مؤتمر!!... هل ثمة ما هو أشد من وقع هذه المفردة على ذهن المثقف/ المتلقي؟... لا أظن!
مؤتمر... هل في الجعبة كلمة أعمق منها لنعبّر بها عن ماهية ما يحاك، ويرتب له خلف كواليس أربعة جدران، وأمام طاولة مستديرة.. وربما مربعة.. وقد تكون مستطيلة!!؟... لا أظن!
مؤتمر... تصطف هذه الحروف مرتبة لترتبط بأمر ما يتعلق بنوادٍ أدبية، تابعة لرئاسة رعاية الشباب.. فهل تفرد لذهن المثقف/ المتلقي مساحة أمل.. قد أظن!
إذاً ماذا عن المفردة وهي ترتبط بمؤتمر يقام لأكثر من عشرة أعوام خلت، وما من محصّلة تخرج بها المرأة لصالحها من شأنها أن ترضي غرورها، وتشبع نهمها.
أجل.. قبل أيام مضت عُقِدَ في بريدة المؤتمر السابع عشر لرؤساء الأندية الأدبية.. مما يدل على أنه قد سبقته مؤتمرات، ومؤتمرات.. فما هو نصيب المرأة/المثقفة.. والأكاديمية.. وربة البيت.. من وريقات ذلك المؤتمر؟؟!
بلا شك أن مترقبي نتائج المؤتمرات المتكررة للأندية الأدبية ليست المرأة وحدها.. بيد أنها تشكل الهاجس الرئيس، لضعف دورها.. وغياب صوتها.. وقلّة نشاطها.. ويؤكد الأديب «محمد الدبيسي» ما ذهبت إليه.. فقد كتب في ملحق الجزيرة «المجلة الثقافية» يقول: «بعد ستة عشر عاماً من الاجتماعات لم يتفق الرؤساء على آلية لتوزيع وتسويق إصدارات الندية.. أو صيانة شكل.. لمشاركة المرأة في أنشطة الندية» 14/1/1424هـ - 17/3/2003م.
ولعل في صدى صوت الذكر لصالح الأنثى خيراً وفيراً ينتظرها مستقبلاً.. خصوصاً أن أغلب رؤساء الأندية لا يجدون مانعاً من مشاركة المرأة في مناشط الأندية.. إذاً فما الذي يعيق التنفيذ.. ورحى المؤتمرات تدور.. ولكن لأجل طحن الحصرم.. لا أكثر.
الكل مقر بثراء عطاء المرأة السعودية، وجدّيته.. وقد صرّح بذلك الدكتور الأكاديمي والناقد المعروف: عبدالله الغذامي حينما قال: «المرأة كقارئة أكثر جدية من الرجل.. والقارئات من النساء أعدادهن كبيرة جداً، والمرأة لدينا حققت تطورات نوعية كبيرة، إذا نظرنا إليها في الستينات وعلى مدى 40 سنة، ففي الستينات كانت المرأة السعودية جاهلة لا تقرأ ولا تكتب وفي غضون 40 سنة تحولت إلى شاعرة مبدعة، وروائية، ناقدة، كاتبة، صحافية، وهذا تطور ضخم جداً تم للمرأة السعودية في فترة وجيزة، وهذا التطور ليس كمياً فحسب بل إنه تطور نوعي، ومكتسبات المرأة كبيرة والخطاب الإبداعي عند البنات سواء الشاعرات، أو الروائيات لافت للنظر بشكل قوي جداً والتطورات فيه كبيرة وقوية» 8/10/1423ه.
فهل نوافق مقولة أستاذ الأدب الإنجليزي بقسم اللغة العربية الدكتور سعد البازعي التي جاء فيها «أنا أعتقد أن هناك الكثير من الرجال الذين يحدّون من قدرة المرأة على ممارسة دورها المبدع» 29/10/1423هـ.
قد يكون كذلك ولكن كثيرون - أيضاً - هم الذين أقروا بتقدم المرأة.. وثراء عطائها.. وليس أدل على ذلك من تحليل ببليوجرافي ببلومتري قام به الأديب خالد بن أحمد اليوسف ونشر في الجزيرة بتاريخ 7/1/1424هـ - 10/3/2003م ضمّنه هذه العبارة «قفزت الأديبة السعودية هذا العام إلى مرتبة متقدمة في نشرها للكتاب الأدبي، وأصدرت «23» كتاباً بخلاف العام الماضي الذي لم يتجاوز عشرة كتب والذي قبله «16 كتاباً» وهذه ظاهرة تحسب لها ولنشاطها الطباعي».
فهل - بعد كل ما سبق - نرى الأندية الأدبية - ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب - أكثر جدّية في مؤتمراتها، وتُفرد للمرأة حيزاً في مناشطها.. وعضويتها.. وتنحي القمع - الذي أرهقنا بسببه - جانباً؟؟؟
ص.ب: 10919 الدمام: 31443 فاكس: 8435344 - 03
|