المداهمات المتواصلة تذكي مشاعر العداء للاحتلال
القوات الأمريكية تعتقل المئات وتفقد جندياً وتداهم وسط بغداد

  * بغداد - من اندرو مارشال - رويترز:
داهم عشرات من الجنود الامريكيين بأسلحتهم الثقيلة قلب العاصمة العراقية بغداد امس الثلاثاء واغلقوا العديد من الطرق وفتشوا المنازل بعد وقوع انفجارين في المدينة ونصب سلسلة من الاكمنة في بلدات مضطربة قريبة من بغداد.
واغلقت القوات الأمريكية الشوارع بعربات مدرعة في ضاحية قريبة من نهر دجلة ومن مجمع الحرس الجمهوري للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والذي تحول الان إلى مقر للادارة الأمريكية في العراق.
واعلن الجيش الأمريكي انه ضبط اسلحة متنوعة خلال حملة التفتيش من منزل لمنزل وان القوات الأمريكية في العراق اعتقلت مئات في عملية جديدة لملاحقة الموالين للرئيس العراقي المخلوع.
وقالت القيادة المركزية في بيان ان القوات الأمريكية شنت غارات في بغداد ومدينتي تكريت وكركوك يوم الاثنين وصادرت أسلحة ومتفجرات.
وتهدف الحملة التي بدأت يوم الاحد ويطلق عليها اسم عملية - عقرب الصحراء- إلى اخراج المقاتلين الموالين لصدام من مخابئهم في اعقاب هجمات قاتلة شنت على قوات أمريكية وقع معظمها في بغداد وبلدات وقرى إلى الغرب والشمال من العاصمة العراقية.
وتهدف العملية ايضا إلى توزيع معونات انسانية على العراقيين لكن السكان الغاضبين يقولون ان الغارات الأمريكية تزيد مشاعر العداء للأمريكيين وتذكي المطالب برحيل القوات المحتلة.
وانتهت يوم الاحد مهلة العفو التي استمرت اسبوعين وحددها الجيش الأمريكي للعراقيين لتسليم اسلحتهم ويواجه الان كل من بحوزته اسلحة غير مرخصة عقوبة السجن عاماً ودفع غرامة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية ان عملية عقرب الصحراء تهدف إلى عزل والحاق الهزيمة بالجيوب الباقية للمقاومة التي تحاول تعطيل الانتقال إلى عراق حر مستقر.
واعلن الجيش الأمريكي انه بحلول ليل الاثنين احتجز 156 خلال11 غارة في بغداد كما ضبطت القوات الأمريكية 121 بندقية واربع بنادق اليةوبندقيتين نصف آلية و19 مسدسا و18 مقذوفا صاروخيا و31 رطلا من المتفجرات وعددا من الاقنعة الواقية من المواد الكيماوية.
وفي 36 غارة حول تكريت مسقط رأس صدام وكركوك احتجزت القوات 215. وذكرت القيادة المركزية ان القوات الأمريكية قامت ايضا بمهام انسانية وتوصيل امدادات الوقود.
ويقول الجيش الأمريكي ان عملية عقرب الصحراء هي في الاصل لكسب عقول وقلوب العراقيين وايضا لملاحقة اتباع صدام.
لكن يقول كثير من العراقيين ان الغارات الأمريكية كانت عنيفة تعرضت خلالها بيوتهم للتفتيش وهوجم خلالها مدنيون وطالب كثيرون برحيل قوات الاحتلال عن العراق في اقرب فرصة ممكنة.
وجاءت مداهمات امس الثلاثاء بعد مقتل جندي أمريكي بنيران القنص خلال الليل في شمال العاصمة العراقية المضطربة بغداد.
وقال متحدث عسكري أمريكي ان الجندي قتل خلال الليل اثناء اشتراكه في دورية وتعرضت القوات الأمريكية لسلسلة من الاكمنة في بغداد ومناطق مضطربة قريبة.
وارتفع بمقتل الجندي الأمريكي الليلة قبل الماضية عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا في هجمات معادية وكمائن منذ اول مايو ايار إلى 41 جنديا وكان معظم هذه الهجمات والكمائن في العاصمة بغداد ومنطقتين إلى الغرب هما الرمادي والفلوجة وإلى الشمال حول بعقوبة وتكريت.وفي حادث منفصل انفجرت سيارة مدنية في حي بغرب بغداد مساء الاثنين مما ادى إلى مقتل امرأة وفتاة صغيرة.
وقال سكان ان الانفجار وقع عند تقاطع طرق كانت القوات الأمريكية تقيم عنده حاجزا قبل الانفجار بنصف ساعة فقط.
ولم يعرف سبب الانفجار لكن ضابطا أمريكيا قال ان السيارة كانت ملغومة على الارجح واصيب في الحادث جنديان أمريكيان وقال متحدث عسكري أمريكي ان الجيش يستوثق من صحة التقرير.