريكية الحالية على أحداث الحادي عشر من أيلول ألفين وواحد (2001)، وذلك بشن حملة إرهاب في العالم أجمع تصدياً على حد زعمها للإرهاب الذي طالها.
هذا وان نهاية العالم على الطريقة الأمريكية الصهيونية تستند شكلاً على بعض أسفار العهد القديم، كسفر حزقيال وسفر دانيال، ومن العهد الجديد على سفر رؤيا يوحنا، وتستنتج أن العالم كما نعرفه قد أشرف على النهاية، وأن ألفا من السنين سيبدأ بعد هذه النهاية، وهو يتميز بالسلام ووفرة الخيرات والأخوة بين الناس، وسيحل السلام بين الحيوانات أيضاً. العالم آت الى نهاية - حسب زعمهم- لا بفعل جنون جنرال أو سياسي يشعل الحرب النووية، بل لأن هذا هو قصد الله. نهاية العالم ليست مدعاة للقلق بنظر «الألفيين» لأنها تمهد لمجيء المسيح الثاني.
لكن قبل هذا المجيء على بعض الأحداث أن تقع، إنها «علامات الأزمنة» أي تبشير العالم، وعودة اليهود، وإعادة بناء دولة اسرائيل وظهور «المسيح الدجال» وموجة من الصراعات. كل هذا يتوج بمعركة «هرمجدون» وهي قرية مذكورة في سفر الرؤيا، وتقع الى شمال القدس حيث تزج الأمم الكبيرة في معركة بين «الحق والباطل» وعند اقتراب إفناء العالم يظهر المسيح، وهناك أكثر من رواية تفصيلية لهذا الحدث الانقضائي، لا مجال لذكرها هنا، لكن المهم في هذا التصور «الرؤيوي» أن السلاح النووي يصبح عندئذ أداة لتحقيق مقاصد الله، وأن الميل الى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور «نهاية العالم» يصبح مشروعاً، لا بل ضرورياً، علماً بأن دعاة الألفية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحا للحرب-الكارثة المذكورة أعلاه.
السفارة المسيحية والبعد الدولي للصهيونية المسيحية
إن التأييد المسيحي الأصولي لإسرائيل يستند عند الكثيرين كما رأينا الى «رؤية» للعالم، أو بالأحرى لنهايته، تفترض تبشير اليهود، ولكن، هل أن تبشير اليهود يرضي اليهود؟ وأنا دائما أسأل هذا السؤال. يبدو أن هذا الأمر لا يثير مشكلة كبيرة لدى الساسة الصهاينة، ولو أنه يزرع الشك في نفوس بعض المتشددين اليهود، ذلك أن أولوية كسب التأييد السياسي لدولة اسرائيل تغلب الاعتبارات الدينية الصرفة.
مع ذلك، فإن مواقف أصولية مسيحية صهيونية، ورغبة منها بتطمين اليهود، راحت تقول بعدم تبشير اليهود، بل بالوقوف الى جانبهم - «تعزيتهم» على حسب ما جاء في سفر أشعياء في التوراة - 40:1-2 «عزوا شعبي يقول إلهكم، طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهازها قد كمل».
أبرز ممثلي هذا التيار وأخطرهم اليوم هم جماعة «السفارة المسيحية العالمية في القدس» تأسست هذه السفارة في العام ألف وتسعمائة وثمانين (1980) رداً على سحب ثلاث عشرة دولة سفاراتها من القدس استنكاراً لإعلانها عاصمة لإسرائيل، ولهذه السفارة فروع في خمسين دولة في العالم، ولها في الولايات المتحدة الأمريكية عشرون مكتباً قنصلياً.. المكاتب تقوم بعمل دعائي من مختلف الأنواع، وتجمع المساعدات المالية والعينية وتسوق البضائع الإسرائيلية من نشاطات «السفارة» المؤتمر الدولي للقادة المسيحيين الصهاينة الذي عقد في بازل (سويسرا) خلال شهر آب عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين (1985) والذي انتهى الى إصدار بيان، يضيف الى تكرار المواقف التقليدية المؤيدة لدولة اسرائيل و«التائبة عن اللاسامية»، تهنئة لدولة اسرائيل ومواطنيها على إنجازات الأربعين سنة الأخيرة، ودعوة للاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وبيهودا والسامرة (الضفة الغربية) كأجزاء من أرض إسرائيل، وتحذير للأمم التي تعادي الشعب اليهودي.
لقد أدان مجلس كنائس الشرق الأوسط هذا البيان بشدة. إن السفارة المسيحية في القدس هي مثال واضح ومفضوح لانحياز التيار المسيحي الأمريكي الأصولي لدولة إسرائيل، و لتوظيف الدين توظيفاً مغرضاً في السياسة.
وهناك عدة أصناف من السلوك تصف الصهيونيين المسيحيين كأصدقاء لإسرائيل ومنها:
1- تشجيع الحوار ما بين اليهود والمسيحيين.
2- مقاومة معاداة السامية.
3- التعريف بالأصول اليهودية للإيمان المسيحي والتركيز عليها لدرجة تبدو فيها المسيحية وكأنها إحدى الطوائف اليهودية.
4- العمل الإنساني بين اللاجئين اليهود.
5- مقاومة المواقف اليهودية «المعتدلة» التي تسعى الى التفاوض بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام.
الصهيونية المسيحية
في ميزان الكنائس الأمريكية
تقول الكاتبة «هيلينه كوبان»: «قرأنا جميعا التحليلات الإخبارية التي تشير الى ان أقوى دعم سياسي حصل عليه أرييل شارون في الولايات المتحدة الأمريكية لم يكن من الطائفة اليهودية الأمريكية، ولكن من الجمعيات القوية لليمين المسيحي، هل هذا يعني أن جميع المسيحيين تقريبا في الولايات المتحدة أصبحوا ضد المصالح الفلسطينية والإسلامية والعربية؟ وهل يعني هذا أن المجتمع الأمريكي على وشك أن تسيطر عليه الرغبة القوية ليحول مواجهة دولته مع المجتمع الإسلامي الى حملات صليبية عدائية؟».
وتجيب الكاتبة على هذا التساؤل الذي هو حقا في مكانه قائلة:«لحسن الحظ فإن الحالة داخل المجتمع الأمريكي ليست سيئة لهذا الحد فمع ان جمعيات اليمين المسيحي قوية الا أنها ليست على وشك أن تسيطر على كل المجتمع الأميركي ومن المفيد ان نذكر هنا أن نسبة صغيرة فقط من المسيحيين الأمريكيين تدعم برنامج الشرق الأوسط للجمعيات التابعة لليمين المسيحي، غير أن المشكلة تكمن في أن اليمين المسيحي هو في أفضل درجات التنظيم، وله تأثير فعال في العمل السياسي بينما الطوائف والجمعيات المسيحية غير اليمينية ليست بذات التنظيم الكبير، لكن هذا الوضع يجب أن يتغير».
ما تقوله هيلينه كوبان هو عين الصواب ففي الواقع تمثل الصهيونية المسيحية عدديا نسبة ضئيلة ما بين الكنائس الأمريكية، لكنها نسبة فاعلة جدا، وتقود جماعات الصهيونية المسيحية جمعيات من المعمدانيين الجنوبيين Southern Baptists))، هذا ويشكل المعمدانيون بمجملهم مع الكنائس الأخرى ذات التوجه اليميني وليس فقط المعمدانيون الجنوبيون نسبة تبلغ حوالي الستة عشر بالمئة فقط من السكان، أما الطوائف البروتستانتية الأربع الكبيرة غير المعمدانية أي المثوديست واللوثريون والمشيخيون والأنغليكان أو الأسقفيون فإنها تشكل نسبة خمسة عشر بالمئة من عدد السكان, ومن الأهمية بمكان أن هذه الطوائف الأربع بالإضافة الى الكاثوليك والطوائف الأرثوذوكسية هي متعاطفة عموماً مع القضية الفلسطينية وجميعها حتى كنيسة الميثوديست التي ينتمي اليها شكلاً الرئيس جورج دبليو بوش قد أصدرت بيانات نددت فيها بالحرب على العراق ووصفتها بأنها حرب لا أخلاقية ولا شرعية ومدانة مسيحياً.
|